مبادرة الإمارات ســــــتعيد الـــــــــودّ بين مصر والجزائر

الجمهور يترقب مصالحة رياضية بين مصر والجزائر. أ.ف.ب

شدد رياضيون على ضرورة قبول المسؤولين في الجزائر ومصر المبادرة الإماراتية الساعية إلى جمع رئيسي اتحادي كرة القدم في البلدين خلال حضورهما بطولة كأس العالم للأندية في أبوظبي تمهيداً لمصالحة حقيقية بين الشعبين المصري والجزائري بعد التداعيات الأخيرة لمواجهاتهما الثلاث في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا .2010

وكانت العلاقة بين البلدين تأثرت رياضياً وفنياً وإعلامياً وأدت إلى شرخ واضح بين الشعبين لاسيما بعد المباراة الفاصلة التي جمعت المنتخبين في السودان وأسفرت عن فوز الجزائريين وتأهلهم للمحفل العالمي أمام اتهامات مصرية للجانب الجزائري بالتسبب في أحداث شغب عقب اللقاء، والاعتداء على أفراد وممتلكات الجالية المصرية في الجزائر. ويرى إداريون ومسؤولون في اتحاد الكرة الإماراتي أن «هذه الخطوة جاءت انطلاقا من الحرص على إعادة الامور الى طبيعتها بين الأشقاء الجزائريين والمصريين»، مقترحين أن «يقام مهرجان مرتقب في حال قبول الطرفين الفكرة على شكل دورة ثلاثية في كرة القدم تجمع منتخبنا الوطني ونظيريه المصري والجزائري في الامارات لنبذ الخلافات وجمع الصف». وكانت ردود الفعل تواصلت في الشارع الرياضي بشأن المساعي من اجل المصالحة بين البلدين، حيث تمنى الكثيرون نجاح هذه الجهود لاحتواء الخلافات بين مصر والجزائر.

واعتبر رئيس لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم ناصر اليماحي، أن الامارات حريصة على الذهاب بعيدا من اجل المصالحة بين الاشقاء في البلدين، داعياً الجميع الى اهمية التفاعل مع هذه المبادرة بنفوس صادقة بهدف إنجاحها، وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بينهما.

زاهر وروراوة
وقال اليماحي «ثقتنا كبيرة بأن يتجاوب رئيسا اتحادي مصر والجزائر سمير زاهر ومحمد روراوة على التوالي مع مثل هذه المساعي، خصوصاً أنها تعبر عن محبة صادقة للشعبين في مصر والجزائر، ولذلك فإن أملنا كبير في أن يجلسا معاً ويستمعا الى صوت العقل بعيداً عن اي حساسيات أخرى لأن ذلك يشكل مصلحة قومية عليا لكل الاطراف».

دورة ثلاثية
وأضاف «أقترح أن يقام مرجهان في حال قبول الطرفين على شكل دورة ثلاثية تجمع منتخبنا ونظيريه المصري والجزائري، وأعتقد أنه في حال عودة العلاقة بين المسؤولين في الاتحادين وكذلك على صعيد لاعبي المنتخبين، فإن ذلك من شأنه ان يمهد الطريق الى المصالحة وإزالة كل ما علق بالنفوس». وتابع «نأمل أن تبتعد وسائل الإعلام في البلدين عن أجواء الشحن الاعلامي وتعمل على تهيئة الاجواء لإحداث المصالحة التي يترقبها الجميع، خصوصاً المخلصين منهم».

وكشف اليماحي أنه من المقرر ايضا دعوة بعض القيادات الصحافية والاعلامية المؤثرة في كل من مصر والجزائر، انطلاقاً من الدور الايجابي الذي يمكن أن يلعبه الاعلام في تهدئة الشارع في البلدين.

خطوة بنّاءة
ووصف المدير التنفيذي لنادي الشارقة إبراهيم النمر، الجهود التي تبذل بهدف التوصل الى مصالحة بالبناءة، معتبراً أن الشارع الرياضي العربي يتوقع من جميع الاطراف في مصر والجزائر الترفع عن الخلافات والسعي الى التقارب ونبذ الفرقة والشتات والعمل على إعادة المياه الى مجاريها من خلال الاستجابة للمبادرة التي طرحها اتحاد الكرة الاماراتي.

بلاتر يُشيد بمساعي اتحاد الكرة  
 

أشاد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر، أمس، بمبادرة الامارات إلى الدعوة لإقامة مباراة ودية بين مصر والجزائر على أرضها لتنقية الاجواء بين البلدين.

وقال بلاتر بعد وصوله أمس الى دبي، لحضور منافسات كأس العالم للاندية التي تستضيفها أبوظبي حتى 19 ديسمبر الجاري «مبادرة الامارات مطلوبة في هذا الوقت وهي دائما معروفة بمواقفها التي تدعو الى الصلح ولم الشمل».

وكان اتحاد الكرة الاماراتي لكرة القدم وجه دعوة الى منتخبي مصر والجزائر لخوض مباراة على أرض الامارات بهدف اعادة الأمور الى نصابها بين البلدين، عقب الاحداث التي رافقت المباراتين الاخيرتين بينهما في التصفيات المؤهلة الى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا.

وعبر بلاتر عن سعادته بنجاح انطلاقة مونديال الاندية «بعدما هيأت الامارات كل العوامل التي تكفل لهذه البطولة النجاح على جميع الصعد». وأبدى بلاتر أسفه لخروج ممثل الإمارات الأهلي من البطولة، وتمنى له النجاح في المرات المقبلة.

من جهة أخرى، أكد رئيس الاتحاد الاماراتي لكرة القدم محمد خلفان الرميثي، أن «مبادرة الاتحاد الخاصة بالصلح بين مصر والجزائر مازالت قائمة، وسأواصل مهمتي من أجل تحقيق ذلك، غير أن الفرصة في مونديال الاندية ستكون ضعيفة لجمع رئيسي الاتحادين المصري والجزائري لالتزاماتهما المختلفة، حيث وصل رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة، أمس، ويغادر بعد مباراة بوهانغ ومازيمبي، بينما من المتوقع أن يحضر رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر النهائي».

وقال الرميثي «سأواصل العمل من أجل إنهاء حالة التوتر بين مصر والجزائر من الناحية الرياضية، مع وضع إمكانات اتحاد الإمارات لكرة القدم لتحقيق هذا الهدف النبيل ومساعدة البلدين الشقيقين على حل الخلاف الكروي بأسرع وقت ممكن».
دبي ــ أ.ف.ب

ورأى ان التوجه نحو المصالحة بين الجزائر ومصر يجب أن يحظى بتأييد ومساندة وقبول من جميع الاطراف دون اي تردد، وأشار الى انه «لو كان الهدف من كرة القدم التفرقة بين الشعوب فلا داعي لممارستها أصلاً، لكنها لعبة وجدت من اجل توحيد وتعزيز العلاقات في أوساط الشعوب، وإن كان هناك منتخب قد خسر بطولة فإنها لن تكون الاولى أو الاخيرة».

واعتبر المنسق العام للجنة العلاقات العامة والتسويق والاعلام في اتحاد كرة القدم الدكتور أحمد ثاني الدوسري، ان «الامارات دائما سباقة إلى مثل هذه الامور».

وقال إن «أنظار الجميع تترقب حاليا ضرورة قبول الطرفين بالمساعي التي تبذل لتنقية الاجواء والصلح بين الاشقاء»، مؤكدا ان «استمرار الخلافات ليس في مصلحة أي طرف، والاستحقاقات المقبلة تستدعي من العرب جميعا ضرورة توحيد كلمتهم والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يعكر صفو العلاقات بين الشعوب».

تويتر