مقاهي الإمارات تتزيّن لـموقعــــة مصر والجزائر

مباراة الجزائر ومصر تشدّ أنظار الإماراتيين والجاليات العربية في الدولة. أ.ف.ب

استعدّ الشارع الإماراتي جيداً لاستقبال مباراة مصر والجزائر، التي ستقام مساء غدٍ، واستعدت العائلات الموجودة من مختلف البلدان العربية للاحتفال بمشاهدة المباراة المصيرية.

وانقسم الشارع الإماراتي على نفسه ما بين مؤيد لمنتخب الفراعنة المصري وآخر مؤيد لمنتخب الخضر الجزائري، لكن الجاليات العربية الموجودة في الإ مارات أكدت أن المباراة ستكون قوية ومثيرة.

وأسهم موعد المباراة في زيادة الاهتمام بها من قِبل الرياضيين الإماراتيين، إذ لا تقام أي مباريات غداً السبت في المسابقات المحلية للكرة الإماراتية، ولا للمنتخب الوطني، الذي سيخوض بعد غدٍ غمار الدورة الودية التي ستقام في مدينة العين. وباتت المقاهي المنتشرة في دبي وأبوظبي وعجمان ورأس الخيمة وأم القيوين والفجيرة والشارقة في أبهى صورة لها، استعداداً لاستقبال جماهير المنتخبين العربيين، وأبناء الجاليات العربية الموجودة في الدولة. كما أسهم إقامة المباراة يوم غدٍ، الذي يعد يوم عطلة من المدارس والجامعات والدوام، في جلب اهتمام كبير بها من قِبل كل الفئات الاجتماعية والعمرية.

ويلعب المنتخبان العربيان في المجموعة الثالثة التي تتصدرها الجزائر برصيد 13 نقطة، وتأتي مصر في المركز الثاني برصيد 10 نقاط، وزامبيا في المركز الثالث برصيد أربع نقاط، ورواندا في المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة. وتخوض الجزائر المباراة بأكثر من فرصة، إذ تحتاج إلى الخسارة بفارق هدف واحد أو التعادل أو الفوز بأي نتيجة حتى تتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا. بينما ليس أمام مصر سوى الفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل بشكل مباشر إلى النهائيات، وفي حال فوز مصر بفارق هدفين فقط فإن المنتخبين سيلتقيان في مباراة فاصلة تقام في السودان يوم 18 نوفمبر الجاري. وكانت المباراة الأولى التي أقيمت في الجزائر قد انتهت بفوز منتخب الخضر على الفراعنة بنتيجة 3/.1

وتسيطر أجواء التوتر والقلق والاتهامات المتبادلة على المباراة التي ستقام على استاد القاهرة الدولي ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب إفريقيا عام .2014

وتحظى المباراة باهتمام كبير ومبالغ فيه من قِبل وسائل الإعلام المصرية والجزائرية والعربية بل والعالمية.

حروب الإنترنت
ولايقتصر الاهتمام بالمباراة على الصحافة والتلفزيون فقط، بل وصل الأمر إلى مواقع الإنترنت والـ«فيس بوك» و«اليوتيوب». واطلق جمهور المنتخبين مواقع لجمع الهتافات الخاصة بالمباراة، التي سيتم تريددها في اللقاء بهدف بث الحماس في نفوس اللاعبين. وستشاهد الجماهير التي ستتابع المباراة لا فتات مكتوب عليها «رابح يا سعدان.. شحاتة اللي كسبان»، و«أهُم أهُم أهُم المصريين أهُم». كما سيرفع الجمهور الجزائري لافتات تقول «النصر للخضر وليس لمصر».

«حرب الجواسيس»
انتشرت ما يوصف بـ«حرب الجواسيس» بين المنتخبين، إذ قام مدربا المنتخبين حسن شحاتة، ورابح سعدان، بإقامة معسكر مغلق للفريقين، ومنعا دخول الإعلاميين أو كاميرات التصوير، وقاما بسحب أجهزة الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر من اللاعبين. وأعلن المدير الفني للمنتخب الجزائري رابح سعدان، أنه لاحظ في أثناء معسكر منتخب بلاده في إيطاليا وجود بعض الجماهير التي تقف على مسافة بعيدة من تدريبات الفريق، وقال إن هؤلاء المشجعين ينتمون إلى المنتخب المصري، وأنهم جاؤوا خصيصاً إلى إيطاليا لمراقبة الفريق والتجسس عليه ومعرفة معلومات إضافية عن لاعبي الفريق وآخر استعداداتهم الفنية والبدنية للمباراة.

«خليكي في البيت»
في مصر وجهت مجموعة من الشباب المتعصبين دعوة على الـ«فيس بوك» طالبوا فيها الفتيات والسيدات من الجنس اللطيف عدم الذهاب إلى استاد القاهرة، والاكتفاء بمشاهدة المباراة في المنزل. وأطلقوا حمله تحت اسم «خليكي في البيت»، وقالوا إن هذه المباراة تحتاج لجمهور من الرجال وليس من الجنس الناعم. وأشاروا إلى أنهم لن يتوقفوا عن تشجيع منتخب بلادهم طوال الـ90 دقيقة، وأنهم سيبثون الرعب والخوف في قلوب لاعبي المنتخب الجزائري.

التذاكر نفدت
نفدت تذاكر المباراة البالغ عددها 76 ألف تذكرة تماماً بعد طرحها بساعة واحدة في ثمانية منافذ في العاصمة المصرية القاهرة، وعلى الرغم من أن سعر تذكرة الدرجة الثالثة بـ20 جنيهاً مصرياً، فإنها بيعت في السوق السوداء بـ150 جنيهاً. كما اشتكى جمهور جزائري موجود في مصر وآخر قادم من أوروبا لتشجيع فريقه من عدم وجود تذاكر كافية للجمهور الجزائري، خصوصاً أن اتحاد كرة القدم المصري خصص 2000 تذكرة فقط للجمهور الجزائري.

ولا يقتصر الاهتمام بهذه المباراة عند الشباب والرجال فقط فقد امتد الاهتمام ليشمل النساء والأطفال والعجائز أيضاً.

ففي تقرير نشرته صحيفة «النهار» الجزائرية عن تحوّل اهتمامات بعض الشباب الجزائري في عملية الشراء والبيع إلى الاهتمام بشراء كل ما يتعلق بالمنتخب الوطني الجزائري من أعلام وقمصان. وألقى التقرير الضوء على بعض من يصنعون هذه الأعلام ويبيعونها للجماهير، وكانت أبرز الشخصيات التي تقوم بهذا العمل امرأة يطلق عليها «خالتي تاماني»، التي أكدت أنها مازالت تحتفظ بعلم يوم الاستقلال عام ،1962 والذي لم يتحرك من مكانه، وأنها على استعداد لأن تخرج في احتفالات الجماهير الجزائرية في حالة التأهل إلى المونديال.

وأكدت العجوز صاحبة الـ95 عاماً أنها ستهدي علم الاستقلال إلى من يحرز هدفاً في مرمى مصر ويهدي التأهل المونديالي للشعب الجزائري.

وكان مواطن جزائري قد وصل الى مصر قادماً من الجزائر سيراً على الأقدام في مبادرة تهدف الى مساندة منتخب بلاده، وحث اللاعبين على الفوز بالمباراة والتحلي بروح الشجاعة والعزيمة القوية.

من جانبه، قال الفنان المصري عادل إمام لوسائل إعلام مصرية إنه سيتوجه إلى استاد القاهرة لمشاهدة المباراة من المدرجات.

وفي المقابل، أعلن المطرب الجزائري الشاب خالد، الموجود حالياً في القاهرة، أنه لن يتمكن من مشاهدة المباراة في الملعب، لأنه سيكون في الطائرة أثناء إقامة المباراة.
تويتر