ويب رياضي.. الزعيم يصبّ الزيت على نار الصفقات

أشعل نادي العين صفقات المحترفين المواطنين بعرضه مبالغ طائلة لشراء لاعبين يراهم الجمهور متواضعي المستوى وقليلي الخبرة والاحترافية في التعامل مع العقود المغرية التي تفوق حجمهم ولا تتناسب مع الأسعار الحقيقية المناسبة لنيل خدماتهم في ملاعب كرة القدم.

ووضع الزعيم في مغلفه البنفسجي 15 مليون درهم، ليرسو عليه مزاد لاعب الشارقة طارق أحمد، متفوقاً على الظرف الأحمر المقدم من نادي الأهلي الذي قدر اللاعب بمليون درهم.

الغريب أن طارق لا يرغب في اللعب للعين بدليل تصريحه الأخير الذي أعلن فيه الولاء للفرسان الحمر، رغم اقترابه من ارتداء القميص البنفسجي، حين قال «لو كنت أملك المال الكافي لقمت بدفع نسبة الـ 70٪ التي تشكل فرق العقدين المقدمين لي، من أجل اللعب للأهلي من دون مقابل، خصوصاً أنني أديت صلاة الاستخارة التي أشارت لي بالانتقال للأحمر»، مما أثار حفيظة أنصار الزعيم الذين لف وجوههم اليأس لموقف اللاعب مقابل تمسك نادي العين بتنفيذ الصفقة متسائلين عن الجدوى المبتغاة منها؟!

وكان اللاعب قد لجأ الى لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين في اتحاد الكرة بهدف التخلص من ناديه الأم، إثر خلاف طويل احتدم بينهما بعد العقوبة التي اتخذها النادي بحق اللاعب لاعتدائه وأشقائه على المحترف البرازيلي أندرسون خلال تدريبات الملك، مما يعتبره الشارع الرياضي نقطة سوداء في سيرته الذاتية تكفي لنفور الأندية منه، لا أن تخطب وده بعقود مبالغ فيها أخطأت تقدير مستواه فنياً وبدنياً، لا سيما أن طارق متوقف عن اللعب منذ أكثر من عام.

وتبتعد أرقام التعاقدات والرواتب الشهرية ومكافآت اللاعبين في الكرة الإماراتية عن حدود المنطق مقارنة مع الدول المجاورة التي لا تقل أنديتها مالاً وإمكانات، فعلى سبيل المثال يتقاضى لاعبون دوليون في المنتخب السعودي، ومنهم لاعب اتحاد جدة نايف الهزازي 7000 ريال شهرياً، بينما يحصل لاعبون محليون لم يسبق لهم تمثيل الأبيض الاماراتي على أضعاف ذلك المبلغ.

ورغم أن السوق عرض وطلب إلا أن المراقبين حمّلوا الزعيم مسؤولية رفع أسعار اللاعبين لحدود غير معقولة من شأنها الإضرار بنفسيتهم ودفن مواهبهم في مقبرة الغرور، مستشهدين بالصفقة التي أبرمها مع نادي الشعب في الموسم الماضي للتعاقد مع اللاعب سيف محمد مقابل 10 ملايين درهم! وطالب المحللون في الصفحات الإلكترونية اتحاد الكرة بضرورة التطبيق السريع للائحة أسعار اللاعبين الجديدة التي قسمتهم إلى أربع فئات لحماية سوق الانتقالات من العقود المبالغ فيها، وأكدوا أن لاعباً بحجم طارق أحمد لا يستحق أكثر من 700 ألف درهم في الموسم الواحد.

وقال عضو منتدى «كووورة إماراتية» «الباشق العيناوي» «ماذا يحدث لصفقاتنا في ظل فضائحنا الفنية، لقد تعدت حد الـ10 ملايين درهم، وكأن هذه المبالغ لا قيمة لها، الواقع يقول ان لاعبينا السوبر لا تتجاوز قيمتهم الفنية خمسة ملايين، فكيف ندفع للاعبين عاديين 15 مليوناً؟».

وأضاف «المضحك أن لاعب منتخب عمان الرائع فوزي بشي انتقل لبني ياس مقابل مليون درهم لموسم واحد، ولاعب مثل سيف محمد انتقل للعين مقابل 15 مليوناً لمدة أربع سنوات، أي ما يقارب مليونين في العام، رغم فارق المستوى بين اللاعبين، وبصراحة العين لم يستفد من سيف محمد قياساً بقيمة صفقته التي أوحت لنا أن اللاعب سيصنع فارقاً كبيراً بمستوى الفريق». وتابع «لم نكتف بهذه الصفقة فقط بل انتقلنا إلى أخرى بالحجم نفسه عبر صفقة درويش احمد الذي لم يلعب أكثر من أربع مباريات في الموسم، وها هو العين يكرر الخطأ نفسه من خلال صفقة طارق أحمد، فلماذا هذا الإسراف على لاعبين عاديين؟ كم يستحق اسماعيل مطر او الحمادي في رياضتنا؟».

وعلق المشارك «فجراوي» قائلاً «على نادي العين استغلال هذه الأموال في شراء أكثر من لاعب، وكان بإمكانه شراء ثلاثة لاعبين بمبلغ سيف محمد وهذا ما حدث حين اشترى الزعيم ثلاثي نادي الجزيرة أحمد معضد وأحمد خميس كانو وهلال سعيد مقابل 15 مليوناً، وقد استفاد منهم أكثر من سيف، لذا أتمنى من جميع أنديتنا عدم المبالغة في الصفقات».

ووصل البريد الإلكتروني لـ«الإمارات اليوم» رسالة من المشارك «ليه يا بنفسج» قال فيها «الزعيم يصب الزيت على النار، كيف أقدم على المزاد وهو يعلم بعشق اللاعب للأهلي؟ ولماذا يسعى لنيل خدمات لاعب لا يرغب في اللعب له؟ صفقة طارق مبالَغ فيها وقضيته طالت مدتها كثيراً».

دبل كليك