البرازيل وإيران.. دعاية متواضعـة وتذاكر غالية
أكد إداريون ومنسقون إعلاميون أن الحضور الجماهيري لمباراة المنتخبين البرازيلي والإيراني الودية الدولية، التي أقيمت أول من أمس، على استاد مدينة زايد في أبوظبي، لم يرتقِ إلى مستوى الطموح، خصوصاً من جانب «السيليساو» ذي الشعبية الجارفة عالمياً.
ولم يحضر اللقاء التاريخي الأول بين المنتخبين سوى 15 ألف متفرج تقريباً، في حين يتسع الملعب إلى 60 ألف متفرج، ما كشف عن مساحات شاسعة من المدرجات خاوية من المشجعين.
وحمّلوا الشركة المنظمة للمباراة مسؤولية الحضور الجماهيري البسيط لفشلها في الدعاية الكافية للمنتخب البرازيلي قبل حضوره إلى الدولة، وفرض تعتيماً إعلامياً غير مبرر على تحركاته ونشاطه حتى إن وسائل الإعلام المختلفة لم تستطع تغطية أخبار ونشاط «السامبا» بالشكل الذي يشبع رغبات محبي الفريق.
وكان مشجعون قد أعربوا عن استيائهم مما أقدمت عليه الشركة المنظمة، بتحديد أسعار عالية لتذاكر المباراة التي راوحت ما بين 70 و130 درهماً، ما حد من إقبالهم لحضور اللقاء من المدرجات، وخصوصاً المقيمين المفترض أنهم الشريحة المعنية بالترويج الجماهيري للمباراة.
وعلى الرغم من قلة العدد الجماهيري إلا أن المنتخب الإيراني حظي بمؤازرة أفضل من نظيره البرازيلي خلال اللقاء، إذ حضرت الجالية الإيرانية المقيمة في الدولة بأعداد مقبولة لحفظ ماء وجه المنتخب البرازيلي والشركة المنظمة للمباراة التي أخفقت في الترويج والتعاطي مع اللقاء إعلامياً وتسويقياً، بحسب الإعلاميين والمراقبين.
وكانت المباراة قد انتهت بفوز أبناء المدرب البرازيلي ماريو مينيزيس بثلاثية نظيفة سجلها نجم برشلونة داني ألفيس وفتى ميلان الذهبي ألكسندر باتو ومهاجم فياريال نيلمار دا سيلفا.
الشركة المنظمة
وقال طلال سليمان من شركة لايف الناقلة للمباريات، إن «الحضور الجماهيري يعد قليلاً قياساً بسمعة ومكانة المنتخب البرازيلي، ولا يتناسب مع حجمه».
وأضاف «أعتقد أن الجمهور كان يمكن أن يزيد لو أن الشركة المنظمة للمباراة أطلقت دعاية كبيرة ومبكرة قبل حضور منتخب السامبا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار تذاكر الدرجة الثالثة التي تستحوذ على أكبر عدد من جمهور الاستاد، وهؤلاء أغلبهم من المقيمين، ويصعب على الواحد منهم دفع 70 درهماً في تذكرة واحدة ناهيك عن المصروفات الأخرى، خصوصاً إذا كان سيأتي من إمارة بعيدة لمشاهدة المباراة».
الدعاية الإعلامية
وأكد مدير العلاقات العامة باتحاد الكرة أحمد ثاني الدوسري أن «الشركة المنظمة للمباراة كان يجب عليها القيام بدعاية إعلامية أكبر من ذلك قبل المباراة بأسبوع على الأقل، وأعتقد أن حضور الجمهور الإيراني بكثافة إلى حد ما أظهر المدرجات بشكل مقبول، كما لا ننسى ارتفاع أسعار التذاكر للجمهور».
الدرجة الثالثة
من جهته، قال المنسق الإعلامي للجنة المنظمة للمباراة من قبل اتحاد الكرة حمدان الحوسني، إن «الحضور الجماهيري كان قليلاً بالفعل مقارنة بسمعة وتاريخ الفريقين عالمياً وآسيوياً، خصوصاً البرازيل، وكان يمكن زيادته لو أن الشركة المنظمة لم تغالِ في أسعار التذاكر بالنسبة إلى جمهور الدرجة الثالثة الذي يمثل الشريحة الأكبر من محبي منتخب البرازيل، كما ان جمهور الإمارات نفسه لم يحضر بالشكل المتوقع بسبب الدعاية غير الكافية للمباراة، بالإضافة إلى التعتيم الإعلامي غير المبرر على تحركات ونشاط المنتخب البرازيلي منذ قدومه إلى الدولة».
فريد علي: تحكيم مباريات السامبا أسهل من دوري المحترفين منصور السندي ــ دبي أعرب الحكم الدولي فريد علي عن سعادته بإدارة مباراة المنتخبين البرازيلي والإيراني الودية التي أقيمت أول من أمس على استاد مدينة زايد في أبوظبي، وإخراجها إلى بر الأمان، على حد تعبيره. وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن «تحكيم مثل هذه المباريات الدولية الكبيرة يعد بالنسبة إلي أسهل من قيادة أي مباراة في دوري المحترفين المحلي لعدم وجود أية اعتراضات أو احتجاجات من قبل لاعبي المنتخبين على القرارات التحكيمية، والجميع استمتع بفنون نجوم المنتخبين الكبيرين». ووصف فريد المستوى الفني الذي قدمه المنتخبان بالجيد، مؤكداً أن لاعبي الفريقين وخصوصاً البرازيل اشتكوا من ارتفاع درجات الرطوبة خلال المباراة.
وأوضح أن نجوم السامبا تأثروا كثيراً بالطقس، ما حرمهم من تقديم مستواهم الحقيقي، واصفاً الحضور الجماهيري بالجيد، لاسيما الجمهور الإيراني الذي تفاعل مع منتخب بلده رغم ان المباراة تقام خارج أرضه. وقال «كوني كنت حكماً لهذه المباراة، فقد سعدت كثيراً بقيادتها، حيث لم أواجه والطاقم المساعد لي أي مشكلة، كون لاعبي المنتخبين وخصوصاً نجوم البرازيل، يركزون في أداء مهامهم في الملعب دون الانشغال بقرارات الحكم، بعكس ما يحصل عندنا في الدوري المحلي، ولذلك فإنه ومن خلال تجربتي الطويلة بقيادة المباريات الكبيرة مثل أمم آسيا وتصفيات كأس العالم، فإن إدارة هذه المباريات تعد سهلة جداً، كون جميع اللاعبين يتجاوبون مع قرارات الحكم». وأكد فريد علي أنه كان حاسماً ومنصفاً في قراراته، ولم يجامل أياً من لاعبي المنتخب كون قاضي الملعب مطلوب منه دائما تحقيق العدالة وتطبيق القرارات التحكيمية دون أي مجاملة. تصريحات ألفيس: سعيد بالهدف الجميل قال نجم منتخب البرازيل ونادي برشلونة الإسباني داني ألفيس، إنه سعيد للغاية بالهدف الجميل الذي أحرزه في شباك المنتخب الإيراني. وقال إن «منتخبنا كان الأفضل وقدم مباراة طيبة، وأثبت لاعبونا الجدد وجودهم في الظهور الأول لهم مع الفريق». باتو: مانو أعطى شكلاً مختلفاً للبرازيل قال باتو لاعب المنتخب البرازيلي إن المدير الفني مانو أعطى شكلاً مختلفاً للفريق، بعد التجديد الذي أجراه في صفوفه، و«نحن سعداء بالأداء والنتيجة، والمباراة كانت صعبة علينا في البداية، لكن خبرة بعض لاعبينا حسمتها في الوقت المناسب». باقري: المباراة مسك الختام لمشواري أكد كابتن المنتخب الإيراني المعتزل كريم باقري، الذي شارك لدقائق في مباراة البرازيل، أن «هذه المباراة هي مسك الختام لمشواري الطويل مع المنتخب الإيراني، وأشكر اتحاد الكرة الذي أعطاني هذه الفرصة لوداع الفريق في ظل هذه الأجواء الرائعة وأمام أشهر منتخب عالمي، وأشكر زملائي أيضاً والجماهير التي حرصت على وداعي بهذه الصورة الجميلة». نيكونام: لا أفكر في العودة إلى الإمارات قال كابتن المنتخب الإيراني ولاعب نادي أوساسونا الإسباني جواد نيكونام، إنه لايفكر في العودة من جديد إلى الدوري الإماراتي، وهو حالياً سعيد بوجوده في الدوري الإسباني. وعن مباراة المنتخبين الإماراتي والإيراني في بطولة أمم آسيا بالدوحة، بعد أن أوقعتهما القرعة في مجموعة واحدة، قال إنها بلا شك ستكون صعبة، خصوصاً ان الفريقين لهما تاريخ جيد في البطولة، وكلاهما يسعى إلى المنافسة عليها. مانو: نسعى إلى بناء فريق جديد قبل 2014 أكد المدير الفني للمنتخب البرازيلي مانو مينيزيس أنه يسعى إلى «بناء فريق جديد قادر على الفوز بكأس العالم المقبلة في البرازيل، ونحن حريصون في الوقت الحالي على منح الفرصة للوجوه الجديدة لإثبات وجودها، وبالفعل ظهرت بشكل جيد في مباراة إيران، وقبلها في لقاء أميركا، لكن المستوى الحقيقي لهم سيظهر في مباراتي الأرجنتين وفرنسا الوديتين المقبلتين»، وعن منتخب إيران قال مانو، إنه فوجئ بالمستوى الجيد الذي قدمه الفريق، ولديهم تنظيم رائع في خطي الوسط والهجوم، وهو فريق قوي يصعب الفوز عليه بسهولة. مشاهد للذكرى
الجمهور البرازيلي غطى مساحات بسيطة من مدرجات مدينة زايد.
حارس إيران يفشل في التصدي لكرة داني ألفيس المباشرة.
مشجعة إيرانية تعيش أجواء الكرة الحقيقية مع سحرة البرازيل.
تصوير: جوزيف كابيلان وإريك أرازاس |