السماسرة ووكلاء اللاعبين متورطون في الترويج للصفقات الوهمية.

الصـفـقات الوهمية «شغل سماسرة»

تثير الصفقات الوهمية كل موسم كروي جدلاً واسعاً في الساحة الرياضية التي باتت تعج بالشائعات حول انتقالات المدربين واللاعبين المواطنين والأجانب، لاسيما بين أندية دوري المحترفين التي تتسابق لضم أبرز النجوم لتحقيق أهدافها الفنية في الموسم المقبل.

ويرى رياضيون أن ما تشهده الساحة الرياضية حالياً من انتشار شائعات وأخبار غير موثقة حول الصفقات المزعومة لا يخدم كرة القدم الإماراتية أو الوسط الرياضي، وإنما وكلاء اللاعبين والسماسرة، إضافة إلى اللاعبين أنفسهم المستفيدين من تناقل أنباء كثيرة حول صراعات الأندية لنيل خدماتهم، ما يزيد من أسعارهم في سوق اللاعبين.

وشددوا على ضرورة وضع معايير فنية عند قيام أي ناد بالتفاوض مع لاعبين او مدربين جدد، مؤكدين أن غياب الفنيين والمتخصصين في مجالس إدارات الأندية جعلها تلجأ إلى الوكلاء والسماسرة في ملف التعاقدات، الأمر الذي له الكثير من المخاطر خصوصاً أن وكلاء اللاعبين والسماسرة هدفهم الأول الترويج للاعبيهم بعيداً عن حقيقة مستوياتهم الفنية ومدى سلامتهم من الإصابات أو مدى الفائدة التي سيحققها للفريق الذي سيتعاقد معه.

وأشاروا الى ان الأنباء الكثيرة المنتشرة في وسائل الاعلام خلال الوقت الحالي والخاصة بصفقات جديدة تقوم بها الأندية او تنوي إبرامها ما هي إلا دعاية يهدف منها أصحابها إلى رفع أسعار اللاعبين والمدربين، وتحقيق أكبر فائدة لهم، وجعل الأندية تتنافس عليهم، ما يصب في مصلحة اللاعب والمدرب والسمسار، لكنه في الوقت نفسه لا يخدم الكرة الإماراتية والأندية التي بدورها تتعرض كل عام لخسائر مادية كبيرة بسبب فشل الكثير من الصفقات التي تبرمها الأندية.

أسماء رنانة

وتشهد الرياضية والإعلامية الكثير من الصفقات الوهمية لأسماء عالمية كبيرة، حيث تتناقل وسائل الاعلام هذه الاخبار باهتمام كبير، خصوصاً أن الشارع الرياضي مهتم بها ويسعى الى تصديقها رغم علمه بصعوبة الامر، لأنه يجد فيها بريق أمل نحو ناديه وفريقه الذي يشجعه.

ومن بين الأسماء التي قيل إن أندية إماراتية تسعى إلى التعاقد معها في الانتقالات الصيفية الحالية، المدربان البرازيلي زيكو والروماني كوزمن اللذان أنبأت وسائل إعلام بأنهما قادمين لتدريب فريق الأهلي خلال الموسم المقبل.

كما قيل أيضا إن المدرب الاسباني الشهير رفائيل بينتز المدير الفني لفريق ليفربول الانجليزي مهتم بالتعاقد مع اتحاد كرة القدم الإماراتي لتدريب الأبيض في المرحلة المقبلة خلفاً للسلوفيني كاتانيتش، الأمر الذي نفاه المدرب الاسباني وسخر منه خلال تصريحات أخيرة صدرت منه في الصحف الانجليزية.

كما انتشرت شائعات أخرى حول اقتراب ناد كبير من الحصول على خدمات المدرب البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق لفريق الاهلي المصري وصاحب الانجازات الكبيرة معه، واقتراب نادي العين من التعاقد مع المدرب المصري حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب الفراعنة.

وبخصوص اللاعبين الذين ترددت أسماؤهم بكثرة في وسائل الإعلام باقترابهم من التعاقد مع اندية إماراتية اللاعب البرازيلي رونالدينيو نجم فريق ميلان الذي قيل إنه تلقى عروضاً من أندية إماراتية بحجة ان فريقه الايطالي ينوي خفض راتبه.

وكذلك الحال بالنسبة للاعبي ريال مدريد الإسبانيين راؤول غونزاليس وغوتي اللذين ذكر أنهما وافقا على اللعب لأحد الأندية الإماراتية.

كما تناولت وسائل الاعلام أخباراً تشير الى أن أندية إماراتية مهتمة بالتعاقد مع لاعبين عرب مثل المصري شيكابالا ومواطنيه محمد بركات وعماد متعب، والمغربي هشام بوشروان، والليبي طارق التايب. ولم يقتصر الأمر على المدربين واللاعبين الأجانب والعرب بل تعداه إلى أخبار وصفقات مضروبة لا أساس لها حول عدد من اللاعبين المواطنين الذين دارت حولهم الكثير من علامات الاستفهام قياساً إلى المبالغ الخيالية المدفوعة للحصول على خدماتهم.

ويرى الجمهور أن حقهم ضائع في العثور على الحقيقة حول التعاقدات التي يتم تناولها على أنها حقيقة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع، رغم أنه ليس لها أساس من الصحة ولا تمت للمنطق بصلة.

السماسرة والوكلاء

من جانبه، وصف قائد المنتخب الوطني ونادي النصر السابق خالد اسماعيل ما يتردد في الوقت الحالي حول الصفقات الوهمية بأنه «شغل سماسرة».

وقال «السماسرة ووكلاء اللاعبين والمدربين ينشطون كثيراً في الوقت الحالي، ويقومون بترويج الكثير من الأخبار الخاصة بصفقات اللاعبين والمدربين من أجل لفت الأنظار إليهم، ورفع سعرهم ودفع الأندية والفرق إلى التعاقد معهم بأسعار خيالية وبمبالغ لا تتناسب مع حقيقة مستواهم الفني». وطالب خالد اسماعيل الأندية بعدم السير خلف وكلاء اللاعبين والمدربين والسماسرة لأنهم لا يسعون إلى خدمة النادي بل هدفهم مصلحتهم ومصلحة اللاعب بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى.

وتابع «على الأندية ان تشكل لجاناً فنية متخصصة يتمتع أعضاؤها بخبرة فنية ويكونون من الممارسين لكرة القدم حتى تكون لديهم القدرة على اختيار اللاعبين بدقة، ومعرفة ما اذا كان التعاقد معهم في مصلحة الفريق، وألا يعتمدوا على السماسرة ووكلاء اللاعبين الذين لا يشغلهم سوى مصالحهم الخاصة».

وانتقد خالد اسماعيل الأندية التي لا تعتمد على اللجنة الفنية ولا تقدر دورها وأهمية عملها، وقال إن «غياب الرؤية الواضحة لدى الكثير من مجالس إدارات الأندية هو السبب في انتشار ظاهرة السماسرة وسيطرتهم على موسم التعاقدات والانتقالات». وطالب الاندية بالذهاب الى البلد الذي ينتمي اليه اللاعب ورؤيته على الواقع وعدم الحكم على مستواه من خلال أشرطة الفيديو.

الخاسر الأول

وبدوره، قال لاعب المنتخب الوطني السابق والمحلل الفني في قناة الجزيرة الرياضية عبدالرحمن محمد إن «الكرة الإماراتية وتحديداً الأندية هي الخاسر الأول من وراء سيطرة السمسارة على سوق الانتقالات والتعاقدات في الوسط الكروي».

وأضاف «الشائعات الكثيرة المنتشرة في الوسط الرياضي خلال الوقت الحالي يقف وراءها السماسرة ووكلاء اللاعبين، وكذلك بعض اللاعبين الذين يتمتعون بعلاقات طيبة مع الاعلاميين، إذ يقومون بتسريب بعض الاخبار الخاصة بتلقيهم عروضاً كبيرة من اندية مختلفة بهدف رفع أسعارهم ولفت الأنظار اليهم في موسم الانتقالات».

وأشار إلى أن «الرياضة الاماراتية هي المتضرر الوحيد من هوجة شائعات الانتقالات التي نسمع عنها كل يوم، لأن الأندية في اوقات كثيرة تقع في الخطأ وتقوم بتصديق الوكلاء والسماسرة وتتعاقد مع لاعبين ومدربين لا تكون بحاجة قوية إليهم».وتساءل «إذا قمنا بعمل إحصائية حول الصفقات الناجحة والاخرى الفاشلة في دورينا، سنجد ان الصفقات الفاشلة أكبر بكثير من الصفقات الناجحة، والسبب من ذلك في وجهة نظري يعود الى غياب الدور الحقيقي للجان الفنية في الأندية، واعتماد مجالس الإدارات على دور السماسرة والوكلاء فقط».

الأكثر مشاركة