يوهان كرويف.. فتى "القرية الخرسانية" الذي غير كرة القدم للأبد ورحل
ترتد الكرة من الجدران والارض الخرسانية في حي "بيتوندورب" الواقع في العاصمة الهولندية أمستردام والذي جرى بناؤه في عشرينيات القرن الماضي كتجربة لبناء مساكن لأصحاب الدخل المحدود باستخدام مواد بناء جديدة رخيصة وخاصة الخرسانة التي تسبب في تسمية المجمع السكني بـ"القرية الخرسانية".
في هذا الحي كان الراحل يوهان كرويف يروض الكرة التي ترتد في الجدران الخرسانية والتي ساعدته كثيراً في بناء أسلوبه المعتمد على ترويض الكرة فيما ساعده الخوف من السقوط على الأرضية الخرسانية في أن يعلم كيف يحافظ على توازنه لأن أي سقوط يعني جروح قبيحة لن تفارق جسده بسهولة لذا تمكن من تعلم كيفية البقاء واقفاً.
لم يكن يمر يوم دون أن يلمس كرويف كرة القدم إذ أنها كانت لعبته المفضلة حتى أطلق عليه أسم "الفتى صاحب الكرة" بسبب أنه كان يأخذ الكرة حتى إلى المدرسة.
يقول الأسطورة الفائز بجائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات في سيرته الذاتية إن: "كنا نضع الكرة تحت المقعد ونمررها فيما بيننا أثناء الحصة الدراسية، كان ذلك يزعج المعلمين احياناً ويطردوننا من الفصل".
وكان الاسطورة يوصف بالـ"غير مرئي" وهي الكلمة التي كان النقاد يستخدمونها في وصفه داخل الملعب، ويقولون إنه لم يكن أحد مثل يوهان كرويف ولم يظهر إي أي شخص آخر يؤثر على كرة القدم أكثر داخل الملعب أو خارجه لا في أوروبا ولا في العالم كله لكونه غير هذه الرياضة إلى الأبد، كان يوصف بالفريد، الباهر، المتمرد وحتى المتغطرس في بعض الأحيان كان يدخل في صراع مع كل من حاول الوقوف في طريقه أو معارضة أفكاره سواء زملائه أو رؤساء الأندية وقد كرس حياته لكرة القدم ولحبيباته الثلاث: "اياكس، برشلونة والمنتخب البرتقالي".
وتلخص مقولته الراسخة "إنها مجرد كرة واحد في الملعب لذا يجب أن تمتلكها" التغيير الذي سببه في كرة القدم إذ وضع فلسفة كروية تعتمد بشكل أساسي على التحضير من خلال التمريرات والاستحواذ على الكرة والسيطرة على مجريات اللقاء والضغط الجماعي واستعادة الكرة من المنافس بأسرع وقت.
ويقول كرويف الذي قاد فاز برشلونة للفوز بأربع بطولات دوري متعاقبة بين موسم 1990-91 الى موسم 1993-94: "أنك لست بحاجة إلى الركض كثيراً يجب أن تلعب كرة القدم بعقلك".
وقد ظل الأسطورة الهولندية وفياً لكرة القدم الجديدة قبل أن يتوفى في مارس 2016 عن عمر ناهز الـ 68 عاما بعد صراع مع مرض سرطان الرئة إذ كان مدخنا شرها ولكنه أقلع عن التدخين بعد عملية القلب التي خضع لها عام 1991 لجراحة استبدال شرايين القلب.
عقب وفاته اتضح أن كرويف عرقل الجهود التي بذلت لتحويل منزل طفولته إلى متحف وطالب بإعادة الشقة إلى المجلس المحلي لحي من أجل إتاحتها للأسر ذات الدخل المحدود.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news