كيروش.. مسار تدريبي طويل وتجارب سابقة مبشرة لمنتخب مصر قبل مواجهة السنغال
يُعدّ البرتغالي كارلوس كيروش خبيراً في قيادة المنتخبات إلى نهائيات كأس العالم، ومرّة جديدة يقف على أبواب المونديال عندما يخوض مباراتين فاصلتين مع مصر ضد السنغال بطلة إفريقيا يومي الجمعة والثلاثاء ضمن الدور الثالث الحاسم من التصفيات الإفريقية. وتلقي وكالة فرانس برس نظرة على التجارب الناجحة في تصفيات كأس العالم لكيروش (69 عاماً) مدرب ريال مدريد الإسباني ومنتخبات البرتغال والإمارات وجنوب إفريقيا وإيران وكولومبيا سابقاً.
بدايات واعدة
بعد مشوار عادي كحارس مرمى، استهل كيروش مشواره التدريبي نهاية الثمانينيات، وكان منتخب بلاده محطته الأولى. صنع اسمه بداية عندما منح بلاده لقبين متتاليين في بطولة العالم دون 20 عاماً، في 1989 و1991. ورافق مجموعة من الناشئين الموهوبين الذين برزوا في أكبر الأندية الأوروبية في الأعوام اللاحقة: لويس فيغو، روي كوشتا، باولو سوزا، جواو بينتو وفرناندو كوتو وغيرهم... رُقي بعدها إلى المنتخب الأول حيث فاز 14 مرة في 31 مباراة، لكن مشوار تصفيات مونديال الولايات المتحدة 1994 جاء صعباً. واحتلّ سيليساو المركز الثالث في مجموعة قوية بفارق نقطتين عن إيطاليا ونقطة عن سويسرا. بعد اخفاق التأهل إلى المونديال الأميركي رحل عن منتخب البرتغال في 1993، ثم تولى تدريب عدة أندية بينها سبورتينغ بجانب منتخب الإمارات لفترة قصيرة في عام 1999.
بافانا بافانا
أعلن "البروفسور" (كما يلقب) عن نفسه بقوّة عندما قاد منتخب جنوب إفريقيا إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، لكنه ترك منصبه في مارس 2002 قبل انطلاق النهائيات لخلاف مع الاتحاد الجنوب إفريقي. كانت المرة الثانية توالياً يشارك "بافانا بافانا" في الحدث العالمي قبل استضافته التاريخية لنهائيات 2010، الأولى في القارة الإفريقية، علماً أنه ودّع في المرات الثلاث من دور المجموعات.
واشتهر بعدها كيروش، المولود في موزامبيق، بجلوسه مدرباً مساعداً للسير الاسكتلندي أليكس فيرغوسون عندما كان يقود مانشستر يونايتد إلى أمجاده في إنكلترا، تخللتها فترة عشرة أشهر أشرف فيها على العملاق الإسباني ريال مدريد الذي كان يضمّ الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والبرتغالي لويس فيغو والإنكليزي ديفيد بيكهام.
فترة برتغالية ثانية
قبل أسابيع قليلة من انطلاق تصفيات مونديال 2010، تولى كيروش تدريب البرتغال مرّة ثانية، بعد فترة ناجحة للبرازيلي لويز فيليبي سكولاري مع سيليساو. حلّ ثانيا بفارق نقطتين عن الدنمارك بعد بداية وعرة، فاحتاج إلى خوض ملحق ضد البوسنة والهرسك منحه بطاقة التأهل إلى المونديال الإفريقي، حيث بلغ دور الـ16 وخسر أمام إسبانيا بهدف دافيد فيّا.
وفي وقت كان متوقعاً أن يكون قرب كيروش من النجم كريستيانو رونالدو مفتاحاً في العلاقة بينهما وأداء اللاعب مع المنتخب، فشل في إخراج أفضل ما في الـ"دون" بقميص المنتخب.
خلال عامين، اكتفى أفضل لاعب في العالم خمس مرات والهداف التاريخي على صعيد المنتخبات، بهدف واحد مع المنتخب البرتغالي تحت قيادة كيروش. انهارت العلاقة بين الرجلين بعد الخروج من ثمن نهائي مونديال 2010.
في رده على أسئلة الصحافيين حول أسباب الخسارة، قال رونالدو غاضباً "توجهوا بالسؤال إلى كارلوس كيروش". حاول المدرب الوقوف في وجه نجمه، لكن تم طرده بعد ذلك بفترة قصيرة. في 2014، كان كيروش يواصل القول إن "سي آر 7" (لقب رونالدو) لم يكن لديه "السلوك الجيد الكافي".
تجربة إيرانية طويلة
بعد مشوارين قصيرين في اليابان والإمارات نهاية التسعينيات، عاد كيروش إلى القارة الآسيوية حيث استقر لثماني سنوات بين 2011 و2019 مع المنتخب الإيراني. نجح في مهمته الأولى بتأهيل "تيم ملي" إلى مونديال 2014. وبرغم تذيل مجموعته بنقطة، جدّد الاتحاد الإيراني عقده بعد مساهمته في تطوير المنتخب وجلب دماء جديدة. قاد إيران مرّة ثانية إلى المونديال في نسخة روسيا 2018 الأخيرة.
وبرغم توديعه دور المجموعات، إلا أنه خرج برأس مرفوعة، بعد فوزه الصعب على المغرب 1-صفر، خسارته أمام إسبانيا بهدف ومعادلته في الوقت القاتل أبناء جلدته البرتغال 1-1. بعد خسارته نصف نهائي كأس آسيا 2019 أمام اليابان بثلاثية نظيفة، افترق عن إيران ثم خاض رحلة مع كولومبيا انتهت بنتائج سلبية في تصفيات مونديال 2022، قبل إعلان الاتحاد المصري قدومه في 8 سبتمبر 2021 بدلاً من حسام البدري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news