أنياب "القروش الزرقاء" تهدد منتخب مصر بمغادرة كأس إفريقيا.. سيناريوهات معقدة

عقب تعادله مع موزمبيق وغانا في أول جولتين بالمجموعة الثانية من مرحلة المجموعات بكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، يواجه منتخب مصر خطر الخروج المبكر من المسابقة القارية، عندما يلاقي منتخب الرأس الأخضر غداً الإثنين.

وبات يتعين على منتخب مصر، البطل التاريخي لكأس الأمم الإفريقية، التي توج بها 7 مرات، الفوز على منتخب الرأس الأخضر، عندما يلتقي معه في الجولة الثالثة (الأخيرة) للمجموعة، التي تشهد أيضاً مواجهة أخرى بين منتخبي غانا وموزمبيق، حتى يتجنب الدخول في حسابات الصعود المعقدة للأدوار الإقصائية في البطولة.

ويحتل المنتخب المصري المركز الثاني بترتيب المجموعة برصيد نقطتين، بفارق 4 نقاط خلف منتخب الرأس الأخضر (المتصدر)، الذي حجز مقعده رسمياً في دور الـ16 بالبطولة منذ الجولة الثانية، فيما يتواجد منتخبا غانا، الفائر باللقب 4 مرات، وموزمبيق في المركزين الثالث والرابع على الترتيب بنقطة واحدة.

وبينما ضمن منتخب الرأس الأخضر (القروش الزرقاء) إنهاء مشواره في المجموعة وهو على القمة ليلاقي في دور الـ16 أحد ثوالث المجموعات الأولى والثالثة والرابعة، فإن الصراع بات محصوراً بين مصر وغانا وموزمبيق للتأهل إلى الدور المقبل عن تلك المجموعة برفقة المنتخب الملقب بـ"القروش الزرقاء".

وتنص لائحة المسابقة على تأهل متصدر ووصيف كل مجموعة بالمجموعات الست في الدور الأول إلى مرحلة خروج المغلوب، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث.

ويتطلع منتخب مصر، الذي تعادل 2-2 مع موزمبيق وغانا في أول جولتين بالمجموعة، للحصول على النقاط الثلاث في أول مواجهة يخوضها عبر تاريخه مع منتخب الرأس الأخضر، الذي سيصبح المنافس رقم 114 الذي يواجه منتخب "الفراعنة" صاحب التاريخ الحافل في كرة القدم الأفريقية، حيث لم يسبق أن التقى المنتخبان معاً على الصعيدين الرسمي والودي.

ويبحث منتخب مصر عن تحقيق انتصاره الأول في كأس الأمم الأفريقية بعد غياب 722 يوماً، حيث يرجع آخر فوز له في البطولة، إلى دور الثمانية بنسخة المسابقة الماضية في الكاميرون، حينما تغلب 2- 1 على منتخب المغرب في دور الثمانية بالمسابقة آنذاك، وتحديدا ًفي 30 ييناير (كانون الثاني) 2022.

وعقب فوزه على المغرب بالنسخة الماضية، تعادل منتخب مصر مع الكاميرون دون أهداف في قبل نهائي تلك النسخة قبل أن يتفوق على منتخب "الأسود غير المروضة" بركلات الترجيح، ثم تعادل بالنتيحة ذاتها في النهائي أمام السنغال، لكنه أخفق في التتويج باللقب بخسارته في ركلات الترجيح، قبل أن يتعادل مع موزمبيق ثم غانا في تلك النسخة.

ويخوض منتخب مصر المباراة دون نجمه الأبرز محمد صلاح، هداف ليفربول الإنجليزي، الذي تعرض لإصابة عضلية في لقاء غانا، ليغيب على أثرها عن الفريق لمدة 10 أيام على الأقل، حسبما أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم، وهو ما يضاعف من صعوبة المهمة على فريق المدرب البرتغالي روي فيتوريا، خاصة أن منتخب الرأس الأخضر ليس بالصيد السهل، عطفاً على نتائج الفريق في المجموعة.

وفجر منتخب الرأس الأخضر مفاجأة من العيار الثقيل في بداية مشواره بالمجموعة عقب فوزه 2-1 على غانا في الجولة الأولى، قبل أن يحقق فوزاً كبيراً 3-0 على موزمبيق في الجولة الثانية، ليجتاز رسمياً دور المجموعات للمرة الثالثة في تاريخه بالبطولة والثانية على التوالي.

وأصبحت مواجهة مصر "شرفية" بالنسبة لمنتخب لرأس الأخضر بعد اطمئنانه على التأهل والصدارة، حيث من المتوقع أن يدفع مديره الفني الوطني بوبيستا بالعناصر البديلة لإراحة لاعبيه الأساسيين للمواجهات المقبلة.

وفي حال فوزه على الرأس الأخضر، سوف يرفع منتخب مصر رصيده إلى 5 نقاط، ليضمن صعوده رسمياً للأدوار الإقصائية في البطولة كوصيف للمجموعة، دون النظر لنتيجة لقاء غانا وموزمبيق، ليلاقي في دور الـ16 وصيف المجموعة السادسة، التي تضم منتخبات المغرب والكونغو الديمقراطية وزامبيا وتنزانيا، يوم 28 يناير (كانون الثاني) الجاري.

في حال تعادل منتخب مصر مع الرأس الأخضر، سيرفع رصيده إلى 3 نقاط، ويصبح مصيره معلقاً بمباراة موزمبيق وغانا.

وربما يبقى المنتخب المصري في وصافة المجموعة رغم تعادله، حال تعادل موزمبيق وغانا، اللذين سيصبح في رصيدهما نقطتين، ليظلا في المركزين الثالث والرابع.

ومن الممكن أن يتراجع ترتيب منتخب "الفراعنة" للمركز الثالث، حال انتهاء لقاء موزمبيق وغانا بفوز أحد الفريقين، حيث سيصبح رصيد الفائز منهما 4 نقاط، ليتقدم للمركز الثاني، وبالتالي سيتعين على منتخب مصر الانتظار لمعرفة ما إذا كان سيتواجد ضمن أفضل 4 ثوالث في المجموعات الست، الصاعدة للدور الثاني من عدمه.

وفي حال تواجد منتخب مصر ضمن أفضل ثوالث سوف يلعب في دور الـ16 مع متصدر المجموعة الرابعة، التي تضم الجزائر وأنغولا وبوركينا فاسو وموريتانيا، يوم السبت المقبل، أو متصدر المجموعة الثالثة، التي تضم السنغال وغينيا والكاميرون وغامبيا، يوم 29 من الشهر الحالي.

أما في حال عدم تواجد منتخب مصر ضمن أفضل ثوالث سوف يخرج من المسابقة رسمياً من دور المجموعات للمرة الخامسة في تاريخه بأمم أفريقيا والأولى منذ 20 عاماً.

وفي حالة الخسارة أمام الرأس الأخضر، من الممكن أن يصعد منتخب مصر لدور الـ16 كوصيف للمجموعة، وذلك حال انتهاء مباراة موزمبيق وغانا بالتعادل دون أهداف أو 1-1.

وفي تلك الحالة، سيتساوى منتخب مصر مع موزمبيق وغانا في رصيد نقطتين، ليتم الاحتكام لنتائج المواجهات المباشرة بين المنتخبات الثلاثة، لتحديد صاحب المركز الثاني، الذي سيكون منتخب مصر، عقب تسجيله 4 أهداف في مرمى المنتخبين الآخرين واستقبال شباكه مثلها، وهو فارق أهداف لن يصل إليه المنتخبين الموزمبيق والغاني حال تعادلا دون أهداف أو 1-1 في مباراتهما.

أما في حال خسارة مصر وتعادل موزمبيق وغانا 2-2، سوف تتساوى المنتخبات الثلاثة في فارق المواجهات المباشرة أيضاً، ليتم الاحتكام وفقاً للائحة المسابقة إلى فارق الأهداف التي حققها كل منتخب في مسيرته بالمجموعة بوجه عام، أي احتساب نتائج لقاءات المنتخبات الثلاثة مع منتخب الرأس الأخضر، لتحديد صاحب المركز الثاني بالمجموعة.

أما في حال خسارة مصر وتعادل موزمبيق وغانا بنتيجة 3-3 فأكثر، فسوف يعني ذلك تذيل منتخب مصر الترتيب وخروجه رسمياً من المسابقة، في ظل تفوق المنتخبين الغاني والموزمبيقي عليه في فارق المواجهات المباشرة.

وربما يودع منتخب مصر البطولة أيضاً حال خسارته أمام الرأس الأخضر وانتهاء لقاء موزمبيق وغانا بفوز أحد المنتخبين، حيث سيصبح حينها في المركز الثالث، لكن حظوظه ستكون ضئيلة للغاية في تواجده ضمن أفضل ثوالث.

وفي اللقاء الآخر، لا بديل أمام غانا وموزمبيق سوى حصد النقاط الثلاث، أملاً في انتظار ما سيسفر عنه لقاء مصر والرأس الأخضر، من أجل العبور نحو الأدوار الإقصائية للمسابقة.

وستكون هذه هي المواجهة الثانية بين المنتخبين في أمم أفريقيا، بعدما سبق أن التقيا في مرحلة المجموعات بنسخة المسابقة عام 1996 بجنوب أفريقيا، حيث حسم المنتخب الغاني المواجهة لصالحه 2-0  آنذاك.

ويخشى منتخب غانا من الخروج من الدور الأول للنسخة الثانية على التوالي في البطولة التي يحلم بالفوز بها للمرة الأولى منذ 42 عاماً، كما عجز الفريق عن تحقيق أي فوز في مبارياته الست الأخيرة بالمسابقة القارية.

ويعود آخر فوز لمنتخب غانا في أمم أفريقيا إلى نسخة المسابقة عام 2019 بمصر، عندما تغلب 2-0 على غينيا بيساو بدور المجموعات، حيث خسر أمام تونس بركلات الترجيح في دور الـ16 بتلك النسخة، قبل أن يخسر أمام المغرب وجزر القمر ويتعادل مع الغابون بدور المجموعات للنسخة التالية في الكاميرون، ليتعثر في النسخة الحالية للمسابقة التي عجز خلالها عن تحقيق أي فوز حتى الآن.

من جانبه، يحلم منتخب موزمبيق بتحقيق فوزه الأول في تاريخه بأمم أفريقيا، التي يشارك فيها للمرة الخامسة، حيث حقق 3 تعادلات وتلقى 11 خسارة في مبارياته السابقة بالبطولة.

وكان المنتخب الموزمبيقي قريباً من حصد النقاط الثلاث في لقائه الأول بالمجموعة أمام مصر، عقب تقدمه 2-1، غير أن المصريين أدركوا التعادل في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للقاء بواسطة محمد صلاح من ركلة جزاء.

الأكثر مشاركة