إحالة السعادة إلى العاصمة.. والضحية الأهلي
فرض المنطق نفسه في ثُمن نهائي كأس صاحب السموّ رئيس الدولة باستثناء مباراة واحدة راح فيها البطل ضحية المفاجأة وودع البطولة مبكراً، ورفعت بقية المواجهات شعار «للكبار فقط» وحجزت فرق دوري المحترفين أماكنها في ربع النهائي على حساب الهواة، وكان بني ياس صاحب الاستثناء الوحيد الذي أعلن استمراره في المغامرة.
وحفلت مباريات دور الـ16 بغزارة تهديفية، وشهدت ثماني مباريات 34 هدفا بواقع 4.25 أهداف لكل مباراة، وهي نسبة مرتفعة قياسا ببطولة كأس يخرج فيها المغلوب، ويفترض أن تتسم مبارياتها بالحذر الدفاعي، لكن الفوارق الفنية والإمكانات بين فرق المحترفين والهواة هي من صنعت الفارق الكبير في التهديف، وانعكست على عدد الأهداف الكبير الذي حفلت به معظم المباريات، باستثناء مباراة واحدة فقط حسمها هدف واحد فقط فاز به بني ياس على الأهلي حامل اللقب، بينما كان أقل معدل تهديفي في بقية المباريات لا يقل عن ثلاثة أهداف في مباراة الظفرة مع الإمارات.
الملك والفرسان
كان الملك هو أكبر المستفيدين من مباريات ثُمن نهائي الكأس، بعدما استعاد الشارقة الثقة الغائبة بسداسية جميلة في شباك شقيقه الأصغر اتحاد كلباء.
وكان الأهلي حامل لقب بطل الكأس ومتصدر الدوري هو أكبر الخاسرين وودع البطولة باكرا بخسارته (الصدمة) أمام بني ياس الممثل الوحيد لفرق الهواة في ربع النهائي. وشهدت مباراة الشارقة والاتحاد جرأة هجومية من الاتحاد الذي بادر بهز شباك الشارقة فعاقبه لاعبو الملك بسداسية ولا أجمل أكدت عودة الروح للنحل الأبيض الذين استغلوا حالة الترهل الدفاعي للاتحاد، وغياب أبسط قواعد التنظيم ،والتمركز الدفاعي الصحيح فلم يجد مهاجمو الشارقة أدني صعوبة في هز الشباك ست مرات، وإضاعة مثلها من فرص سهلة.. وعوّض الملك ظهوره المتواضع في مباريات الدوري، وباتت جماهيره تنظر الصحوة نفسها في المواجهات المقبلة للدوري.
وعلى النقيض كانت حال الفرسان الحُمر الذين يقدمون أفضل العروض في الدوري ويتصدرون بجدارة، لكنهم سقطوا في الفخ في بطولة الكأس التي يحملون لقبها، وفشل الأهلي في اختراق الدفاع السماوي الحصين الذي أغلق الباب على مفاتيح لعب الأهلي ولم يهتز أبدا واستغل كرة واحدة سجل منها هفد الفوز الثمين ليطيح بالبطل من نفس الدور الذي خرج منه بني ياس وأمام الأهلي بالذات في الموسم الماضي، والمفارقة أن الأهلي سيلعب مباراته المقبلة في الدوري أمام الشارقة.
أهل العاصمة في القمة
واصل فرسان العاصمة أبوظبي تألقهم في بطولة الكأس وحجزوا مقاعدهم كاملة في ربع النهائي بقيادة الزعيم الذي واصل انتصاراته المدوية، واكتسح الفجيرة برباعية نظيفة بعد فوزه على دبا الفجيرة بثمانية نظيفة في الدور الأول وسجل البرازيلي اندريه دياز ثلاثة أهداف هاتريك بعد رباعيته في الدور الأول ليتصدر قائمة هدافي المسابقة، وأكد الزعيم أنه قادم وبقوة للمنافسة على كل البطولات هذا الموسم بعد أن استعاد عافيته.. ويصطدم في ربع النهائي بقاهر الأهلي، بني ياس الذي أكمل مسلسل نجاح أهل العاصمة.
وضرب الجزيرة بقوة وحوّل تأخره أمام الوصل بهدف على طريقة النيران الصديقة إلى الفوز وبثلاثية وضعت العنكبوت في ربع النهائي بجدارة.
وعلى الدرب نفسه سار أصحاب السعادة وضربوا بقوة في مواجهة دبا الحصن الذي صمد حتى تم طرد مدافعه عادل محمد قبل أن ينهار، وكان الظهير الأيسر للوحدة محمود خميس هو كلمة السر في المباراة وعن طريقه اخترق العنابي الدفاع وسجل خميس هدفين وأسهم في هدف ثالث سجله عبدالرحيم جمعة وسجل باربوسا من ركلة جزاء. وشاءت القرعة أن تضع الوحدة في مواجهة مثيرة مع الجزيرة يصعد فيها الفائز لملاقاة الفائز من الشارقة والشباب في نصف النهائي.
الممثل الخامس لفرق العاصمة كان فارس الغربية الظفرة الذي تخطي عقبة الإمارات بصعوبة بالغة في غياب الأساسيين وفاز عليه 2/1.
غبار الدوري
وازاح الشباب غبار الدوري عندما تغلب على رأس الخيمة 4/1 في ملعب عجمان الذي شهد سقوطا مدويا للجوارح في الجولة السابعة للدوري، ولم يتحسن أداء الشباب إلا في الشوط الثاني فقط بعدما لعبت الخبرة دورها في حسم المباراة لصالحه.
اخر مواجهات ربع النهائي شهدت تأكيد تفوق الخليج على النصر وبات فارس خورفكان يمثل عقدة جديدة للعميد وبعد أن قهره في الدوري بخماسية عاد وهزمه في الكأس بثلاثية، وسيلعب الخليج مع الظفرة في ربع النهائي.