لقب الوحدة يغيظ الجزيرة والعين

ترك حصول الوحدة على لقب دوري المحترفين اثراً نفسياً بالغاً في اعماق منافسيه الجزيرة والعين اللذين رفضا رفع راية الهزيمة والاعتراف للعنابي بأنه الأجدر هذا الموسم، الا بعد ان اجتاز اصحاب السعادة المحطات الصعبة والسهلة كافة، وختموا الدرع رسمياً بلونهم العنابي في الجولة قبل الاخيرة من البطولة.

وبقي الجزيرة ومن بعده العين يركضان وراء امل تعرقل الوحدة امام احد المنافسين ما يتيح لهم الفرصة للاقتراب منه وخطف اللقب التاريخي والنادر بكل ما تحمل الكلمة من معنى، قبل ان يثبت اصحاب السعادة في آخر جولتين من الدوري، انهم بالفعل يستحقون حمل راية الدولة في مونديال الأندية الذي يقام في ابوظبي نهاية العام الجاري في فرصة من الصعب، او ربما من المستحيل أن تتكرر لأن المونديال سيعود الى اليابان، ولن يتمكن اي فريق من المشاركة فيه من دون ان يحمل كأساً قارية.

نعم.. نال الوحدة لقباً لن يتكرر امام مرأى الجزيرة الذي بقي مرشحاً فوق العادة حتى اجتاز الدور الاول كاملاً متصدراً للدوري، لكنه وفي الجولة الرابعة سلم الراية الى الوحدة مع دخول العين منافساً قوياً على الخط.

وطغى بعدها الاعتقاد الذي يقول إن مسألة تصدر الوحدة، ما هي الا وقت لأن الجزيرة بعروضه الراقية منذ بداية الموسم سيفعلها هذه السنة ويحرز اول لقب في تاريخه وسيكون افطاره دسماً بعد صبره طوال السنين الماضية، الا ان آخرين استبعدوا هذه الفرضية، وقالوا إن الدرع ستكون حلالاً للزعيم صاحب الجولات والصولات والتاريخ العريق، حتى إنني لا اخفي سراً، انني كنت أحد من صدق هذين المعتقدين.

وجاء موعد الجولة 14 التي خفقت لها القلوب ورجفت امامها الأبدان، كونها تجمع الوحدة مع الجزيرة في منازلة لابد ان تثبت الأجدر بتسيد دوري المحترفين، فخطف اصحاب السعادة هدفين بعزف الفنان البرازيلي فرناندو بيانو، مقابل هدف للعنكبوت حمل توقيع سبيت خاطر.

ورفض المتابعون الاعتراف للعنابي القادم من الخلف بأنه فعلاً اصبح الرقم الصعب في النسخة الثانية من دوري المحترفين، بمن فيهم مدرب الوحدة النمساوي جوزيف هيكسبيرغر، الذي كشف في تصريح خطير انه قبل الجولة 14 لم يكن يتوقع ان يحصل على اللقب.

واتجهت انظار عشاق الكرة الإماراتية الى اللقاء الصعب الثاني، الذي سيجمع الوحدة مع العين لتصب الترشيحات بكثافة في خانة البنفسج لاستضافة المباراة على ارضه، وفي ملعبه الذي يصعب على الفرق انتزاع النقاط منه، لكن العنابي اخرج ورقة الفنان «سمعه» وسجل هدفاً أبعد السعادة في الصدارة بفارق خمس نقاط عن الجزيرة الذي فقد في تلك الجولة نقطتين غاليتين امام الشارقة بتعادله 1-.1

وبقي الوحدة محافظاً على فارق النقاط حتى مباراته الاحتفالية الاخيرة امام النصر التي فتحت امامه الأمجاد من أوسع ابوابها، ووضعته أمام فرصة تاريخية كان يتمناها العين والجزيرة، او أي فريق مشارك في دوري المحترفين بأن يكون هو من يمثل الدولة في المونديال العالمي.

استحق أصحاب السعادة برئاسة سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئيس النادي، اللقب النادر الذي جاء بعرق وجهد لاعبي الفريق ومدربهم وجهازهم الإداري، ولا ننسى أن الوحدة تميز عن بقية الأندية هذا الموسم بلاعبيه المواطنين الذين صنعوا الفارق عن بقية الأندية، التي اعتمدت بشكل اساسي ومباشر على المحترفين الأجانب، متناسية قاعدة اللاعبين المحليين. وقدم سائقو المترو درساً لبقية الأندية عن اهمية الانتباه الى فرقهم بشكل متكامل في الدفاع والهجوم والوسط وحراسة المرمى، وأن الألقاب لا تأتي بالضرورة عند التعاقد مع لاعبين محترفين على مستوى عالٍ، بل بالتركيز على المواطنين، ثم تطعيمهم بالعناصر الخارجية. وأخيراً هنيئاً لقائد المترو اسماعيل مطر وزملائه محمد الشحي وحيدر آلو علي وسعيد الكثيري وبشير سعيد وحمدان الكمالي وعادل الحوسني وفهد مسعود وعبدالرحيم جمعة، والمحترفين بيانو وبنغا وماغراو وحسن مظفر، وهنيئاً للشيخ أحمد بن ناصر نائب رئيس النادي وللمدرب هيكسبيرغر والإداري عبدالله صالح.. وهنيئاً لكل الأمة الوحداوية.

 «الاستئناف» تسمح بالهدايا للحكام!

قرار لجنة الاستئناف التابعة لاتحاد كرة القدم بإلغاء قرارات لجنة الانضباط الخاصة بقضية باقة الورد، ثم اعتبار اطرافها الثلاثة، نادي الجزيرة ورابطة المحترفين والحكم علي حمد، ابرياء دون ادنى ادانة للواقعة، سيعتبر سابقة يؤخذ بها بمبدأ القياس في القانون في الوقائع القادمة، ما يسمح لحكام كرة القدم بتقبل الهدايا قبل المباريات دون التعرض لأي عقوبة رغم ان الاتحاد الدولي «فيفا» يشدد على عدم التهاون بهذه الأمور حتى يحافظ على مبدأ تكافؤ الفرص بين الفريقين المتباريين.

وكان الأجدى للجنة الاستئناف اذا أرادت التعاطف مع اطراف القضية ان تخفف الحكم الصادر، بدلاً من إلغائه والاستناد الى ثغرات في قرار لجنة الانضباط على حد قولها.

 وفاء للكأس

قدم جمهور من نادي دبا الحصن هذه الصورة، التي تجمعهم مع لاعب الوصل سعيد الكاس، كهدية الى صفحة استراحة رياضية، تعبيراً عن حب جمهور هذا النادي المكافح للاعب الإمبراطور الكاس، بعد نيل الفهود للقب كأس الخليج التي أقيمت أخيراً، وتأكيداً أن جميع جماهير الإمارات تقف خلف الأندية التي تمثل الدولة خارجياً.

 عذراً.. ريال مدريد

لا أعرف ماذا أكتب الآن عن الفريق الملكي ريال مدريد، بعدما خسر لقب «الليغا» لمصلحة فريق الأحلام برشلونة، الذي اجتاز الجولة الاخيرة من الدوري الاسباني في نزهة ممتعة امام بلد الوليد.. كنت قد وعدت احد القراء والمشجعين للنادي الملكي بأن اتناول زملاء كريستيانو رونالدو بتقرير يحكي انجازات وبطولات «الشبح الابيض»، الذي لا يمكن لأحد ان ينكر اداء نجومه الساحر وعراقة مدربه بلغريني وحارسه كاسياس وراؤول وهيغوين وكاكا وبنزيما.

لكن تألق برشلونة ومحافظته على فارق النقاط، الذي يفصله عن غريمه التقليدي الريال، ثم توسيعه الفارق في الجولة الاخيرة الى 99 نقطة مقابل 96 للريال جعل الانظار تتجه من جديد الى ميسي ورفاقه.. فعذراً ريال.

 صفحة رياضية متنوّعة تتناول التعليق على الألعاب كافة، برأي متواضع لا نسعى إلى فرضه، بل إلى لفت الانتباه إليه.. ويمكن مشاركة القراء فيها، وتوجيه الرسائل إلى من يرغبون على البريد الإلكتروني:

sports@emaratalyoum.com