محمد بن سلـيـّم الأسرع في الشرق الأوسط

السائق العربي الأول، رياضي القرن في الإمارات، نجم الراليات العالمي، الأسرع في الشرق الأوسط. كل هذه الألقاب لرياضي واحد اسمه محمد بن سليم، فمجرد ذكر اسمه كفيل بأن تطارده كل الألقاب في دنيا الرياضة، بطل الراليات في الشرق الأوسط السابق بات أول عربي يحظى بمقعد في أرفع سلطة لرياضة السيارات في العالم، بعدما انتخب في عضوية المجلس العالمي لرياضة السيارات التابع للاتحاد الدولي «فيا»، واختير نائباً لرئيس الاتحاد الدولي، الجهة المالكة لجميع فعاليات اللعبة حول العالم، وهو شرف رفيع لكل الرياضيين العرب.

مسيرة بن سليم في عالم الراليات حافلة بالإنجازات التي حفرت اسمه في سجلات عالمية، في تاريخ واحدة من أخطر الرياضات، ويمتلك سجلاً زاخراً بإنجازات تتحدث عن نفسها، فهو أشهر سائق راليات في الشرق الأوسط، وأكثرهم اشتراكاً في البطولات وتحقيقاً لها، وبلغ مجموع مشاركاته فيها 57 سباقاً دولياً أدخلته موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وتوج بن سليم بطلاً للشرق الأوسط 13 مرة في 17 مشاركة، وحافظ فيها على طابع مميز في مسلسل الانتصارات، جعلت الاتحاد الدولي يدرج اسمه ضمن لائحة السائقين المصنفين في الدرجة الأولى منذ العام ،1994 فبات أول سائق عربي ينال هذا الشرف الرفيع.

ومهد بن سليم الطريق أمام العرب للمشاركة في بطولة العالم، فكان أول عربي يشارك فيها، تبعه السعودي عبدالله باخشب والعماني حمد الوهيبي، وتوالت المشاركات العربية للشيخ خالد القاسمي والقطري ناصر العطية.

ووضع بن سليم حداً لمسيرته في حلبات المنافسة في يناير عام ،2002 عندما أعلن اعتزاله اللعب، مؤكداً أنه راضٍ عما قدمه في دنيا المنافسة، خصوصاً أنه خرج سالماً بعد الحوادث العديدة التي تعرض لها. ولم يقتصر نجاح بن سليم على حلبات السباق، بل تخطاها في الناحية الإدارية عندما كان صاحب فكرة إطلاق رالي الإمارات الصحراوي، ونال اعتراف الاتحاد الدولي للسيارات، ويمثل مرحلة أساسية من مراحله، وقــام بتأســيس نادي الإمــارات للسيارات والسياحة الذي يتولى رئاسته.

وكان محمد بن سليم في طفولته يميل للعب كرة القدم كبقية أبناء الحي الذي نشأ فيه، لكن إثارة وشغف عالم السيارات جذبه منذ كان في العاشرة من عمره، وبات من المتابعين له، على الرغم من أن أرفف مكتب منزل والده تكتظ بمجلدات الشعر والتاريخ، إذ كان والده وزيراً لشؤون المالية والاقتصاد. واقتحم بن سليم عالم السرعة عندما سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة العلاقات الدولية، ولم يركز في المجال الأكاديمي، وفاجأ الجميع بتحقيق أول انتصار في عالم السيارات عام ،1982 عندما عاد في أول عطلة، فكان بداية الانتصارات ورحلة التألق التي أبدع وأمتع خلالها في حلبات البحرين ولبنان والأردن وعمان والكويت وسورية ومصر. ولم يقتصر الأمر عند الدول العربية، فقد خاض مشواراً رائعاً من التألق خارج الوطن العربي في الراليات الأوروبية، وفاز بلقب بطل الشرق الأوسط للمرة الأولى عام ،1986 واستمرت سيطرته عليها حتى أعلن اعتزاله عام .2002

الأكثر مشاركة