مونديالا أبوظبي وجنوب إفريقيا كشفا «عيوب» العرب
أكد خبراء في كرة القدم أن خسارة الأهلي الإماراتي أمام فريق أوكلاند سيتي النيوزلندي في مونديال الاندية المقام حاليا في أبوظبي، وخروجه المبكر من البطولة، يؤكد حقيقة تراجع مستوى الكرة العربية في المحافل الدولية.
وأشار الخبراء الى أن تأهل منتخب عربي وحيد الى نهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب إفريقيا عام ،2010 وخروج فريق الاهلي المبكر من مونديال الأندية، يؤكد ان الكرة العربية تراجعت كثيراً في الوقت الحالي، خصوصاً ان البطولات السابقة لنهائيات كأس العالم كانت تشهد مشاركة اكثر من فريق في وقت واحد، اضافة الى ان فرقاً عربية نجحت في السنوات السابقة في تحقيق انتصارات جيدة في كأس العالم للاندية مثل الاهلي المصري، والاتحاد والنصر السعوديين، والنجم الساحلي التونسي.
وقالوا ان فريق الاهلي الاماراتي الذي دخل مونديال الاندية ممثلاً للكرة العربية أهدر فرصة تاريخية ربما لن تتكرر للوصول الى الأدوار المتقدمة في البطولة، خصوصاً أنه واجه فريق اوكلاند سيتي المتواضع في المباراة الاولى.
وأشاروا الى أن مونديال الاندية المقام في أبوظبي وكذلك مونديال كأس العالم الذي سيقام في جنوب افريقيا عام 2010 كشفا عورات الكرة العربية.
وسيطرت مشاعر سلبية على جماهير النادي الاهلي وعلى كل الجماهير الاماراتية والعربية بعد ظهور الاهلي المتواضع في مونديال الاندية، وخروجه المبكر على يد فريق حديث العهد بكرة القدم وتاريخ تأسيسه يعود الى خمس سنوات فقط.
انتكاسة عربية
وقال كابتن المنتخب الوطني الأسبق وأحد لاعبي الجيل الذهبي في الكرة العربية عبدالرحمن محمد، إن ما حدث لفريق الأهلي في مباراة اوكلاند سيتي، وكذلك ما حدث للمنتخبات العربية في التصفيات المؤهلة الى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا يؤكدان أن هناك خللاً ما في الكرة العربية يتطلب تدخل القائمين على شؤون الكرة العربية وعلاج هذا الخلل قبل ان يستشري.
وتابع «هناك انتكاسة عربية على صعيد كرة القدم، ففي مونديال الاندية خرج فريق الاهلي مبكرا على الرغم من انه واجه فريقا متواضعا ليس لديه خبرات وحديث عهد بكرة القدم، حيث تأسس منذ خمس سنوات فقط، وفي مونديال جنوب افريقيا وصل منتخب عربي وحيد هو الجزائر على الرغم من ان اربع منتخبات عربية على الاقل كان يجب ان تكون حاضرة في المونديال، وهذا شيء يدعو إلى القلق على مستقبل الكرة العربية».
وأكد عبدالرحمن محمد، أن فريق الاهلي لم يستعد بشكل جيد للمونديال ولم يقم بدعم صفوفه بلاعبين جيدين يمتلكون القدرات الفنية والبدنية التي تساعده على تخطي المباراة الاولى والاستمرار في البطولة حتى الادوار المتقدمة.
وحول وجود رهبة عند اللاعب العربي من المشاركة في البطولات العالمية الكبرى، قال كابتن المنتخب الاماراتي السابق ان الخوف يجب ان يختفي من عند اللاعبين خصوصاً انهم يمتلكون خبرات كبيرة، كما ان اللاعبين يعيشون زمن الاحتراف الذي لا يعرف الخوف ويعترف فقط بالعمل والعطاء والاجتهاد والتحضير الجيد قبل المشاركة في أي بطولة عالمية.
السير إلى الخلف
من جانبه، قال هداف المنتخب الوطني الاسبق خالد اسماعيل، الذي نجح في التسجيل في مرمى المنتخب الألماني خلال مشاركة المنتخب الإماراتي في نهائيات كأس العالم للأندية التي أقيمت عام 1990 في إيطاليا، ان خروج الأهلي المبكر امام فريق متواضع مثل اوكلاند سيتي ووجود منتخب عربي واحد في نهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب افريقيا عام ،2010 يؤكدان أن الكرة العربية تسير الى الخلف وأن الاحتراف الذي تم تطبيقه في معظم البلدان العربية لم يعد بأي فائدة على الكرة العربية.
وقال ان فريق الاهلي وقع في أخطاء فنية مكنت فريق اوكلاند سيتي من الفوز بالمباراة، واشار الى أن لاعبي الأهلي لم يقدموا مستواهم الحقيقي خلال المران، كما ان الرهبة الكبيرة التي تسيطر على الفرق العربية عند المشاركة في البطولات العالمية ليس له مبرر، خصوصاً أن كرة القدم لا تعترف سوى بالعطاء والإخلاص والاجتهاد داخل المستطيل الأخضر.
وطالب اللاعبين بالتحلي بالشجاعة والطموح الكبير عند المشاركة في البطولات العالمية، لأنها تمثل فرصة كبيرة أمام أي لاعب لتقديم نفسه والتعبير عن قدراته الحقيقية التي يمتلكها، إضافة الى تشريف بلاده في المحفل العالمي الذي يشارك فيه.
قدرات كبيرة
من جانبه، قال لاعب المنتخب الجزائري السابق، الجزائري عبداللطيف بورايو، الذي تولى تدريب اكثر من فريق إماراتي وعربي، ان اللاعب يتمتع بقدرات فنية كبيرة لا تقل عن قدرات أي لاعب عالمي لكنه يحتاج الى منظومة احترافية حتى يتمكن من الا بداع وتقديم كل ما لديه.
وأشار الى ان اهم شيء يحتاج إليه اللاعب العربي هو النظام وتطبيق قواعد الاحتراف الصحيح، وأيضاً الطموح حتى يتمكن من اظهار القدرات الفنية والبدنية والتكتيكية الكبيرة التي يمتلكونها.
وأعرب عن حزنه لعدم تأهل أكثر من منتخب عربي الى مونديال جنوب افريقيا، وقال ان وصول منتخب عربي واحد الى نهائيات كأس العالم 2010 يؤكد ان الكرة العربية تراجعت في السنوات الأخيرة وتحتاج الى إعادة تقييم حتى تتمكن من النهوض من جديد والعودة الى الطريق الصحيح.
تاريخ كبير
وتمتلك الفرق العربية تاريخاً كبيراً في المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، حيث سجلت الفرق العربية حضورا جيدا في البطولة منذ ظهروها للنور عام 2000.
وطوال المرات الخمس التي أقيمت فيها بطولة كأس العالم للاندية كان هناك فريق عربي على الاقل بين أفضل أندية العالم، لكن الفرق العربية التي شاركت في البطولة لم تتمكن من الفوز بها او حتى الوصول الى المباراة النهائية.
وسجل فريق الاهلي المصري أفضل مشاركة عربية في هذه البطولة، وحقق أفضل إنجاز، حيث شارك في مونديال الأندية ثلاث مرات وهو رقم قياسي لم يصل إليه فريق عربي من قبل، كما تمكن الفريق القاهري من الحصول على المركز الثالث في البطولة التي أقيمت عام 2006 في اليابان.
وسجل اللاعب المصري محمد أبوتريكة اكثر من انجاز فردي له في مونديال العالم حيث شارك ثلاث مرات، أعوام 2005 و2006 و2008 ،كما لعب خلال تلك المرات الثلاث سبع مباريات، وهو رقم قياسي لم يصل إليه أي لاعب في العالم من قبل.
وسجل أبوتريكة في هذه البطولة العالمية ثلاث مرات وهو يتصدر قائمة هدافي البطولة مع كل من وامادو فلافيو وروماريو ونيكولاس انليكا ودانيا واشنطن.
وشاركت خمسة فرق عربية فقط في مونديال الأندية منذ انطلاقه عام 2000 في البرازيل، وحتى النسخة الأخيرة التي أقيمت في اليابان عام 2008 ،والفرق العربية هي النصر السعودي والرجاء المغربي اللذان شاركا في النسخة الاولى من البطولة التي أقيمت في البرازيل عام 2000 ،والأهلي المصري والاتحاد السعودي اللذان شاركا في النسخة الثانية التي أقيمت في اليابان عام 2005 ،وكرر الاهلي المصري حضوره في البطولة في نسختين أخريين عامي 2006 و2008 ،وشارك فريق النجم الساحلي التونسي في البطولة التي أقيمت عام 2007.
وأصبح فريق الاهلي الإماراتي الفريق العربي السادس الذي شارك في مونديال الأندية بعد تمثيله الكرة الإماراتية والعربية في البطولة المقامة في أبوظبي خلال الفترة من التاسع الى 19 ديسمبر الجاري.