الجزائر يواجه بوركينا فاسو لإحياء آماله في كأس إفريقيا
يخوض منتخب الجزائر مهمة غاية في الصعوبة في سبيل إحياء فرصة التأهل للأدوار الإقصائية في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم في كوت ديفوار، حينما يواحه نظيره منتخب بوركينا فاسو غدا السبت في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة.
وبعد التعادل المحبط مع أنجولا بهدف لمثله في الجولة الأولى، أصبح لا بديل أمام منتخب الجزائر، بطل نسخة 2019 من البطولة القارية، سوى الفوز على بوركينا فاسو لإحياء آمال التأهل لدور الستة عشر.
لكن منتخب المحاربون سيصطدم بعقبة منتخب خيول بوركينا فاسو، الذي يسعى بدوره للخروج بأفضل نتيجة ممكنة من أجل التأهل للدور التالي بعد الفوز على موريتانيا بهدف دون رد في الجولة الأولى.
ويخشى منتخب الجزائر أن يواجه نفس المصير الذي قابله في نسخة الكاميرون 2021 حينما ودع البطولة من دور المجموعات بعدما حصد نقطة وحيدة.
وواصل منتخب الجزائر سلسلة عدم الفوز منذ تتويجه بلقب نسخة البطولة التي أقيمت في مصر عام 2019، للمرة الثانية في تاريخه، بعدما سبق أن حصل عليها بنسخة عام 1990 التي استضافتها ملاعبه.
وفشل المنتخب الجزائر في تحقيق أي انتصار منذ تغلبه 1 / صفر على منتخب السنغال في المباراة النهاية لنسخة عام 2019، التي جرت بملعب القاهرة الدولي، بعدما حقق تعادلين وخسر في مثلهما خلال لقاءاته الأربعة الأخيرة في أمم أفريقيا.
وتعادل منتخب الجزائر بدون أهداف مع سيراليون في مباراته الأولى بدور المجموعات لنسخة المسابقة عام 2021 التي أقيمت بالكاميرون، قبل أن يخسر صفر / 1 أمام غينيا الاستوائية في مفاجأة مدوية، ثم 1 / 3 أمام كوت ديفوار، ليودع المسابقة مبكرا، بعدما تذيل ترتيب مجموعته بنقطة وحيدة.
وجاء التعادل مع المنتخب الأنجولي ، ليواصل منتخب الجزائر، الذي يشارك للمرة الـ20 في أمم أفريقيا، رحلة البحث عن تحقيق الانتصارات وكسر تلك السلسلة السلبية.
ويمتلك منتخب الجزائر سجلا حافلا في مشاركاته السابقة بأمم أفريقيا، حيث خاض 78 مباراة، حقق خلالها 28 فوزا 23 تعادلا وتلقى 27 خسارة، وأحرز لاعبوه 95 هدفا، فيما منيت شباكه بـ90 هدفا.
وبخلاف تتويجه بأمم أفريقيا مرتين، فقد أحرز منتخب الجزائر الوصافة عام 1980، والمركز الثالث عامي 1984 و1988، وحل رابعا عامي 1982 و2010.
وظهر الحزن واضحا على جمال بلماضي مدرب الجزائر بعد مواجهة أنجولا حيث قال "أعتقد أننا عاقبنا أنفسنا، والمنافس الذي أغلق المساحات سجل هدف التعادل في وقت صعب كنا نمر به، وهذا يحدث في كرة القدم".
واعترف بلماضي، بارتكاب لاعبيه أخطاء فنية، لكن بالمقابل أشاد بأداء يوسف بلايلي، وريان آيت نوري، وبغداد بونجاح، واسماعيل بن ناصر، بخلاف رياض محرز، الذي لم يظهر كثيرا.
وتابع: " كنا نأمل في ضمان انطلاقة جيدة وخلق ديناميكية جديدة وكسب الثقة. لا نشعر أنها نتيجة مستحقة، ما كان ينقصنا هو اللمسة الأخيرة. سنرفع رؤوسنا وسنواصل العمل والتحضير للمباراة الثانية".
واسترسل يقول: " تنتظرنا مباراة كبيرة أمام بوركينافاسو، علينا أن نواصل العمل وأن نكون جاهزين لهذه المواجهة".
من جانبه قلل رياض محرز، قائد المنتخب الجزائري من أهمية تعثر " الخضر" أمام أنجولا ، وقال "متأكد وواثق أننا نملك تشكيلة رائعة، وقدمنا مباراة جيدة. لا زال لدينا مباراتان، يجب العمل والاستعداد لمواجهة بوركينافاسو المقبلة".
وختم يقول: "المباريات الأولى ليست سهلة إطلاقا. سنعود إلى التدريبات ونشاهد المباراة ثم نصحح الأخطاء. ثقتي كبيرة في المباراة القادمة أمام بوركينافاسو التي أتمنى التعويض فيها وأن نبدأها مثلما كان الحال مع أنجولا".
وتشهد المواجهات المباشرة بين المنتخبين حالة من التوازن، حيث فازت الجزائر سبع مرات من قبل مقابل ستة انتصارات لبوركينا فاسو وتعادلا خمس مرات.
يبقى منتخب بوركينا فاسو أيضا مرشحا بارزا للذهاب بعيدا في مشواره بكأس الأمم لنتائجه المميزة في آخر 4 مشاركات حيث حل وصيفا في نسخة 2013 وفاز بالميدالية البرونزية في 2017 وحل رابعا في النسخة الأخيرة التي أقيمت بالكاميرون أوائل عام 2022 بينما خرج من الدور الأول في نسخة 2015 بغينيا الإستوائية بخلاف حلوله رابعا في النسخة التي استضافها في عام 1988.
وإجمالا لعب منتخب الخيول 49 مباراة في تاريخ مشاركاته بكأس الأمم، وحقق عشرة انتصارات فقط مقابل 16 تعادلا و23 هزيمة، وسجل لاعبوه 24 هدفا مقابل 47 في مرماه.
وجاء الفوز على موريتنانيا ليمنح خيول بوركينا فاسو دفعة معنوية قوية حيث لم يستبعد المدرب هوبيرت فيلود إمكانية المنافسة على اللقب القاري.
وقال فيلود في حوار أجراه معه الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "منتخب بوركينا فاسو لا يضم بين صفوفه أفضل اللاعبين مثل باقي منتخبات القارة، ولكن أعتقد أنه بإمكاننا الفوز بلقب كأس الأمم".
أضاف المدرب الفرنسي: "المنتخب البوركيني كان قريبا من الفوز بالكأس ولكن للأسف لم يستطع التتويج ونحاول أن نكسر العقدة الطويلة هذه المرة".
وقال فيلود: "نلعب في مجموعة صعبة وندرك أن المهمة لن تكون سهلة خاصة وأن نتائج المنتخبات الكبيرة المرشحة للقب في الجولة الأولى مثيرة للقلق".
استدرك مدرب منتخب الخيول "مرحلة المجموعات تكون صعبة لكن إذا نجحنا في التأهل للدور الثاني ستكون الكفة متساوية بين جميع المنتخبات وبالنسبة لي أجيد التعامل مع الأدوار الإقصائية".
وأشار فيلود "أنا سعيد حقا بقيادة بوركينا فاسو في كأس أمم إفريقيا، لقد اضطررت إلى الانتظار 14 عاما للمشاركة مجددا في هذه البطولة".
وسبق أن كان هوبيرت فيلود مديرا فنيا لمنتخب توجو في كأس أمم أفريقيا 2010 التي أقيمت في أنجولا.
وختم فيلود تصريحاته "أنا هنا لأبدأ من الصفر وأنا محظوظ لأنني ما زلت على قيد الحياة، فالبعض لم يعد بإمكانهم المشي لذا يجب أن أستمتع بهذه اللحظة وأن أستفيد منها إلى أقصى حد".
ولن تقل المواجهة الأخرى والتي تجمع بين أنجولا وموريتانيا والتي تقام على استاد السلام، أهمية عن مواجهة الجزائر وبوركينا فاسو، حيث أن الفائز بها سيقطع خطوة كبيرة في الطريق نحو التأهل للأدوار الإقصائية.
يبقى منتخب موريتانيا حديث العهد بمنافسات كأس الأمم لكن الفريق الملقب بـ "المرابطون" أثبت حضوره بمشاركة ثالثة على التوالي ويأمل في تجاوز الدور الأول الذي لم يحققه في مشاركته الأولى بمصر عام 2019 والكاميرون في 2021.
ويأمل أمير عبدو المدير الفني لمنتخب موريتانيا في تحقيق فوز تاريخي سيكون هو الأول لموريتانيا في كأس الأمم الأفريقية بعدما اكتفى بتعادلين وخمس هزائم في سبع وسجل هدفا واحدا مقابل 12 هدفا في مرماه.
ويتطلع منتخب أنجولا لاستعادة بريقه خلال مشاركته التاسعة في كأس الأمم ، بعد مشاركة أولى في النسخة 20 التي استضافتها جنوب أفريقيا في عام 1996 بينما غاب عن النسخة الأخيرة التي استضافتها الكاميرون في أوائل عام 2022.
في مشاركاته السابقة، لعب المنتخب الملقب بالغزلان السوداء 26 مباراة، اكتفى بتحقيق 4 انتصارات مقابل 12 تعادلا و10 هزائم، وسجل 30 هدفا مقابل 39 هدفا.
ويبقى أفضل إنجاز أنجولي في مونديال أفريقيا التأهل مرتين لدور الثمانية في نسختي غانا 2008 وأنجولا 2010.