لاعب الجزيرة البرازيلي رفائيل سوبيس يسقط فوق لاعب الغراقة سامي زاهر. تصوير: جوزيف كابيلان

رياضيون: هزائمنا الآسيوية «مصيبة» للكرة الإماراتية

وصف خبراء رياضيون الخسائر المتلاحقة التي تعرضت لها الفرق الإماراتية الأربعة وهي الوحدة والجزيرة والعين والأهلي المشاركة في دوري ابطال آسيا بكرة القدم بـ«المصيبة».

وقالوا إن المستوى الهزيل والنتائج المخيبة للآمال التي لاحقت ممثلي الكرة الإماراتية في البطولة الآسيوية كشفت حقيقة الدوري الإماراتي، وأكدوا أنه ثبت أن الدوري الإماراتي ضعيف وليس من أفضل الدوريات العربية، كما كان يردد اتحاد كرة القدم من قبل. وشددوا على أن الفرق الإماراتية مشغولة ومهتمة بالدوري المحلي أكثر من الدوري الآسيوي، وافتقرت إلى الطموح الكبير، واكتفت بالتطلع الى المشاركة في كأس العالم للأندية الذي سيقام في أبوظبي نهاية العام الجاري من خلال الدوري المحلي وليس عن طريق البوابة الآسيوية، لكنهم اشاروا الى ان فرصة التعويض لاتزال قائمة، خصوصاً أن هناك خمس جولات متبقية في دور المجموعات، مطالبين الاندية المشاركة ولاعبيها بالتعامل مع الامر بجدية. وأشاروا الى ان ما حدث للفرق الإماراتية التي خسرت مواجهاتها الاولى في كأس آسيا يؤكد أن هناك خللاً كبيراً في منظومة كرة القدم الإماراتية يتطلب من القائمين على شؤون كرة القدم سواء في اتحاد الكرة أو في الأندية التدخل السريع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وعدم دفن رؤوسهم في الرمال، والتحلي بالمسؤولية، والسعي الى تدارك ما حدث، والتعويض في الجولات المقبلة من أجل الحفاظ على ماء وجه كرة القدم الإماراتية.

في المقابل، اعتبر آخرون أن ما حدث أمر طبيعي، لانه عكس المستوى الحقيقي للكرة الإماراتية، وأكدوا أن الرأي العام الإماراتي «شرب مقلب كبير»، عندما صدق الادعاءات غير الحقيقية التي أطلقها مسؤولون في اتحاد الكرة عندما كانوا يرددون أن الدوري الإماراتي هو الأقوى والأفضل والأكثر إثارة وندية بين كل الدوريات الخليجية والعربية.

خسائر تتواصل

لم يتمكن أي من الفرق الأربعة من تحقيق الفوز او حتى الحصول على نقطة التعادل، حيث كانت الهزائم هي العنوان الابرز للفرق الإماراتية الأربعة في دوري أبطال آسيا.

وخسر فريق الجزيرة على ملعبه ووسط جماهيره من الغرافة القطري بنتيجة 2/1 ضمن المجموعة الأولى من البطولة، وفي المجموعة الثانية خسر فريق الوحدة خارج ملعبه أمام فريق ذوب اهن الإيراني بنتيجة 1/صفر، وفي المجموعة الثالثة خسر فريق العين امام باختاكور الأوزباكستاني بنتيجة 1/صفر على الرغم من أن العين لعب على ملعبه ووسط جمهوره، وفي المجموعة الرابعة والأخيرة خسر الأهلي امام فريق مس كرمان 4/.2 وتذيلت الفرق الإماراتية المجموعات الأربع في دوري ابطال آسيا، ودخلت مرمى الفرق الإماراتية ثمانية أهداف، وسجلت ثلاثة فقط، ولم تحصل على أي نقطة من اصل 12 نقطة ضاعت جميعها.

خداع النفس

قال كابتن المنتخب الوطني ونادي النصر السابق عبدالرحمن محمد «لقد وضح لنا أننا كنا نخدع أنفسنا عندما كنا نصدق أن دورينا هو الأقوى والأفضل، وهو الامر الذي ليس له اساس من الصحة، والدليل على ضعف دورينا ما يحدث لفرقنا في مشاركاتها الخارجية، وكذلك ما يحدث للمنتخب من نتائج مخيبة للآمال». وأكد ان الفرق الإماراتية لم تستوعب الدرس القاسي الذي تلقته في الموسم الماضي الذي شهد نتائج مخيبة للآمال ومشاركة ضعيفة للمثلي الكرة الاماراتية، وطالب الاندية بالاستفادة من الدرس ومنع تكرار ما حدث، خصوصاً أن الفرصة لاتزال قائمة. وكشف «اعتبر ما حدث لفرق الجزيرة والوحدة والعين والاهلي (مصيبة) كبرى حلت على كرة القدم الاماراتية، لان الفرق الاربعة فشلت في الحصول على أي نقطة من أصل 12 نقطة، وخسرت اربع مباريات، رغم ان مباراتين اقيمتا على ملاعبنا ووسط جماهيرنا، وهذا شيء يدعو للحزن والاحباط».

وقال إن الفرق التي فازت على ممثلي الكرة الاماراتية في دوري ابطال آسيا مستواها عادي وليس خارقاً، واضاف «الاهلي خسر من فريق مس كرمان وهو في المركز الـ19 في الدوري الايراني، وحديث العهد بالبطولة الاسيوية، والجزيرة خسر على ملعبه من فريق الغرافة القطري، والجميع يعلم أن فريق الغرافة مستواه لا يختلف كثيراً عن مستوى انديتنا، والوحدة خسر بهدف دون رد من فريق ذوب اهن وهو من الفرق المتوسطة، والعين خسر على ملعبه وفي وجود فالديفيا وكل نجومه من فريق باختاكور».

واكد عبدالرحمن محمد أن هناك خللاً كبيراً لابد من اكتشافه ووضع الحلول له حتى تعود الكرة الاماراتية الى الطريق الصحيح. وتابع «يجب ألا تدفن الاندية رؤوسها في الرمال، وعليها أن تواجه هذا الموقف بشجاعة وتعالج الخلل وتبحث عن حلول عملية للمأزق الذي تمر به في البطولة الآسيوية، وعليها ان تستعد للمباريات المتبقية بشكل مختلف وتزرع الطموح في نفوس لاعبيها، خصوصاً ان فرصة التعويض لاتزال قائمة».

من جانبه، اكد مدير المنتخب الوطني السابق ورئيس لجنة التدريب والتطوير في اتحاد كرة القدم عبدالله حسن، أن فرق الوحدة والجزيرة والعين لديها تركيز كبير على الدوري المحلي، وتتطلع الى المشاركة في كأس العالم للاندية الذي سيقام في ابوظبي عن طريق بوابة الدوري المحلي.

وقال إن الاندية الاماراتية لا تمتلك طموحاً كبيراً في البطولة الآسيوية، وتفتقر إلى التركيز والجدية قبل كل مشاركة. ورفض وصف ما حدث بالإخفاق، وقال «لا اعتبره إخفاقاً، لان ما حدث هو الامر الطبيعي، فمستوى الدوري الاماراتي متواضع ولا نريد ان نتعامل مع الامر كأنه كارثة حلت بنا، لأن هذا هو حالنا وعلينا الاعتراف به». واشار عبدالله حسن الى ان الأندية الإماراتية الأربعة المشاركة في البطولة الآسيوية لم تستفد من محترفيها الاجانب».

غياب الطموح

أكد هداف المنتخب الإماراتي في عصره الذهبي خالد إسماعيل، ان ما حدث من اخفاق للفرق الإماراتية في دوري ابطال آسيا يعود الى انشغال اللاعبين والأندية بالبطولة المحلية وعدم تعاملها بجدية وتركيز مع البطولة الآسيوية.

وأوضح «اندية الوحدة والجزيرة والعين تنافس على الدوري الاماراتي وتركيزها منصب على هذه البطولة، ولا تتطلع الى المنافسة على دوري ابطال آسيا، والأهلي موقفه صعب في المسابقة المحلية وهو مشغول بتحسينه في المسابقة والابتعاد عن المراكز المتأخرة، والفرق الاربعة لم تولِ البطولة الاسيوية أي اهتمام او تركيز».

واشار الى ان لاعبي الفرق الاربعة يعانون من الضغوط العصبية والنفسية بسبب الاهتمام الزائد بالبطولة المحلية. وقال ان الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون ساهمت في الخسائر المتواصلة للفرق الأربعة،، وإن هناك فرصة للتعويض، لكنه شكك في قدرة الفرق الاربعة على التعويض والمنافسة على التأهل الى الادوار النهائية في البطولة الآسيوية بسبب انشغالها بدوري ابطال آسيا.

وقال إسماعيل إن اندية الوحدة والجزيرة والعين تعتبر فرصتها في الوصول الى مونديال الاندية عن طريق الدوري المحلي اسهل كثيرا من دوري ابطال اسيا، وهو الامر الذي قلل من طموح لاعبيها في البطولة الآسيوية واكتفت بدور المشاركة فقط.

الأكثر مشاركة