أكدوا أن الفحوص الوقائية من شأنها تقليل نسبته 90٪
خـبراء اللجـنة الطـبية لـ «الفيــفا»: العلم لم يحـدّد بعــد ســبباً للمــوت المفاجئ
شهدت ندوة دبي الدولية للوقاية من الموت المفاجئ للاعبي كرة القدم، التي نظمها مجلس دبي الرياضي، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» أمس، مشاركة واسعة من مختلف الأندية والمؤسسات الاجتماعية والرياضية والمختصين بمجال الطب الرياضي من داخل الدولة وخارجها. وافتتح أمين عام مجلس دبي الرياضي الدكتور أحمد الشريف، الندوة بكلمة أكد فيها حرص المجلس على صحة وسلامة الرياضيين، والمساهمة في تطوير الأندية من كل النواحي، خصوصاً الطبية.
وقال «تكتسب هذه الندوة الدولية أهمية كبرى، كونها جاءت في وقت زادت فيه حالات الموت المفاجئ في الملاعب، حتى أصبحت ظاهرة عالمية لم تخل ملاعبنا منها، الأمر الذي جعلنا نتوقف عندها كثيراً، ورغم محدوديتها في ملاعبنا، فإنها تبقى تثير قلقنا وتدفعنا إلى سرعة التحرك والاستفادة من جهود المختصين، لتحديد الجوانب التي تؤدي إلى حالات الوفاة في الملاعب، سواء تلك المتعلقة بأسباب لاتزال مجهولة أو بأسباب وراثية ، أو تلك الناتجة عن وجود خلل وتقصير في إجراء الفحوص الطبية المعمقة والدقيقة قبل بداية الموسم، ومتابعة صحة اللاعبين وقياس الجهد الذي يتعرضون له، ومدى استجابة الجسم والقلب تحديداً لهذا الجهد.
يذكر أن الملاعب الإماراتية شهدت مع نهاية السنة الماضية رحيل نجم الشباب والنصر والمنتخب سالم سعد، الذي وافته المنية بشكل مفاجئ خلال تدريبات العميد. وقدم وفد اللجنة الطبية للاتحاد الدولي لكرة القدم ثلاث محاضرات، تم التأكيد فيها أن سبب الموت المفاجئ لم يتم تحديده علمياً حتى الآن، لكن القيام بالفحوص الوقائية من شأنه أن تقلل حصول الموت المفاجئ بنسبة 80 إلى 90٪. وتضمنت محاضرة البروفيسور فيرات دورو، التي حملت عنوان «الموت المفاجئ بالسكتة القلبية.. في صلب الموضوع»، مناقشة الأمراض المؤدية إلى السكتة القلبية والأسباب الوظيفية والكهربائية التي تؤدي إليها، وأساليب الوقاية منها، حيث تم تعريف سبب الموت المفاجئ أثناء ممارسة الرياضة بـ«التوقف المفاجئ للقلب عن القيام بوظائفه الطبيعية لضخ الدم في كامل الجسم أثناء ممارسة الرياضة»، وأشار إلى أن السكتة القلبية تحدث نتيجة عدم انتظام نبضات القلب بسبب التسارع أو الرجفان البطيني، والموت المفاجئ بالسكتة القلبية يعتبر مشكلة صحية عامة، وأسبابها ومخاطرها متعددة ومتغيرة، ومن الصعب تحديد السبب الرئيس وراءها، وفي أغلب الأحيان يعتبر تصلب الشريان التاجي السبب وراء معظم وفيات الموت المفاجئ بالسكتة القلبية (نحو ثلثي الوفيات بهذا المرض يعود إلى هذا الأمر). وأكد أنه تم تحقيق تقدم كبير خلال العقود الماضية، في ما يتعلق بتحديد المؤشرات التي تزيد نسبة الإصابة بالسكتة القلبية، سواء تعلق الأمر بوجود أمراض قلبية أو عدم وجودها.
أما محاضرة د. ياسين الزرقيني، الممثل الرسمي للفيفا فحملت عنوان «مقدمة التقييم الطبي الشامل قبل بداية الموسم الرياضي»، حيث قدم الزرقيني شرحاً مفصلاً عن برنامج «التقييم الطبي الشامل قبل بداية الموسم الرياضي»، الذي سيستخدمه أعضاء اللجنة لفحص لاعبي أندية دبي، حيث أكد أهميته لكي يتم تحديد اللاعبين المعرضين لخطر الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة، وتقديم النصح لهم وللمعالجين المشرفين عليهم في حال تطلب الأمر إجراء المزيد من الفحوص.
وأشار إلى تجربة هذا البرنامج على اللاعبين المشاركين في بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت عام ،2006 كما سيتم تطبيقه على اللاعبين المشاركين في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. وركز الزرقيني على موضوع استقلالية الأندية في كل المجالات، بما فيها الجانب الطبي، وعليها تحمل المسؤوليات في ما يخص هذا الأمر. وحملت المحاضرة الثالثة عنوان «الوقاية من الموت المفاجئ بالسكتة القلبية للرياضيين.. التوجيهات، والتوصيات والتوقعات»، قدم فيها د. كريستيان شميد معلومات حول التدريبات الرياضية المفيدة التي لا تؤثر في صحة وسلامة الرياضيين، حيث تعتبر الرياضة خطراً على الصحة في بعض الأحيان من خلال الإصابات والأمراض التي قد تحصل للرياضي، ومنها الموت المفاجئ بالسكتة القلبية.
وأشار إلى أن الأمراض المرتبطة بالأوعية الدموية تعتبر السبب الرئيس للموت المفاجئ بالسكتة القلبية لممارسي النشاط الرياضي، حيث تشكل نسبة 90٪ من حالات الموت المفاجئ، وتراوح نسبة الرياضيين من الرجال الذين يتعرضون للموت المفاجئ بالسكتة القلبية خلال المنافسات ما بين0.5 إلى 2.3 من كل مئة ألف سنوياً تحت سن 35 عاماً.
والسبب الرئيس وراء الموت المفاجئ بالسكتة القلبية لدى الرياضيين يعود إلى عدم انتظام ضربات القلب، وهو أمر يعتمد بشكل كبير على عمر الرياضي، حيث تصل نسبة الوفاة إلى 80٪ لمن يزيد عمرهم على الـ35 عاماً.
أما الرياضيون الذين يموتون في عمر يافع فإن السبب الرئيس يعود إلى التغيرات الهيكلية التي تطرأ على عضلة القلب أو التشوهات الخلقية، فالأمور التي يجب أن تركز الفحوص عليها للكشف عن المخاطر التي قد تصيب القلب تتكون من: تقييم دقيق للتاريخ الطبي للمريض، سواء تاريخ اللاعب أو تاريخ عائلته، بناء على «توصيات لوزان» من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، وإجراء الفحص السريري الدقيق للاعب، خصوصاً صوت ونبض القلب، ضغط الدم وغيرها، وإجراء اختبار الـ12 خطوة المتقدمة للراحة الكهربائية.
وقدم د. سعاد تربينجاك محاضرة اللجنة الطبية التابعة لمجلس دبي الرياضي، التي سلطت الضوء على أهمية الفحوص الطبية الوقائية للاعبين وآلية تطبيقها في الدولة. وأعقب الندوة إجراء فحوص لاعبي نادي الشباب، على أن يتم اليوم إجراء الفحوص على لاعبي ناديي الأهلي والوصل، فيما تختتم الفحوص غداً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news