علي مبارك علي يســـتعيد ذكريات جميلة أمضاها مع كرة القدم.    تصوير: محمد منور

لاعــب كـرة معتــزل: مستعد للعمل فــرّاشاً

أبدى لاعب كرة قدم سابق، اعتزل الملاعب عام 1991 استعداده للعمل في أية مهنة يمكن من خلالها تأمين لقمة العيش له ولزوجته وأبنائه، بعد ان ضاقت به الحال وتراكمت الديون عليه لدرجة أنه بات يتوارى خجلا ممن يقدمون له العون والمساعدة.

وقال اللاعب المواطن علي مبارك علي، الذي هجر الملاعب بعد 12 عاما من العطاء لـ«الإمارات اليوم»: انه «مستعد للعمل فرّاشاً»، حتى يحصل على لقمة عيشه من عرق جبينه، ولا يضطر لمد يده إلى الآخرين».

وتساءل علي مبارك «47 عاما» عن الحال التي وصل اليها بعد ان ترك كرة القدم بسبب تعرضه لإصابة عام 1991 أبعدته عن الملاعب ودفعته للجلوس في البيت من دون أن يتمكن من ايجاد عمل، مهما كان نوعه، يستطيع من خلاله إيجاد مصدر للرزق.

وقال «أنا فقط لاعب كرة قدم وهي المهنة التي مارستها طوال حياتي الكروية التي امتدت لأكثر من 12 سنة، وكنت أتقاضى راتبا شهريا من خلال عملي في الجيش لكني استقلت بعد الإصابة».

وأضاف «كرة القدم أخذت كل وقتي وجهدي وشبابي ودراستي وفي النهاية لم يتم تكريمي على الجهود التي قدمتها، وللأسف كانت هذه نتيجة من يركض وراء الكرة».

بين اتحاد كلباء والمنتخب

ويروي علي مبارك، قصته مع كرة القدم التي بدأت عام 1979 مع اتحاد كلباء الذي يلعب حاليا في دوري الهواة، حيث أحرز مع الفريق هدف الصعود إلى دوري الأضواء في مباراة أمام الجزيرة في الموسم 84-،85 لكن في العام 1985 تم شطب النادي ليطلبه الشيخ فيصل بن خالد وزير الرياضة السابق للعب مع الشعب ثم طلبه الشارقة إلا أن ناديه رفض.

وفي مسيرته مع المنتخب يقول علي مبارك: انه انضم للمنتخب في الأعوام 83 و84 و،85 عندما تم تشكيل منتـــخبين «أ، ب»، وشــارك في دورة الصداقة مع منتـــخب الإمارات ولعب في المـــباراة النهائية أمام السعودية التي انتهت بفوز الأبيـــض عام .1984

واشار مبارك إلى انه لعب للمنتخب العسكري ايضا طوال مسيرته الكروية، كما لعب مع نادي الذيد لمدة سنتين قبل ان يتعرض للاصــابة عام 1991 لتكون الضربة القاضــية لحــياته على المســتطيل الأخضر.

ويتحدث علي مبارك عن الفارق الكبير في كرة القدم بين الأمس واليوم، فقال: ان «زماننا كنا نلعب حبا في الكرة لكن اليوم نرى اللاعبين يلهثون خلف المادة».

ويتابع «كان حديثنا المادي واحلامنا أثناء المكافآت والفوز لا يتجاوز الثلاثة آلاف درهم، اما الان فيتحدثون بالملايين».

وبدا علي مبارك متأسفا لما وصلت اليه حال كرة القدم، بعد ان خرجت من قالب الهواية ودخلت عصر الاحتراف والمال والاعمال، وقال «اتمنى ان يعود الزمن الاول عندما كان الاخلاص والولاء عنوانا للعب مع الاندية والمنتخب، لكن اليوم نسمع لاعبين يقولون: نلعب على قدّر فلوسكم».

وتابع علي مبارك، انه التقى أحد النجوم الكبار في دوري المحترفين الاماراتي ونصـــحه قائلا «عندما تلعب للنادي خذ ما تريد، لأنك غدا لن تجد احدا يسأل عنك، فينطبق عليك المثل.. الاسم شائع والبطن جائع».

حالة متردية

ويشرح علي مبارك، أسباب الحالة المادية المتردية التي وصل اليها، والتي بدأت مباشرة بعد الاعتزال اذ انقطعت علاقته بالجيش بعد ان كان يتقاضى راتبا كمتفرغ رياضي، بعدها اخذ يبحث عن عمل يقتات منه مع أسرته لمدة ثماني سنوات في الدوائر الحكومية والخاصة، لكنه على حد تعبيره اصطدم بواقع العمل المرير الذي طالبه بمؤهلات غير متوفرة لديه من اجل منحه وظيفة ابسطها شهادة ثانوية وكمبيوتر ثم تطورت المطالب بعد ذلك لتصبح كبر السن وعدم القدرة على أداء العمل.

وأوضح علي مبارك، أنه لجأ إلى أهل الخير لمساعدته في الإنفاق على أبنائه وتدريسهم، حتى بات خجولا منهم لا يقوى على النظر في وجوههم، وهو لا يبحث حاليا عن المساعدة أو المال وإنما يريد عملا يستطيع من خلاله شراء مستلزماته اليومية ولقمة العيش له ولاسرته التي تبلغ 10 أفراد، وهو على استعداد للعمل في أية مهنة كانت من دون وجل، وفي اية اماراة كانت.

وكشف مبارك، انه يعيش حاليا في بيت شعبي حصل عليه منذ العام ،1979 عندما كان لاعبا، وأصبح هذا البيت قديما جدا ويحتاج إلى صيانة دورية حتى يقوى على مجابهة الزمن، لكن هذا اللاعب عبر عن سعادته بتفوق ابنته في دراستها في جامعة الشارقة، ما خفف عنه بعض الأعباء المادية بعد أن قررت الجامعة تكريمها بمنحة دراسية بعد تفوقها الدراسي.

الأكثر مشاركة