رياضيون يطالبون باحتواء مشكلة التحكيم.. ويؤكدون:
الصـافـــرة الإماراتية «مكبـوتة»
أكد إداريون ورياضيون أن جهاز التحكيم في اتحاد كرة القدم يمر بأزمة حقيقية في أعقاب المشكلة الأخيرة التي طرأت بين لجنة الحكام وقضاة الملاعب، وأدت إلى اعتزال عدد منهم، محذرين من عواقب سلبية للمشكلة كونها ستؤثر سلباً في سمعة التحكيم والمسابقات المحلية، ما لم يسارع اتحاد الكرة والجهات المعنية باحتواء الخلافات وإقناع الحكام المعتزلين بضرورة العودة إلى الصافرة مع تقديم ضمانات بتوفير العدالة في عملية اختيار الحكام النجوم خلال المواسم المقبلة.
درويش: لقب نجومية التحكيم محسوم للموسم المقبل
أكد الحكم المونديالي المساعد عيسى درويش، أن قرار اعتزاله التحكيم، أخيراً، نهائي ولا رجعة فيه، بعدما تعرض للظلم مع عدد من زملائه الحكام خلال حفل توزيع جوائز الحكام الأفضل في الموسم الكروي المنصرم. وقال لـ«الإمارات اليوم» إنه «يجب على جميع الحكام الاستسلام ورفع الراية البيضاء لكون جائزة أفضل حكم للموسم المقبل 2010/2011 ستكون محسومة مسبقاً لحكام بينهم، نظراً للمعايير الظالمة التي تطبقها لجنة الحكام». وعبر درويش عن حالة الاستياء والغضب، التي تسود في أوساط الحكام الذين أعلن بعضهم الاعتزال والابتعاد، نظراً للأجواء غير الصحية التي تسود جهاز التحكيم، على حد تعبيره. واكد درويش ان مشكلتهم ليست مع بقية زملائهم الحكام وإنما في المعايير التي يتم تطبيقها من قبل لجنة الحكام في عملية الاختيار، وقال «هناك حالة إحباط عام في صفوف عدد كبير من الحكام نظراً لشعورهم بأن جوائز أفضل حكام محسومة من الآن، حتى لو قدموا مستويات تحكيمية متطورة وتفوقوا بشكل مميز، كما حدث في الموسم الكروي المنصرم حيث تألقت نخبة من الحكام وفي النهاية فإن الجوائز ذهبت إلى حكام بعينهم وهذ أمر مؤسف». ويعد عيسى درويش من أبرز الحكام المساعدين الذين مروا على تاريخ التحكيم الإماراتي، الى جانب الحكم المونديالي السابق علي بوجسيم، حيث كان درويش في مونديال المانيا عام ،2006 فضلاً عن كونه حالياً ضمن قائمة الحكام المساعدين النخبة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. دبي ــ الإمارات اليوم عيسى درويش. الإمارات اليوم |
وشددوا على ضرورة إلغاء الجائزة بشكلها الحالي لو كانت ستتسبب في حدوث تفرقة بين الحكام وتضر بسمعة التحكيم الإماراتي، مطالبين بإعادة النظر في المعايير والأسس التي يتم بموجبها اختيار الحكام الأفضل، تجنباً لحالة الإحباط التي تسللت إلى البعض منهم، وخصوصاً الذين قدموا التضحيات في سبيل تعزيز مكانة التحكيم الإماراتي.
وكان عدد من الحكام، في مقدمهم الحكمان الدوليان محمد عمر وعيسى درويش، أعلنوا اعتزالهم تعبيراً عن غضبهم واستياءهم على خلفية ما وصفوه بـ«المعايير الظالمة» في اختيار الحكام نجوم الموسم المنصرم، التي حاز نجوميتها علي حمد (أفضل حكم دولي) وصالح المرزوقي (أفضل حكم دولي مساعد) وحمد الشيخ (أفضل حكم ساحة درجة أولى).
مؤشر خطير
ووصف رئيس مجلس ادارة نادي عجمان السابق المهندس خليفة الجراح ما حدث أخيراً داخل لجنة الحكام، بأنه «مؤشر خطير يدل على وجود مشكلة تحتاج الى حلول موضوعية، محذراً من انه في حال لم يقم اتحاد الكرة باحتواء الأزمة من جذورها فإن الموسم الكروي المقبل سيكون في مهب الريح كون هناك نخبة من اكثر الحكام الدوليين تميزاً اعلنوا اعتزالهم التحكيم، فضلاً عن شعور عدد اخر منهم بنوع من الإحباط نتيجة لشعورهم بعدم الإنصاف».
وأوضح «لا نقلل إطلاقاً من كفاءة علي حمد، لكننا نعتقد أنه لو كانت هذه الجائزة ستوجد أزمة، وتتسبب في حدوث تفرقة بين الحكام فإننا ندعو الى إلغائها».
وأضاف «على لجنة الحكام واتحاد الكرة مراجعة المعايير والأسس التي يتم بموجبها اختيار افضل حكم حتى تكون مبنية على أسس فنية من خلال وجود اشخاص فنيين ومختصين يتولون عملية الاختيار، وفقاً لما تمليه عليه ضمائرهم».
وأشار إلى أنه في حال استمرت الأزمة فإنه لا خيار أمام اتحاد الكرة سوى الاستعانة بحكام اجانب لقيادة مباريات الموسم الكروي المقبل، على الرغم من ان الجميع يدعم الحكم الوطني بقوة».
واختتم «كثير من الأندية تضرر كثيراً من اخطاء التحكيم خلال الموسم الكروي المنصرم، ولكن الكل يساند الحكام المحليين، وإن كان بعضهم يحتاج الى وقت طويل حتى يكتسب الخبرة اللازمة».
شرخ كبير
من جهته، قال مدير فريق كرة القدم في النادي الأهلي حمدون الصغير، ان ما حدث أخيراً من تداعيات في صفوف الحكام تسبب في إحداث شرخ في جهاز التحكيم، مطالباً بالعمل على معالجة المشكلة حتى لا يتفاقم الأمر وتكون له انعكاساته السلبية على التحكيم وعلى المسابقات المختلفة بصورة عامة، نظراً لكون التحكيم يلعب دوراً مؤثر في انجاح اللعبة.
وقال «أي جهة عمل أو مؤسسة تفتقد الاستقرار، فإن ذلك سيؤثر سلباً فيها وفي أفرادها، لذلك من الضروري العمل على حل المشكلة في أسرع وقت ممكن من خلال تدخل مسؤولي اتحاد الكرة، حتى لا يفقد جهاز التحكيم كفاءات مهمة من محمد عمر وعيسى درويش، وغيرهما من الحكام، من خلال اعتزال الصافرة، لشعورهما بأنهما لا يجدان التكريم الذي يليق بما قدماه للتحكيم».
تدخل العقلاء
ورأى مدير فريق كرة القدم حميد يوسف، أن اعتزال عدد من الحكام الدوليين المشهود لهم بالخبرة والكفاءة، يمثل خسارة كبيرة لجهاز التحكيم الإماراتي.
ودعا إلى أهمية حـل الأزمة بين الحـكام وبين لجنة الحـكام بالطريقـة الودية، بعيداً عن التصعيد والعمل على وضع معايير واضحة تكون معروفة لجمـيع الحكـام، ويتم على أساسها أفضل حكم في الموسم من خـلال تقيـيم فني شامـل لأداء الحكم منذ بداية الموسم وحتى نهاياته.
وقال «جميع الحكام الدوليين يستحقون التكريم سواء كان علي حمد او محمد عمر وفريد ومحمد الجنيبي ومحمد عبدالكريم وعيسى درويش وصالح المرزوقي، وكذلك الحكام الصاعدون لكونهم يقومون بدور كبير في اللعبة سواء على المستوى المحلي او الخارجي».
واضاف «في تقديري، المشكلة بسيطة ويمكن حلها في ساعات معدودة في حال تدخل العقلاء، خصوصاً على صعيد اتحاد الكرة برئاسة محمد خلفان الرميثي».
واعتبر حميد أن الأمر لا يستدعي كل هذا التصعيد، وكان يجب حله داخل جهاز التحكيم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news