إدارات الأندية توصد أبوابها بوجــــــه نجــوم «مونديـال 90»

نجم المنتخب الوطني في عصره الذهبي عدنان الطلياني قدم الكثير للكرة الإماراتية.أرشيفية

اشتكى لاعبو المنتخب الوطني الذين نجحوا في التأهل للمرة الأولى في تاريخ الإمارات إلى نهائيات كأس العالم وشاركوا في مونديال ايطاليا ،1990 من تهميش المؤسسات الرياضية والأندية التي لعبوا فيها وخدموها لسنوات طويلة.

وأكدوا ان الأندية تخشى من نجوميتهم وتنظر للشهرة الكبيرة التي يتمتعون بها بشيء من الغيرة والحسد، وان القائمين على هذه الاندية يفضلون تعيين أصدقائهم وأقاربهم في مجالس إدارات والاجهزة الفنية ولا يرحبون باسناد أي مهام فنية او ادارية للاعبي الجيل الذهبي الذي شرف الرياضة الإماراتية في اكبر المحافل الرياضية في انجاز فريد لم يتكرر حتى الان.

واشاروا الى انهم يحظون بتقدير وترحيب من الشارع الرياضي ومن كبار الشخصيات في الدولة لكنهم يواجهون تعسفاً وتجاهلاً من قبل القائمين على شؤون الكرة الإماراتية ومن المسؤولين في الاندية.

وباستثناء عبدالقادر حسن الذي يتولى منصب المدير التنفيذي لنادي الشباب وعبدالله سلطان الذي أسندت له ادارة نادي الخليج مهمة مدير فريق الكرة بالنادي، فإن باقي ابناء الجيل الذهبي مستبعدين من العمل في أنديتهم بإصرار وترصد.

بعيداً عن الكرة

ويعمل اكثر من نصف هذا الجيل في الاعمال الحرة وفي القوات المسلحة بينما تضم إدارات الأندية ولجان الكرة والأجهزة الفنية الكثيرة من العناصر التي تفتقد للخبرة في عالم الساحرة المستديرة.

وتساءل خبراء ومهتمون بمستقبل الرياضة الإماراتية عن سر استبعاد هؤلاء النجوم الذين يتمتعون بخبرة طويلة من العمل في الاندية وفي المنتخبات الوطنية.

وطالبوا بإسنادهم مهام واختصاصات كبيرة في الفرق الرياضية وفي الاندية حتى تنهض كرة القدم الاماراتية من كبوتها وتعود الى عهدها الجميل خصوصاً ان الكثير من هؤلاء النجوم لديهم دراسات ودورات تدريبية وفنية كبيرة إضافة الى خبرتهم الواسعة التي اكتسبوها عبر السنوات.

واقع مؤلم

وفي استطلاع قامت به «الإمارات اليوم» للمهن التي يعمل بها أبناء الجيل الذهبي تبين ان نجم المنتخب الوطني في مونديال 1990 ولاعب القرن وأبرز موهبة عرفتها الكرة الإماراتية عدنان الطلياني بعيد عن العمل الرياضي سواء في اتحاد الكرة او في نادي الشعب الذي شارك في صناعة تاريخه.

ويعمل الطلياني حالياً في الاعمال الخاصة بعد ان تقاعد من عمله في شرطة أبوظبي وهو برتبة ملازم.

ويعمل نجم وهداف المنتخب ونادي الوصل السابق فهد خميس مديراً لمدرسة في العين إضافة الى التحليل في القنوات الرياضية.

بينما يعمل صاحب الرأس الذهبية وهداف المنتخب ونادي النصر في عصره الذهبي خالد اسماعيل مديراً للاطفاء والإنقاذ والكوارث وشؤون الطيران في مطار جبل علي وهو على رتبة عقيد، ولم يستفد نادي النصر من جهوده وخبراته الطويلة على الرغم من حاجة عميد الأندية الى جهود كل ابنائه المتميزين حتى يتمكن من النهوض من الكبوة التي ألمت به في السنوات الأخيرة.

ومن جانبه يعمل عبدالرحمن محمد في جوازات دبي إضافة الى التحليل الفني للدوري الانجليزي في قناة «الشو تايم»، بينما يعمل حارس مرمى المنتخب في مونديال 90 محسن مصبح محللاً رياضياً وهو متقاعد من القوات المسلحة.

ويعمل كل من عبدالله سلطان اضافة الى عمله في نادي الخليج في «جوازات خورفكان»، وخليل غانم «متقاعد من جوازات دبي»، وعبدالقادر حسن «مديرا للعلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم»، وعبدالعزيز محمد «اعمال حرة»، وحسن علي «متقاعد من القوات المسلحة ومحلل رياضي»، وعبدالرزاق ابراهيم «اعمال حرة»، وفهد عبدالرحمن «متقاعد من القوات المسلحة»، وزهير بخيت «متقاعد من القوات المسلحة ومقدم برامج في تلفزيون دبي»، وناصر خميس «مدرب رياضي في القوات المسلحة»، وفاروق عبدالرحمن «اعمال حرة»، وعيسى مير «شرطة الشارقة»، وابراهيم مير «شرطة الشارقة».

جيل الـ«90» في العالم


مارادونا مدرب للأرجنتين.

وعالمياً يتولى أبناء الجيل الذي شارك في كأس العالم 1990 مناصب رياضية مهمة في بلدانهم حيث يقود فان باستن المنتخب الهولندي ويدرب مواطنه رود خوليت احد الفرق الهولندية، بينما تولى ريكارد تدريب فريق برشلونة ويستعد حالياً لتدريب احد فرق المقدمة في الدوري الايطالي.

>ويقود مارادونا منتخب الارجنتين ودونغا يدرب منتخب البرازيل والالماني كلينسمان تولى تدريب منتخب بلاده في كاس العالم الاخيرة 2006 بالمانيا ويقود حالياً فريق بايرن ميونيخ، وعربياً يتولى حسام حسن تدريب فريق الاتصالات المصري، كما تولى علي دائي تدريب المنتخب الايراني ويشرف سامي الجابر الذي شارك مع المنتخب السعودي في مونديال 1994 على فريق الهلال السعودي.

مافيا الأندية

وقال خالد اسماعيل كابتن المنتخب الوطني ونادي النصر السابق وأحد ابناء الجيل الذهبي وصاحب الهدف الشهير في مرمى المنتخب الألماني في مونديال 90 ان بعض الأندية الإماراتية تشبه عصابات المافيا.

وأوضح «الكثير من إدارات بعض الأندية تفضل اختيار العضو الذي يتمتع معهم بعلاقات ودية وصداقة شخصية، ولا يهتمون باختيار الكفاءة او التاريخ المشرف، وهذا الامر لا يحدث في نادي بعينه ويتكرر في الكثير من الأندية وهو من اسباب تراجع الكرة الإماراتية وتدهور نتائجها على مستوى الأندية والمنتخبات».

وتابع «للأسف لا توجد مصداقية او شفافية في عمل الأندية، كما ان غالبية اعضاء مجالس إدارات الأندية ليس لديهم أي خبرات رياضية او حتى إدارية وكل مؤهلاتهم انهم يجيدون العلاقات العامة وعمل علاقات طيبة مع رؤساء مجالس الإدارات».

واكد خالد اسماعيل ان غالبية نجوم الجيل الذهبي قادرون على قيادة الأندية وتقدمها وتطورها لكن للاسف مجالس الإدارات تخشى من نجومية هؤلاء اللاعبين وترفض تعيينهم في مجالس الأندية وفي المواقع القيادية حتى لا ينكشف امرهم بعد ان يظهر ضعف مستواهم الفني والإداري امام ثقافة وخبرة جيل .90

وتساءل كابتن المنتخب الوطني ونادي النصر السابق «كيف تتطور كرة القدم الإماراتية وغالبية المسؤولين عن الأندية وفي اتحاد كرة القدم ليست لهم صلة بكرة القدم ولم يمارسوا اللعبة من قبل وليسوا ملمين بقواعدها».

ضيق وغضب

وطالب خالد اسماعيل بمنح صلاحيات كبيرة ومناصب متميزة في العمل الرياضي لأبناء الجيل الذهبي بدلاً من الاستعانة بالخبراء الأجانب، خصوصاً ان الكثير منهم لديه دراسات ودورات تدريبية إضافة الى الخبرة الميدانية الكبيرة.

واشار الى انه يشعر بالضيق والغضب والخوف على مستقبل كرة القدم في الإمارات عندما يشاهد ابناء جيله في البلدان المختلفة لديهم مناصب وادوار كبيرة في قيادة الرياضة في بلدانهم وتطويرها.

وقال ان الجماهير تطالب به سواء في نادي النصر او في اتحاد الكرة لكنه لم يوجد في هذه الاماكن بسبب عدم إجادته للعلاقات العامة ولرفضه التقرب من المسؤولين والذهاب الى مجالسهم الخاصة.

تقدير شعبي فقط

وتساءل لاعب المنتخب الوطني السابق وأحد افراد الجيل الذهبي خليل غانم عن سرّ إصرار الأندية على استبعاد هؤلاء النجوم وعدم منحهم الصلاحيات الكافية لخدمة أنديتهم ومنتخبات بلدهم.

وأكد انه يريد ان يعرف من القائمين على الرياضة الإماراتية والمسؤولين في الأندية سر استبعاد ابناء النادي الذين حققوا أفضل انجاز لكرة القدم الإماراتية وعدم الاستفادة من خبراتهم الكبيرة.

وقال خليل غانم ان الشارع الرياضي والرأي العام والمسؤولين في الدولة يقدرون ابناء جيل 90 ويحبونهم ويتمنون وجودهم في المناصب الرياضية لكن القائمين على إدارة شؤون الأندية لهم رأي اخر ويصرون على استبعاد هؤلاء النجوم.

وأشار الى ان اسباب استبعاد جيله من العمل في الأندية الإماراتية قد يكون نابعا من الخوف من نجومية ابناء جيله والخوف من مواجهتهم خصوصاً انهم يتمتعون بشهرة كبيرة وخبرة رائعة يفتقدها الكثيرون ممن يعملون في الأندية حالياً.

وطالب خليل بتعاقب الأجيال في تولي مقاليد المناصب الرياضية وعدم التشبث باسماء بعينها.

وقال نجم المنتخب الوطني وأحد افراد الجيل الذهبي عبدالرحمن محمد ان كرة القدم الإماراتية تدفع ثمن استبعاد الجيل المتميز. وطالب بعدم تهميشهم خصوصاً ان الكثير منهم لديه الدراسات والخبرة الطويلة.

تويتر