المصنفة الأولى في "عالم التنس" تحدد سبب اعتزالها "الصادم"
وجهت المصنفة الأولى في عالم التنس الأسترالية آشلي بارتي صدمة مدوية إلى عالم كرة المضرب أمس بعدما قررت أن تضع حداً لمسيرتها في الملاعب عن 25 عاماً فقط، وذلك بعد أسابيع معدودة على تتويجها التاريخي بلقب بطولة أستراليا المفتوحة. وقالت بارتي في مقطع فيديو على إنستغرام "اليوم صعب ومليء بالمشاعر بالنسبة لي حيث أعلن اعتزال كرة المضرب". وكشفت بارتي عن أن السبب الرئيس في اعتزالها يعود لاقتناعها بأنه "لم يعد بإمكانها تقديم أكثر مما قدمته".
وتتربع الأسترالية على عرش تصنيف رابطة المحترفات "دبليو تي أيه" منذ أكثر من عامين، وهي تعتزل في جعبتها ثلاثة ألقاب كبرى في رولان غاروس الفرنسية عام 2019 وويمبلدون الإنكليزية عام 2021 وأستراليا المفتوحة في بداية العام الحالي حين باتت أوّل أسترالية تفوز ببطولة بلادها منذ 44 عاماً، وتحديداً منذ كريس أونيل عام 1978.
"لم يعد لدي أي شيء أعطيه"
في أواخر العام الماضي ارتبطت بصديقها منذ زمن طويل غاري كيسيك الذي كان حاضراً دائماً في المدرجات لتشجيعها، وغالباً ما كان ينشر رسائل داعمة لها على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالنسبة لبارتي "النجاح هو معرفة أني قدمت كل شيء، كل ما يمكنني فعله"، بحسب فيديو الاعتزال، مضيفة "أنا راضية، أنا سعيدة وأعرف مقدار العمل الذي يتطلبه الأمر لاستخراج أفضل ما لديك"، مبررة القرار الذي اتخذته بأنه "لم يعد لديّ ذلك (هذا الدافع) بعد الآن. لم يعد لديّ الدافع الجسدي، الرغبة العاطفية وكل ما يتطلبه الأمر لتحدي نفسك على أعلى مستوى".
وأشارت الى أنها استنزفت طاقتها تماماً و"أعرف أني على الصعيد الجسدي لم يعد لدي أي شيء أعطيه، وهذا (الشيء) بالنسبة لي هو النجاح". بدأت بارتي مشوارها في ملاعب الكرة الصفراء عندما كانت طفلة في بريزبين، عاصمة ولاية كوينزلاند، وتوجت بلقب ويمبلدون للناشئات في 2011 حين كانت في الخامسة عشرة من عمرها.
لكن حجم التوقعات الذي ترافق مع النجاح، ترك أثره عليها ودفعها بعد ثلاثة أعوام الى اتخاذ قرار صادم بالابتعاد عن كرة المضرب من أجل الانتقال للعبة الكريكيت الشعبية في أستراليا، من خلال التوقيع مع بريزبين هيت في النسخة الأولى من دوري السيدات. لكن حب كرة المضرب دفعها الى العودة مجدداً بعد عام على قرار الابتعاد، ثم بدأت تشق طريقها نحو النجومية وصولاً الى إحراز أول ألقابها الكبرى عام 2019 في رولان غاروس ثم تربعها على عرش تصنيف المحترفات، لتصبح أول أسترالية مصنفة أولى عالمياً منذ إيفون غولاغونغ-كاولي قبل 50 عاماً.
وبعد تتويجها العام الماضي بلقب ويمبلدون، حققت بارتي الانجاز في بداية العام الحالي بفوزها ببطولة بلادها بعد تغلبها في النهائي على الأميركية دانيال كولينز في لقاء كانت متخلفة في مجموعته الثانية 1-5 قبل أن تعود من بعيد لتحسم المواجهة 6-3 و7-6 (7-2).
"إلهام بلد"
وكشفت الأسترالية الفائزة بـ15 لقباً في مسيرتها من أصل 21 مباراة نهائية، في رسالة الاعتزال "إنه شيء كنت أفكر فيه منذ فترة طويلة. أن أكون قادرة على الفوز ببطولة ويمبلدون، فهذا كان حلمي، الحلم الحقيقي الوحيد الذي أردته في كرة المضرب. لقد غيّر حقاً طريقة نظري الى الأمور".
وتابعت "كان لدي هذا الشعور الداخلي بعد ويمبلدون وتحدثت الى فريقي كثيراً بشأنه. كان هناك جزء صغير مني لم يكن راضياً بالكامل، لم يكن مكتفياً تماماً. ثم جاء تحدي بطولة أستراليا المفتوحة وأعتقد أن هذا بالنسبة لي كان أفضل طريقة" للقول وداعاً بعد إحراز اللقب. بالنسبة للاتحاد الأسترالي للعبة، ستبقى بارتي "الى الأبد المصنفة أولى عالمياً كمثال أعلى يحتذى به".
فيما فسّرت البريطانية إيما رادوكانو، حاملة لقب الولايات المتحدة المفتوحة، اعتزال بارتي بالقول "أشعر وكأنني إذا أضع هدفاً عندما أبدأ في ممارسة كرة المضرب، فبمجرد أن أكون سعيدة، من المنطقي أن أضع حداً وأنا على أعلى مستوى". أما اليابانية ناومي أوساكا المتوجة بأربعة ألقاب كبرى والتي غابت عن فترات في الموسم الماضي لمعاناتها من ضغوط نفسية واكتئاب فقالت "أشعر بالسعادة حقاً من أجلها. أعلم أن العام الماضي كان صعباً للغاية. لم تذهب إلى المنزل على الإطلاق".