إسماعيل راشد: تكريم اللاعب في اعتزاله يحمل كثيراً من المعاني الجميلة. تصوير: أسامة أبوغانم

لاعبون قدامى يشكون التجاهل وينتظرون «التكريم»

اشتكى لاعبون دوليون قدامى من التجاهل الذي أصابهم بعد اعتزالهم ممارسة كرة القدم، في وقت توقعوا تكريماً يليق بحبات العرق التي سقطت منهم لسنوات طويلة دفاعاً عن شعار المنتخب الوطني أو أنديتهم في المحافل الدولية.

وأكدوا أن كل عامل يحصل في نهاية عمله على مكافأة بينما الكثير من لاعبي الكرة الذين يمثلون الجيل الذهبي للمنتخب الوطني لم يتم تكريمهم أو إقامة مهرجان اعتزال لهم حتى الآن على الرغم من اعتزالهم الكرة منذ سنوات.

وشهد مهرجان تكريم لاعب الوصل والمنتخب الوطني السابق اسماعيل راشد الذي أقيم أول من أمس، حضورا كبيرا من لاعبين سابقين تألقوا في الملاعب الإماراتية خلال حقبة الثمانينات والتسعينات لكنهم لم يحصلوا على تكريم في مهرجان أو لقاء مخصص لوداعهم الميدان.

وتضم قائمة اللاعبين الذين يعانون من تجاهل أنديتهم واتحاد كرة القدم ولم يحصلوا على حقهم في التكريم اللائق النجوم محسن مصبح، عزوز، علي ثاني، ابراهيم مير، عيسى مير، عبدالرحمن الحداد، يوسف حسين وجميعهم من نادي الشارقة، ومن الأندية الأخرى عبدالقادر حسن، حسن علي، عبدالله موسى وحمدون، وتضم القائمة الكثير من اللاعبين الذين تألقوا مع أنديتهم ومنتخب بلادهم طوال السنوات الماضية ولم يُقم لهم أي حفل تكريم بعد مشوارهم الطويل.

وتحرص دول مجاورة مثل السعودية والكويت وقطر على إقامة مهرجانات اعتزال للاعبيها الدوليين، وتدعو فرقاً عالمية عريقة للمشاركة في مهرجانات اعتزالهم حتى يخرج التكريم في أبهى صورة.

ومنذ تكريم نجم القرن عدنان الطلياني عام 2003 في مباراة الاعتزال الشهيرة التي جمعت المنتخب الوطني مع يوفنتوس الايطالي لم تشاهد الجماهير الإماراتية مهرجان اعتزال بهذا الحجم والاهتمام.

الجهة المسؤولة

واختلف لاعبون سابقون وخبراء على تحديد الجهة المسؤولة عن إقامة مهرجان اعتزال للاعب، حيث أكد بعضهم أنها النادي الذي لعب له اللاعب لسنوات طويلة، وحمل الاخر اتحاد الكرة دوراً كبيراً في تحديد قائمة اللاعبين الذين يستحقون التكريم لأنه الجهة الشرعية المسؤولة عن كل الأندية الإماراتية.

وقال رئيس اتحاد كرة القدم محمد خلفان الرميثي ان «المسؤولية تقع في المقام الاول على الأندية لأن لاعب الكرة يعطي لناديه سنوات طويلة دون انقطاع».

وطالب الأندية المختلفة في الدولة بالإسراع الى إقامة مهرجانات اعتزال لنجومها الذين خدموا الكرة الإماراتية، وأكد ان مسؤولية تنظيم مهرجانات اعتزال اللاعبين تعود في المقام الاول الى الأندية وليس اتحاد كرة القدم.

وقال على هامش مشاركته في مهرجان اعتزال لاعب الوصل والمنتخب الوطني اسماعيل راشد «نشكر نادي الوصل على قيامه بتكريم اللاعب صاحب الخلق والتاريخ الطويل إسماعيل راشد، وأتمنى من بقية الأندية ان تحذو حذو الوصل وتكرم لاعبيها لأن لاعب الكرة يلعب لفريقه أكثر من لعبه للمنتخب».

وكشف عن نية اتحاد الكرة تشكيل لجنة للنظر في تكريم اللاعبين الذين لم يحظوا بتكريم بعد اعتزالهم، وقال ان اسماعيل راشد يستحق اكثر من التكريم.

ويعد نادي الوصل من اكثر أندية الدولة التي نظمت مهرجانات اعتزال للاعبيها مثل سعيد عبدالله وفهد خميس وفهد عبدالرحمن وزهير بخيت، وأخيراً اسماعيل راشد.

مهرجان جماعي

وقال كابتن المنتخب الإماراتي ونادي النصر السابق عبدالرحمن محمد، ان أي موظف في أي دائرة يحصل على تكريم عقب انتهاء خدمته بينما الكثير من لاعبي الكرة في الإمارات لا يحصلون على أي نوع من التكريم رغم مشوارهم الطويل وعطائهم الكبير لأنديتهم ولمنتخب بلادهم.

وأوضح «أعتقد ان لاعب الكرة الذي خدم ناديه لسنوات طويلة ولعب مع المنتخب الوطني لأكثر من خمس سنوات يستحق التكريم من قبل النادي، ومن قبل اتحاد الكرة لأنه خدم فريقه ومنتخب بلاده ولم يقصر فلابد ان يحصل على تكريم من الجهتين». وطالب اتحاد كرة القدم بممارسة دور المراقب على الأندية وان يجبرها على تنظيم مهرجانات اعتزال لائقة للاعبين الذين لعبوا لسنوات طويلة في أنديتهم وفي المنتخب الوطني.

وأضاف «أناشد رئيس اتحاد كرة القدم محمد خلفان الرميثي، سرعة تنظيم مهرجان اعتزال جماعي او فردي لعدد من اللاعبين الذين شرفوا الكرة الإماراتية في السنوات الماضية وقدموا عطاء بلا حدود مثل محسن مصبح وعزوز وعلي ثاني وعبدالقادر حسن وغيرهم من نجوم الكرة الإماراتية في السنوات السابقة».

وتساءل «ما الذي يمنع من تكريم هؤلاء اللاعبين الذين اعتزلوا الكرة منذ سنوات طويلة؟ فنحن في دولة لديها إمكانات وقدرات كبيرة وهؤلاء اللاعبون لديهم تاريخ مشرف مع الكرة ويستحقون التكريم حتى يتخذهم الجيل الصاعد والناشئون مثالاً يحتذى، ويكون ذلك دافعاً للجيل المقبل للتألق والإبداع والالتزام».

دون فائدة

وعلى الرغم من إقامة مهرجان اعتزال لعبدالرحمن محمد عام 2001 بإقامة مباراة بين النصر وفريق الاستقلال الإيراني، فإنه اكد أنه لم يستفد شيئاً من مهرجان اعتزاله.

وقال «لم أحصل على أي تكريم من قبل نادي النصر او اتحاد كرة القدم وكل ما حصلت عليه فقط هو مجموعة من الدروع الملقاة الآن في المخزن، وعلى الرغم من أن لائحة اتحاد كرة القدم كانت تنص في ذلك الوقت على حصول اللاعب الدولي المعتزل على مبلغ 50 ألف درهم الا أنني لم احصل على شيء حتى الآن، وأطالب اتحاد الكرة بمنحي حقي في التكريم لأن اللائحة تنص على ذلك».

حميد يوسف

من جانبه، طالب لاعب الوصل والمنتخب الوطني السابق حميد يوسف بسرعة تكريم اللاعبين الذين لم يحصلوا على حقهم في التكريم. وقال إن «هناك قائمة كبيرة تضم العديد من أسماء اللاعبين الدوليين الذين ينتظرون فرصة تكريمهم من فرقهم ومن منتخب بلدهم، وأطالب الأندية واتحاد الكرة بالاهتمام بهذا الأمر وعدم حرمان هؤلاء اللاعبين العظام من التكريم الذي يستحقونه».

ملايين الدولارات

وقال هداف المنتخب الوطني السابق خالد اسماعيل «هناك أندية إماراتية تتعاقد مع لاعبين أجانب وتدفع لهم ملايين الدولارات، وفي الوقت نفسه تتقاعس عن تكريم لاعبيها الذين قدموا الجهد والعرق والإخلاص لسنوات طويلة».

وناشد مجالس إدارات الأندية الاهتمام بهذا الامر لأن هؤلاء اللاعبين الذين لم يكرموا بمثابة الرموز في نظر اللاعبين الصغار والأجيال المقبلة.

واعتبر خالد اسماعيل الأندية واتحاد كرة القدم مسؤولين عن إقامة مهرجان اعتزال اللاعبين، خصوصاً الدوليين.



معانٍ جميلة

من جهته، وجه اسماعيل راشد شكره الى ناديه الوصل والى اتحاد كرة القدم على مساهمتهما في مهرجان اعتزاله الذي أقيم اول من امس، وضم الكثير من الفقرات الرائعة. وقال ان «تكريم لاعب كرة القدم يحمل الكثير من المعاني الجميلة للاعب المعتزل ويشعره بالدور الكبير الذي قام به في خدمة فريقه ومنتخب بلاده».

وقال اسماعيل راشد انه يتمنى ان يأتي اليوم الذي يتم فيه تكريم بقية اللاعبين الذين كانوا من الجيل الذهبي للكرة الاماراتية، ولم يحصلوا على تكريم لائق بهم حتى الآن.

الأكثر مشاركة