العنكبوت يحجـز القمـة 50 يوماً
انفرد الجزيرة بقمة دوري المحترفين لكرة القدم بعد المحطة العاشرة من رحلة الموسم الجديد، مستغلاً سقوط الأهلي في المنطقة الغربية. واستمر العين في المطاردة، فيما أكد عجمان أنه الحصان الأسود للمسابقة، ليقترب الشارقة من بر الأمان بعيداً عن صراع القاع، ودخل الشباب حامل اللقب الدوامة مع الوصل والظفرة والشعب والخليج، ولم تسفر قمة النصر والوحدة عن جديد بالنسبة للفريقين.
وسيبقى الجزيرة في الصدارة على مدار ما يقرب من شهر ونصف الشهر هي عمر فترة التوقف الطويلة للدوري من أجل كأس الخليج التاسعة عشرة لكرة القدم، وهي فرصة لكل الأندية التي تعاني حالة عدم اتزان لإعادة ترتيب الأوراق.
وشهدت الجولة العاشرة انخفاضاً حاداً في المعدل التهديفي مع استمرار الشكوى من أخطاء قضاة الملاعب، في عدد من المباريات ما دفع البعض لانتقاد الحكام صراحة لاسيما في النصر والظفرة والوحدة. واشتكى مدرب الظفرة السوري محمد قويض من أخطاء الحكم عبدالله العاجل في مباراة الأهلي، وتكرر نفس المشهد مع مدرب النصر الكرواتي لوكا الذي اشتكى من احتساب ركلات الجزاء ضد فريقه في مباراة الوحدة التي أدارها الحكم الدولي محمد الجنيبي ولم ينل رضا الطرف الآخر وهو نادي الوحدة الذي اشتكى بدوره من قرارات الحكم.
العنكبوت يعزف الثلاثية
عزف الجزيرة لحن الفوز بثلاثية رائعة خارج ملعبه وخطف ثلاث نقاط غالية من الشباب حامل اللقب في عقر داره وبين جماهيره، وتألق قائد اوركسترا الجزيرة المهاجم الهداف البرازيلي فرناندو بيانو وسجل هدفين رائعين، وأضاف زميله رافائيل سوبيس الهدف الثالث مقابل هدف واحد سجله مواطنهما اوسانساو للشباب في مباراة برازيلية خالصة تفوق فيها براغا على سيريزو في المنطقة الفنية.
الفوز أسعد الجزراوية بعدما أحكم الفريق قبضته على الصدارة بفارق نقطتين عن الأهلي المتصدر السابق، وبات العنكبوت على بُعد خطوة واحدة من الفوز بلقب بطل مرحلة الذهاب.
وفي المقابل عمّقت الخسارة جراح الشباب بطل النسخة الأخيرة من دوري الهواة وفتحت نيران الغضب بين أنصاره، بعدما اقتحم الفريق دوامة الهبوط بقوة وبات مهدداً عقب تراجعه للمركز العاشر في لائحة الترتيب.
واستغل الجزيرة حالة عدم الاتزان التي كان عليها دفاع الشباب التي يعاني بسببها هذا الموسم، عكس حالته في الموسم الماضي حيث كان الدفاع أبرز نقاط قوته وأحد أهم أسباب فوزه باللقب.
دياز يردّ على الإمبراطور
كان مهاجم العين البرزيلي اندريه دياز كلمة السر في قمة الزعيم والإمبراطور بعدما كسر صيامه عن التهديف في الدوري في شباك فريقه القديم، وسجل هدفين خطف بهما العين ثلاث نقاط ثمينة واصل بها المنافسة على الصدارة، وعجز دياز عن التسجيل منذ المباراة الافتتاحية أمام الشارقة في الأسبوع الأول رغم تسجيله في كأس رئيس الدولة وعاد لمواصلة هواية في هز الشباك بالدوري أمام الوصل بالذات وهو فريقه القديم الذي استغنى عن خدماته بدعوى إصابته في الركبة.
وكان دياز نجم الشباك الأول في المباراة ليس لكونه صاحب هدفي الفوز، ولكن بسبب استغناء الوصل عنه والشكوك التي طاردته بأنه سيكون ضحية جديدة في فترة الانتقالات الشتوية وسيتم تغييره بمهاجم آخر.
ولكن دياز كانت له كلمة أخرى وتفوق على نفسه ورد على المشككين في قدراته بخطف النقاط الثلاث الثمينة التي حفظت للعين موقعه في المنافسة، وفي المقابل تسببت في الإطاحة برأس مدرب الوصل الكرواتي ستريشكو الذي تولى المهمة في الجولة الرابعة خلفاً للتشيكي بيرانيك، إضافة إلى استغناء الوصل عن المهاجم الإيفواري زيكا غوري.
فارس يعرقل الفرسان
أصيب قطار الفرسان الحمر بعطل مفاجئ جديد أمام فارس الغربية بتعادلهما 1/1 الذي حرم كل فريق من نقطتين ثمينتين، الأهلي في سباق المنافسة على القمة، والظفرة في محاولة الهروب من دوامة الهبوط.
ولم يقدم الأحمر ما يستحق عليه الفوز رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من إدراكه لاسيما في الوقت القاتل من عُمر المباراة عندما أتيحت له العديد من الفرص السهلة التي أهدرها المهاجمون بغرابة.
وفي المقابل قدم الظفرة مباراة كبيرة في حدود إمكاناته وتقدم بهدف جميل وحرمه الحكم من هدف آخر واحتسب ضده ركلة جزاء مشكوكاً في صحتها تعادل بها الأهلي وكان بمقدور أصحاب الأرض تحقيق نتيجة أفضل وهو ما دفع المدرب السوري محمد قويض للخروج عن شعوره وتوجيه الاتهام للحكم بأنه السبب في ضياع الفوز وتغيير نتيجة المباراة.
البرتقالي يبدع ويمتع
وواصل عجمان إبداع وإمتاع جماهيره العريضة بالانتصارات والنتائج المبهرة التي أهلته لاحتلال مكانة مرموقة بين الكبار في المربع الذهبي، وقدم عجمان مباراة رائعة أمام الخليج واستحق الفوز بهدفين مقابل هدف واحد، حيث كان الطرف الأفضل في المباراة ليؤكد أنه الحصان الأسود للمسابقة هذا الموسم.
وأضاف البرتقالي ثلاث نقاط ثمينة لرصيده مقترباً من بر الأمان بعدما وصل للنقطة 17 بقيادة مدربه العراقي عبدالوهاب عبدالقادر الذي أثبت جدراته في مقارعة الكبار في دوري المحترفين ونجح في تشكيل توليفة نموذجية بين المحترفين والشباب وأصحاب الخبرة في الفريق.
وفي المقابل عاد فارس الخور للسقوط في فخ خسارة جديدة جمدت الفريق في قاع الترتيب وبات في موقــف لا يُحسد عليه خصوصاً بعدما تجــمد رصــيده سبع نقاط.
تعادل بطعم الخسارة
وسقط النصر والوحدة في فخ تعادل بطعم الخسارة لكليهما، فالنقطة التي حصل عليها كل فرق لم ترض طموحات عشاق العميد أو أصحاب السعادة خصوصاً أن الوحدة هبط للمركز السادس وتبعه النصر في المركز السابع.
وكان الحكم محمد الجنيبي محور حديث الفريقين عقب المباراة وكل منهما يتهمه بأنه حرمه الفوز.
وعلى الصعيد الفني كانت المباراة تكتيكية في المقام الأول بين الكرواتي لوكا مدرب النصر الذي فعل كل ما يستطيع من أجل خطف النقاط الثلاث قابله النمساوي هيكسبيرغر مدرب الوحدة بتنظيم دفاعي محكم وخطف التعادل عن طريق ركلة جزاء أثارت غضب لوكا.
ابتسامة الملك في الديربي
كانت قذيفة واحدة بعيدة المدى كفيلة برسم الابتسامة على شفاه الملك وأنصاره في ديربي الإمارة الباسمة بعدما حقق الشارقة فوزاً ثميناً على جاره الشعب.
الشارقة استحق الفوز في المباراة بعدما أدار المباراة بوعي كبير وعرف أن ظروف منافسه ستجعله يندفع للهجوم وكان الحرص الزائد شعار لاعبي الملك ومنحهم التقدم بصاروخ نواف مبارك الثقة التامة بالفوز.
ولم يكن الشعب يستحق الخسارة ونال كل الاحترام على الأداء الراقي الذي قدمه والروح العالية التي تميز بها لاعبوه ومحاولتهم التعديل حتى الدقــيقة الأخيرة.
الفوز الثمين أبعد الشارقة عن دائرة الخطر ومنحه فرصة ذهبية للاقتراب من المربع الذهبي بعد سلسلة من النتائج السلبية.
بينما عمـقت الخــسارة جراح الكوماندوز وضاعفت من حرج وضع الفريق في القاع متساوياً من الخليج في رصيد النقاط.
سجلت الجولة العاشرة أدنى معدل تهديفي(14هدفاً) بالتساوي مع الجولة الخامسة، وتراجع معدل التهديف للاعبين المواطنين الذي حلوا في المرتبة الثانية برصيد خمسة أهداف، بينما تألق أبناء مدرسة السامبا البرازيلية واحتلوا الصدارة برصيد ثمانية أهداف. والمفارقة أن المركز الثالث كان من نصيب نيجيريا بهدف وحيد؛ لأن الجولة العاشرة شهدت تسجيل ثلاث جنسيات فقط لمجموع الأهداف.
انفرد الجزيرة بالصدارة للمرة الأول بفارق نقطتين عن الأهلي المتصدر السابق، الذي يتفوق بنفس الرقم على العين صاحب المركز الثالث وهو الثلاثي الذي يغرد بعيداً عن باقي المنافسين، وأكد أن المنافسة على اللقب لن تخرج من بين فرسان الصدارة الثلاثة.
كانت أهداف الوقت القاتل هي الأكثر، وشهد ربع الساعة الأخير من المباريات تسجيل خمسة أهداف، ما يعكس قلة التركيز الدفاعي في اللحظات الأخيرة مقابل إصرار على التسجيل من المهاجمين.
تقدم الجزيرة للصدارة كأقوى خط هجوم في المسابقة حتى الجولة العاشرة برصيد 24 هدفاً متقدماً على النصر الثاني بفارق أربعة أهداف، وتقاسمت ثلاثة فرق لقب أضعف خط هجوم برصيد 10 أهداف وهي عجمان والشباب والشعب.
احتفظ العين بصدارة أقوى خط دفاع، ولم تهتز شباكه غير ست مرات فقط متقدماً بفارق هدف عن الجزيـرة. وبقي الوصل في صدارة أضعف خط دفاع، واهتزت شباكه 24 مرة، يليه الخليج (23)، والنصر والشــارقة(22).
ثلاث نقاط فقط هي الفاصل بين المركزين الخامس والعاشر في لائحة المسابقة، وهو مؤشر يعطي دليلاً على تقارب المستويات والنتائج، وأن كل شيء وارد في المراحل المقبلة من عُمر المسابقة.
بدأت رؤوس المدربين والمحترفين تطير مع نهاية مرحلة الذهاب لدوري المحترفين، ولن يكون هناك فارق بين أصحاب الأسماء الكبيرة أو المغمورين، فالكل سواء في سوء النتائج لأن الحسنة تخص والسيئة تعم.
استحق دينامو فريق العين الدولي علي الوهيبي لقب أحسن لاعب في الجولة العاشرة لدوري المحترفين لكرة القدم، وقاد الوهيبي الزعيم لتحقيق الفوز الثمين على الوصل في القمة الجماهيرية للجولة بهدفين نظيفين، وفتح الوهيبي الطريق للفوز بالتحركات الواعية في الناحية اليمني التي شكلت مصدر الخطر العيناوي على المرمى الوصلاوي، وعن طريقها صنع الهدف الأول باقتدار بعرضية نموذجية على رأس دياز.
وقدم الوهيبي واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم على الصعيدين الدفاعي والهجومي وخطف اللقب المرموق عن جدارة.
حصل حارس مرمى الظفرة عبدالباسط محمد على لقب أحسن حارس في الجولة العاشرة لدوري المحترفين.
وارتدى عبدالباسط قفاز الإجادة في مواجهة الأهلي وتألق في الذود عن مرماه ببسالة وفدائية وتحمل عبئاً ثقيلاً في مواجهة الضغط الأحمر الباحث عن الفوز والنقاط الثلاث، وبطبيعة الحــال لا يُسأل عن الهدف الوحيد الذي هز شباكه عن طريق ركلة جزاء سجل منها سيزار، ولعب حامي عرين الظفرة دوراً مؤثراً في تحديد نتيجة المباراة بيقظته العالية ومرونته ورد فعله الرائع وامتيازه بالثبات الانفعالي في الكرات الخطرة التي وصلته
استحق الدولي محمد عمر الحصول على لقب أفضل حكم في الجولة العاشرة لدوري المحترفين.
وتألق عمر صاحب الخبرة العريضة في قيادة ديربي الإمارة الباسمة بين الشارقة والشعب التي حسمت لمصلحة الشارقة بهدف نظيف وكان نجم المباراة الأول بلا منازع.
ورغم سخونة المباراة في المدرجات والملعب بسبب حساسية لقاءات الديربي بين الفريقـين إلا أن عمر كان هادئاً وقاد المباراة إلى بر الأمان بيقـظته الرائعة ولياقته البدنية العاليـة وتمركز المثالي وقربه من موقـع الأحـداث وتميزه في اتخاذ العقـوبات الفنية ومرافقتها بعقـوبات إدارية إذا كانت الأخـطاء تستـحق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news