"مارادونا البريطاني".. من نجومية مبكرة إلى سائق سيارة أجرة

كانت الآمال معقودة على البريطاني سوني بايك في أن يكون لاعب كرة قدم استثنائي وهو ما جعل معظم الصحف الإنجليزية المعروفة بصرامتها في ما يتعلق بالرهان على المواهب الصاعدة تتجنب أن تصل لمرحلة تطلق عليه "دييغو مارادونا الجديد"، إذ أن تسجيل الطفل لأكثر من 100 هدف في موسم واحد مع فريق إنفيلد المحلي سلط كل الأنظار عليه لكن مسيرته لم تكتمل وترك كرة القدم وأصبح حالياً سائق سيارة أجرة.

وتعود قصة اللاعب حين كان تلميذاً ولعب لأول مرة في فريق إنفيلد المحلي وكان يحلم بالسير على خطى مثله الأعلى الدولي الإنجليزي السابق، بول جاسكوين ولم يمض وقت طويل قبل أن يتم تصعيده ليواجه الأطفال الأكبر سناً منه في دوري الأحد وهي المباريات التي لفتت أنظار الصحافة بعد أن سجل 100 هدف في موسم واحد.

وظهر سوني بايك في برنامج إخباري مثل "لندن تو نايت" وذا بيغ بريك فاست" و"فانتازي فوتبول ليغ"، ما أثار حالة من الاهتمام الكبير من جانب وسائل الإعلام التي بدأت تروج له على أنه " مارادونا أو جورج بيست القادم"، وسرعان ما انضم لفريق اياكس المعروف برعاية المواهب في عام 1995 وكان وقتها يبلغ من العمر 12 عاماً وظلت الكاميرات تتابعه اثناء وجوده في هولندا.

وأمام رغبته في أن يكون لاعباً في الدوري الإنجليزي عاد إلى بريطانيا وزادت الضجة حوله وسرعان ما وقعت معه شركات ضخمة صفقات رعاية أمثال ماكدونالدز وكوكا كولا وميزونو للمعدات الرياضية. وقال سوني بايك في حديثه لصحيفة ذا صن البريطانية:"كنت ادخل أرض الملعب لحضور نهائيات كأس كوكا كولا وأقوم بركلات قبل المباريات، وكنت أقوم بإعلانات ماكدونالدز، وكنت أطلب من بول سميث أن يصنع لي بدلات، بدأت في الحصول على جوائز من سكاي سبورتس في هذا الوقت".

وبمجرد وصوله إلى الشهرة، سرعان ما بدأت حياة بايك في التدهور أذ كان عمره وقتها 14 عاماً وأصبح الضغط شديدًا للغاية بعد أن تم التأمين على ساقيه بمبلغ مليون جنيه إسترليني وهو ما جعله يتعرض للمضايقات من جانب الآباء الغيورين الذين أرادوا أن يؤذيه أطفالهم. وقال: "كانوا يقولون: اكسر ساقيه، ليس هذا فحسب، خارج الملعب وفي المدرسة تلقيت معاملة مختلفة لم تساعدني أيضًا، ذات مرة، أتذكر أن رجلاً جاء إلي في الشارع ليخبرني أنه راهن علي بأنني سأصبح لاعباً للمنتخب لقد كان ذلك الأمر مخيفًا."

ويتردد بايك في إلقاء اللوم على والده في سقوطه، لكن لحظة كبيرة أدت إلى توقف مسيرته المهنية إذ بعد أن وقع كلاعب شاب في صفوف فريق ليتون أورينت في لندن دفعه والده في أن يظهر في فيلم وثائقي الذي تسبب لاحقاً في انتهاكه لقواعد الاتحاد الإنجليزي وتسبب ذلك في حظره، لأن الفيلم كشف كيفية قيام الأندية بدفع مبالغ غير قانونية للآباء من أجل التعاقد مع أطفالهم.

وحصل سوني بايك في نهاية المطاف على فرصة من قبل كريستال بالاس لكنه عاد للأخبار مرة أخرى عندما أجرى والده مقابلة مع إحدى الصحف مدعيا كيف أدت العروض الكبيرة إلى تمزيق الأسرة. وعلى أرض الملعب، لم يعد بإمكان اللاعب التأقلم، وقال: "تعرضت لانهيار نفسي إلى حد كبير في الملعب، دخلت لمدة 15 دقيقة، وقد أتيحت لي الفرصة وخرجت، الضغط الذي تعرضت له كان كبيرًا جدًا، نظرت إلى المدرب وخرجت، لقد أدركت أن كل شيء قد انتهى منذ ذلك الحين."

وأمضى بايك عامين في نادي ستيفنيج خارج الدوري حتى بلغ 18 عامًا في مخطط لكن قلبه لم يعد مهتمًا بكرة القدم، واستمرت معارك الاكتئاب، لكن الطفل المعجزة تمكن من تغيير حياته مع زوال ضغوط التوقعات واهتمام وسائل الإعلام، إذ بدأ بايك مهنة جديدة بالعمل كسائق سيارة أجرة في لندن ومساعدة لاعبي كرة القدم الشباب والقادمين في عدم الوقوع في فخ النجومية.

ويعقد سوني بايك جلسات تدريبية لتقديم الدعم للمسائل خارج الملعب إذ تنحصر محادثاته مع أولياء الأمور واللاعبين حول حماية الصحة العقلية والمخاطر التي تنتظر المحترفين في المستقبل، كما كتب أيضًا كتابًا يشرح فيه قصته بشكل أكبر.

 

الأكثر مشاركة