اللاعبة بير مجندة سابقة في جيش الدفاع الإسرائيلي. أ.ب

قضية ساخنة

عقوبات تاريخية.. وشروط قاسية
اتحاد التنس يرسّخ التمييز الرياضي

كتبت العقوبات القاسية التي أوقعها الاتحاد الدولي للتنس على اللجنة المنظمة لبطولة دبي المفتوحة فصلا جديدا في التعسف من المؤسسات الدولية والغربية بصفة خاصة ضد العرب، وفجرت قضية التمييز التي يطالبون بنبذها من الملاعب، وهم أول من يطبقونها، فكانت الصدمة كبيرة في الشارع الرياضي العربي.

وفجأة وبين ليلة وضحاها نسي الاتحاد الدولي للتنس ما فعلته بطولة دبي على مر السنوات، وما أنفقته من أموال طائلة من أجل نشر لعبة التنس في الشرق الأوسط، وما قدمته من دعم معنوي للاتحاد الدولي، وهي تمثل أحد أهم الرعاة لبطولات التنس الدولية، وقابل كل ذلك بجحود غريب ووقّع عليها عقوبات هي الأقسى في تاريخ اللعبة وغير مسبوقة أبدا، ووصلت حدا بالغا من الاستفزاز، فلم تكن القضية في الغرامة المالية الأكبر على مر العصور «300 ألف دولار»، ولكن في ما تبعها من عقوبات وشرط يجب على اللجنة المنظمة الالتزام به وإلا سحب منها تنظيم البطولة في النسخة المقبلة عام ،2010 حيث أقر الاتحاد حصول اللاعبة الإسرائيلية على مبلغ 44250 دولارا من الغرامة، على أن تقوم هي باختيار المؤسسة الخيرية التي ستنفق عليها باقي قيمة الغرامة مع حصولها على 130 نقطة في رصيدها. والأدهى أن الاتحاد اشترط على بطولة دبي دفع مليوني دولار تأميناً للدورة المقبلة، مع ضمان مشاركة أي لاعبة إسرائيلية تتأهل للمشاركة في البطولة ومنح شاهار بير بطاقة تأهل حتى لو فشلت في التأهل. ومن الجيد أن الاتحاد لم يشترط على تنس دبي استقبالا خاصا للاعبة من الجماهير داخل الملعب وأن تفوز باللقب لتكتمل فرحة لاري سكوت الرئيس التنفيذي لاتحاد اللاعبات المحترفات!.

وتعرضت اللجنة المنظمة لبطولة دبي لضغوط رهيبة، وواجهت حملة غربية شرسة بعدما غابت اللاعبة- المجندة السابقة في جيش الدفاع الإسرائيلي- عن المشاركة في البطولة لعدم حصولها على تأشير دخول الدولة، وصوّر الإعلام الغربي الأمر كونه مأساة بشعة وفتح نيران الغضب وأثمرت الضغوط الإعلامية قيام صحيفة «وول ستريت» الأميركية بسحب رعايتها للبطولة وقيام شبكة التنس الأميركية المتخصصة بعدم بث مباريات البطولة، ولم يكن هناك حديث لشبكات الأخبار الغربية غير غياب شاهار بير رغم سخونة البطولة وأحداثها التي شهدت العديد من المفاجآت الصارخة بخروج معظم المصنفات من الأدوار الأولى وتساقطهن أمام الفرنسية المتألقة فيرجيني رازانو التي خسرت اللقب في النهائي أمام الأميركية المخضرمة فينوس ويليامز. ولم يهتم مراسلو تلك الشبكات بالنجاح الرائع التي تحققه البطولة فنياً وجماهيرياً وتنظيميا وركزوا على قضية بير وكأن الدنيا توقفت عندها.

والمدهش أن لاري سكوت في تعليقه على العقوبات القاسية قال: «لن نسمح في دورات المحترفات بأي نوع من التمييز، ولا نريد أن يتكرر هذا الوضع مجدداً».

ولم نسمع صوتاً له عندما تعرضت شاهار قبل ذلك لموقف حرج في نيوزيلندا خلال مشاركتها في بطولة أوكلاند وقوبلت بصيحات غضب واستهجان من الجمهور الذي مازال يطارده شريط الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، ولم يصدر منه أي بيان بما حدث، ولم يحرك ساكنا أمام ثورة الغضب الجماهيرية التي اجتاحت السويد، حيث أعلنت الجماهير رفضها حضور منتخب إسرائيل للعب أمام السويد في كأس ديفيز للتنس.

ومن التنس إلى كرة السلة فلم يتحرك الإعلام الغربي ولا المؤسسات الدولية لفرض عقوبات قاسية على تركيا التي قامت جماهيرها بالاعتداء على منتخب إسرائيل لكرة السلة في مباراة أمام منتخب تركيا.

جمهور الرياضة العربي عبر عن غضبه الشديد للأحداث المتتالية والسقطة الرهيبة للاتحاد الدولي للتنس، وأعلن عدد كبير من رواد الانترنت مساندتهم لموقف دبي ورفضهم الواضح لسياسة الضغط، وذلك عبر تعليقاتهم على خبر العقوبة القاسية، سواء على موقع «العربية نت» أو على موقع «إيلاف» وعلى الكثير من المواقع الرياضية العربية. وطالب كثيرون دبي بحرمان اتحاد التنس من البطولة لأنه سيكون هو الخاسر وليست دبي. وباعتباره الأكثر استفادة من إقامة البطولة الناجحة على ملاعب دبي التي لم تعد في حاجة لمزيد من الشهرة أو الدعاية.

تضامن أبوتريكة وكانوتيه
 

عبر المصري محمد أبو تريكة عن تعاطفه مع غزة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2008 في غانا، بعدما سجل هدفاً في مرمى المنتخب السوداني، وكشف عن عبارة «تعاطفاً مع غزة»، فنال إنذاراً من حكم المباراة، اعتبره العرب والمسلمون أشرف إنذار في تاريخ الساحرة المستديرة، وكانت غزة تعاني وقتها من حصار صهيوني بشع، وتعيش معاناة لا إنسانية.

ولكن الاتحاد الإفريقي «الكاف» وجه تحذيراً شديد اللهجة للبعثة المصرية، وأخضع النجم الخلوق لتفتيش ذاتي قبل كل مباراة، بدعوى أن لوائح الاتحاد الدولي تحظر على اللاعبين القيام بأفعال سياسية.

أيضاً عبر اللاعب المالي، فريدريك كانوتيه، عن تضامنه مع ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وكشف عن قميص كتب عليه بلغات عدة «فلسطين»، بعد تسجيله الهدف الثاني لفريقه اشبيليه الإسباني في مرمى ديبورتيفو لا كورونا، لكنه نال بطاقة صفراء من الحكم بدعوى اتخاذه موقفاً سياسياً لدعمه فلسطين بشكل علني، ثم عاقبه الاتحاد الاسباني بتوقيع غرامة مالية قدرها 4000 دولار

 

علم إسرائيل في المونديال
 

رفع المدافع الغاني، جون بانستيل، علم إسرائيل عقب تسجيل زميله مونتاري في مرمى التشيك في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا. وشاهد الملايين حول العالم الحركة المستفزة من اللاعب الغاني التي وجدت ترحيباً كبيراً في وسائل الإعلام الغربية، ووصفت اللاعب بالولاء والانتماء للبلد الذي يلعب فيه محترفاً وأشادت بتصرفه. ولم يشجب الاتحاد الدولي التصرف الأحمق أو يوقع عقوبة أو حتى يحذره من تكرار فعلته في كبرى بطولات كرة القدم على كوكب الأرض، ومرت الواقعة مرور الكرام.

ويتشدق جوزيف بلاتر رئيس «الفيفا» بأنه يحارب العنصرية في ملاعب كرة القدم، ويهدد ويتوعد، دون أن ينفذ، حيث يعاني معظم اللاعبين العرب، وبصفة خاصة في انجلترا، من مضايقات عنصرية تكون عقوبتها غرامة محدودة جداً على النادي دون اهتمام من الإعلام الغربي الذي يغض الطرف عن الهتافات العنصرية التي يتعرض لها النجم الكاميروني صامويل ايتو في ملاعب إسبانيا وغيره من أصحاب البشرة السمراء في مختلف ملاعب العالم.

 

حجاب أسمهان في كندا

رفضت اللاعبة المسلمة اسمهان، الكندية من أصل لبناني، خلع غطاء تضعه على رأسها خلال مباراة محلية في الدوري الكندي للناشئين في كرة القدم، فقام الحكم بطردها من الملعب، وبعدها أصدر «الفيفا» فتواه بأن «الحجاب غير مسموح به، لأنه يشكل خطورة على اللاعبة أو منافستها».

وكان السبب في قرار «الفيفا» الضغط الإعلامي الغربي الرهيب الذي مُورس عليه من قبل العنصريين.

-----------------------------------------------------------------------------------

كثيرة هي القضايا الرياضية التي ترتفع فيها درجة حرارة المناقشة بين أهل الرياضة، وفي هذه الصفحة نسلط الضوء على قضية ساخنة نناقشها من كل الأطراف ونطرحها أمامكم والحُكم في النهاية للجمهور.  

 sports@emaratalyoum.com

الأكثر مشاركة