مواجهة الماكينات.. يد على العطل الفني وأخرى على التسويق

المنتخب الوطني خسر من البرازيل بثمانية أهداف نظيفة في عام 2005 .                 تصوير: جوزيف كابيلان

يرى لاعبون وإداريون أن اللقاء الودي الذي سيجمع المنتخب الوطني مع نظيره الألماني يوم بعد غدٍ لن يحقق المكاسب الفنية للاعبين بقدر الفوائد التسويقية والترويجية للقاء، خصوصاً أن الكرة الألمانية «وصيفة أوروبا» لها عشاقها الذين يحرصون على متابعتها عالمياً.

وأوضح بعضهم أن «المباراة لن تخرج بالكثير من الفوائد، لكون المنتخب الألماني ينتمي لمدرسة كروية مختلفة عن الأبيض الإماراتي ومنتخبات مجموعته في التصفيات المؤدية الى نهائيات كأس آسيا التي ستقام عام 2011 في قطر أو في التصفيات المؤهلة الى مونديال جنوب افريقيا 2010 ،التي فقد فيها المنتخب حظوظه في التأهل».

وفي المقابل، يرى آخرون أن «خوض المنتخب مباريات ودية قوية يسهم في منح لاعبيه المزيد من الخبرة الدولية والاحتكاك القوي مع فرق عالمية تضم أفضل وامهر اللاعبين في العالم، والاستفادة من اللقاء بوضع اليد على العطل الفني الذي أصاب المنتخب في الفترة الأخيرة».

ذكريات البرازيل

وخاض المنتخب الوطني مباراة ودية مماثلة جمعته مع نظيره البرازيلي على استاد مدينة زايد في أبوظبي خلال شهر نوفمبر من عام 2005 ،وحضرها 25 الف متفرج وانتهت المواجهة لمصلحة أبناء السامبا بنتيجة 8/صفر. ولم يحصل لاعبو المنتخب حينها على أية فوائد فنية من وراء هذه المواجهة التاريخية، كون المباراة أقيمت بين فريقين غير متكافئين فنياً وتكتيكياً، وأسهمت في تكريس الشعور بعدم الثقة عند بعض اللاعبين، إضافة الى تعرض المنتخب للكثير من السخرية من فئات كثيرة من الجماهير بعد العرض المتواضع الذي قدمه الأبيض حيث كانت المواجهة أشبه بحصة تدريبية أداها لاعبوا البرازيل دون عناء. ووصل المنتخب الألماني الى دبي مساء امس وضم الوفد 18 لاعباً وغاب عنه عدد من نجومه في مقدمهم النجم مايكل بالاك ولاعبو بايرن ليفركوزن وفيردر بريمن بسبب التزاماتهم مع أنديتهم. وسيقوم اتحاد كرة القدم على هامش المباراة بتوقيع بروتوكول تعاون مع نظيره الألماني للاستفادة من خبرات الكرة الألمانية.

لا نفقات

ولن يتحمل اتحاد الكرة أية نفقات مادية بل من المتوقع ان يحقق بعض الارباح من وراء هذه المواجهة، وذلك من خلال بيع حقوق النقل التلفزيوني التي اشترتها قناة «أبوظبـي الرياضية»، إضافة الى ان المنتخب الألماني سيتحمل نفقات تذاكر سفره وإقامته في دبي.

وأكد لاعب سابق في صفوف المنتخب الوطني، طلب عدم ذكر اسمه، أن «المباراة لن تكون لها أية أهمية فنية، خصوصاً أن توقيتها غير مناسب بعد فشل الفريق في التأهل الى مونديال كأس العالم 2010».

وأشار الى ان «اللقاء لن يخرج عن كونه عرضاً دعائياً وعملاً تجارياً من قبل مؤسسات تجارية وتسويقية، فالمنتخب الألماني غير مهتم بهذه المباراة من الناحية الفنية ويدرك جيداً انه في رحله سياحية».

فرصة كبيرة

من جانبه، قال المدير الفني للمنتخب الوطني، الفرنسي دومينيك، إنه يخشى من غياب الجمهور عن هذه المباراة، وقال: «لا أريد أن يكون الأبيض غريبا على ملعبه في هذه المواجهة القوية التي سيلتقي فيها احد المنتخبات العالمية». وعن الفوائد المرجوة من هذه المواجهة اكد دومينيك ان «المباراة تعد فرصة كبيرة امام لاعبي الجيل الحالي للاحتكاك بمنتخب عالمي متطور يضم بين صفوفه أفضل لاعبي كرة القدم في العالم». وأوضح «المنتخبات التي تبحث عن التطور والرقي في كرة القدم عليها خوض مباريات قوية امام منتخبات عالمية، لأن الفوائد ستكون كثيرة على المنتخب واللاعبين على وجه الخصوص».

واختتم أن «لاعبي المنتخب مطالبون باستغلال هذه الفرصة وتقديم مستوى متميز والدفاع عن الكرة الإماراتية».



فوائد ترويجية

وقال أمين عام اتحاد كرة القدم يوسف عبدالله، إن «المباراة لها الكثير من الفوائد الترويجية والتسويقية، فضلا عن المكاسب الفنية التي سيحصل عليها لاعبو المنتخب والفريق». واعترف يوسف عبدالله بأن المكاسب التجارية والتسويقية تفوق الفوائد الفنية التي سيخرج بها المنتخب من وراء هذه المواجهة القوية.

ومن جانبه، اعتبر مدير المنتخب الوطني اسماعيل راشد، أن «المباراة فرصة جيدة امام الجيل الحالي لملاقاة منتخب عالمي له سمعة ومكانة في كرة القدم». وتابع «علينا الخروج من هذه المواجهة بأقصى فوائد لأن مثل هذه المباريات لا تتكرر كثيرا وتبقى حدثا مهما لفترة زمنية طويلة». واكمل «مواجهة المنتخبات الكبيرة سيسهم في تطور الكـرة الإماراتية، لأن هذه المواجهات ستسهم في ثقل قدرات وخـبرات لاعبـي المنتخب وإمكاناتهم الفنيـة والبدنية».

علي الوهيبي: الفارق كبير

اتفق لاعبو المنتخب الوطني على أن هناك فارقاً كبيراً بين المنتخب الوطني والعملاق الألماني من جميع النواحي الفنية والتكتيكية والبدنية.

وقال علي الوهيبي إن «الفارق كبير بين الكرة الإماراتية ونظيرتها الألمانية، ولكن المواجهة فرصة امام اللاعبين لكسب الخبرة والثقة».

وأشار إلى أن «المنتخب غير مطالب بالفوز على ألمانيا، لكنه مطالب بتقديم مستوى جيد حتى ينال احـترام الجميـع، خصوصاً أن المنافس قـوي وتحقيق نتيجة ايجابية على حسابه سيسهم في حصـول لاعبـي المنتخب على المزيد من الثقة».

واعتبر هداف المنتخب فيصل خليل أن «المواجهة فرصة كبيرة امام لاعبي الجيل الحالي، ولاعبو المنتخب الوطني لديهم قدرة على تقديم مستوى جيد وتحقيق نتيجة طيبة ترضي جماهير الأبيض».
تويتر