"النيرازوري" يصطاد "الغربان" بثلاثية نظيفة

إنترميلان يفرض المنطق ويفوز بكأس العالم

لقطات من مراسم تتويج إنتر ميلان بكأس العالم للأندية - تصوير:أسامة أبوغانم

انضم فريق إنترميلان الإيطالي لقائمة أبطال كأس العالم لكرة القدم للأندية، بعد فوزه باللقب، إثر تغلبه على مازيمبي الكونغولي بثلاثة أهداف نظيفة، في المباراة التي جرت، مساء اليوم، على إستاد مدينة زايد الرياضية في نهائي النسخة السابعة من البطولة، التي استضافتها العاصمة أبوظبي.

وانتهى الشوط الأول بتقدم الإنتر بهدفين نظيفين، سجلهما باندييف (13) وصامويل إيتو (17)، وفي الشوط الثاني أضاف جوناثان بيابياني الهدف الثالث (85).

ووضع بطل أوروبا حداً لمغامرات بطل أفريقيا، وأبقى الفريق الإيطالي كأس البطولة في القارة العجوز، لتتفوق على أميركا الجنوبية بواقع 4 بطولات مقابل ثلاثة، فيما اكتفى مازيمبي بشرف التأهل للنهائي للمرة الأولى بتاريخه، والحصول على المركز الثاني.

ولعبت الخبرة دوراً في حسم المباراة لمصلحة "النيرازوري" في مواجهة قوة وانضباط "الغربان"، التي فشلت في التحليق في النهائي.

وأدار المباراة اللقاء طاقم تحكيم ياباني بقيادة يوشي نيشيمورا ومساعدة تورو ساغارا وتوشيوكو ناغي، والحكم الرابع البروفي فيكتور كاريلو.

وأنذر الحكم كل من كالويوتيكا وإيكانجا وبيدي وكاسولولا من مازيمبي، وموتا من إنترميلان.

إيتو أفضل لاعب في البطولة
حصل مهاجم إنتر ميلان الإيطالي، الكاميروني صامويل إيتو، على لقب أفضل لاعب في البطولة، ونال الكرة الذهبية، وجائزة شركة تويوتا الراعية للبطولة، وهي عبارة عن سيارة حديثة من الشركة.

وجاء لاعب مازيمبي كالويوتيكا في المركز الثاني، ونال الكرة الفضية، فيما ذهبت الكرة البرونزية لمصلحة مهاجم انترناسيونالي البرازيلي، الأرجنتيني داليساندرو.

ولم يكتف انترميلان بكأس البطولة، ولكنه حلق بكأس اللعب النظيف في البطولة، والتي تمنح لأقل فريق يحصل على بطاقات ملونة.
 

وتابع المباراة جمهور غفير بلغ عدده 42174 مشجع، وهو الرقم الأعلى في البطولة هذا العام.

المباراة الفنية
لعب الإنتر بطريقته المعهودة 4/3/3 واستعاد خدمات الظهير الأيمن البرازيلي مايكون، العائد من الإصابة، فيما افتقد جهود الهولندي ويسلي شنايدر بسبب الإصابة، ولعب جوليو سيزار في حراسة المرمى، وأمامه مايكون ولوسيو وإيفان كوردوبا وكريستيان تشيفو في الدفاع، والثلاثي موتا وكامبياسو وخافير زانيتي في الوسط، وصامويل إيتو ودييغو ميليتو وغوران باندييف في الهجوم.

وفضل مدرب مازيمبي، السنغالي لامين نداي، الاحتفاظ بلاعب الوسط الزامبي سونزو على مقاعد البدلاء، رغم انتهاء إيقافه، واعتمد على نفس التشكيلة التي حققت الفوز على إنترناسيونالي البرازيلي في نصف النهائي، ولعب بنفس الطريقة، واشرك كيديابا في حراسة المرمى، ونكولوكوتا وكيمواكي وميهايو وكاسولولا في الدفاع، وكاسونجو وبيدي وإيكانجا في الوسط وسنغلوما وكالويوتيكا وكابانجو في الهجوم.

واعتمد الفريق الكونغولي على خطة دفاع المنطقة الصريح، وتضيق المساحات وفرض رقابة لصيقة على مفاتيح لعب الإنتر، والضغط في الثلث الأخير من الملعب، ولعب بتوازن هجومي دفاعي واعتمد على الاختراق من الجانبين عند التحول من الدفاع للهجوم، مركزاً على الناحية اليسرى.

من جانبه، اعتمد الإنتر على خطة هجومية، عن طريق تركيز اللعب على الأطراف، والاعتماد على الكرات العكسية لضرب التكتل الدفاعي للمنافس، مع استغلال سرعة الاختراق من الجانبين والمساندة الفعالة هجومياً، من جانب لاعبي الوسط المدافعين، وانطلاقات ظهيري الجنب، ونوع الإنتر في الاختراق وامتاز بالقدرة على الاستحواذ والسيطرة، بفضل مهارات لاعبيه العالية وتمتعهم بالخبرة الازمة لامتصاص حماسة المنافس.

مشجع يقتحم الملعب
سيطر الحذر على الأداء في البداية لمحاولة قراءة أوراق المنافس، وتوقفت المباراة في الدقيقة الثالثة بعد أن قام مشجع باقتحام الملعب وهو يحمل علماً أحمراً ملوحا به في وجه لاعبي الإنتر، وفسر البعض ذلك على أنه من أنصار ميلان الجار اللدود للإنتر في ميلانو، ومنافسه الدائم على البطولات الإيطالية، وتمكن أفراد الشرطة من القبض على المشجع وإخراجه من الملعب.

تقدم منقطي للإنتر
ومع مرور الوقت شعر مازيمبي أنه بمقدوره مجاراة الإنتر، فاندفع لاعبوه للهجوم وسدد نكولوكوتا كرة قوية فوق العارضة.

وجاء الرد سريعاً من الإنتر، بعد أن فرض الفريق شخصيته على المباراة، ومرر إيتو كرة عميقة إلى باندييف المتحرك داخل منطقة الجزاء، فسيطر الأخير على الكرة وسددها بهدوء على يمين الحارس، ليضع الإنتر في المقدمة بهدف أول (13).

وتواصل تفوق بطل أوروبا، وجاء الدور على إيتو ليحرز هدفه الأول في البطولة، عندما استغل تمريرة زانيتي من اليمين، وحول الكرة قوية داخل المرمى على يمين الحارس كيديابا (17).

وأهدر ميليتو كرة سهلة لتسجيل الهدف الثالث، عندما انفرد من بعد خط الوسط لكنه تباطئ وسدد في قدم الحارس (24).

وهبط الأداء بناء على رغبة الإنتر في التحكم في الكرة، وعدم منح مازيمبي الفرصة للوصول لمرمى جوليو سيزار، ونال إيكانجا بطاقة صفراء لمحاولة التحايل والسقوط داخل منطقة الجزاء، وسبقه زميله كالويوتيكا بالبطاقة الصفراء الأولى بسبب الخشونة الزائدة.

وانفرد ميليتو مجدداً، لكنه سدد في قدم الحارس مرة أخرى لتضيع عليه فرصة هز الشباك (43)، وأضاف الحكم 3 دقائق وقت بدل ضائع، لم تشهد تغيير في النتيجة، لينتهي الشوط بتقدم الإنتر بهدفين نظيفين.

هدف ثالث
اجرى مازيمبي التغيير الأول مع بداية الشوط الثاني، بنزول كاندا بدلاً من كاسونجو، فيما لعب الإنتر بنفس التشكيلة التي بدأ بها المباراة.

ولم يتغير الوضع، وظل الإنتر الأفضل لتقارب خطوطه وتحركات لاعبيه، الذين لجأوا للتمرير القصير ومن لمسة واحدة، لتجنب خشونة مازيمبي وتجميع اللعب مع نقلة سريعة، لخلخلة الدفاع والوصول للمرمى.

وفي المقابل، تخلى مازيمبي عن حذره الدفاعي بشكل نسبي، ولجأ للانتشار العريض في محاولة لإيجاد مساحة للوصول لمرمى الإنتر، لكن دون جدوى نظراً لتماسك الدفاع الإيطالي.

واجرى الإنتر تغييره الأول، بنزول ديان ستانكوفيتش بدلاً من كريستيان تشيفو، وصاحبه تعديل في المراكز داخل الملعب، فعاد زانيتي للعب كظهير أيسر ولعب ستانكوفيتش كمهاجم متأخر مع بانديف وإيتو، خلف رأس الحربة الصريح ميليتو.

وتوغل مايكون في الميمنة ولعب كرة عرضية خطيرة، ابعدها الحارس إلى ركنية، قبل أن تدخل مرماه في الزاوية الضيقة (60).

وواصل ميليتو مسلسل إهدار الفرص السهلة، وسدد برأسه كرة غريبة مرت خارج القائم الأيمن (61).

وحاول ميهايو فك شيفرة الدفاع الإيطالي المحكم، وسدد من بعيد لكن سيزار أمسك الكرة بسهولة (62).

وأضاع سنغلوما فرصة من كرة مرتدة من الحارس سيزار، وتباطئ سامحاً للدفاع الإيطالي بتشتيت الكرة (65).

وتراجع الإنتر للعب بطريقة دفاع المنطقة، واللجوء للهجمات المرتدة السريعة، فظهرت السيطرة كونغولية، بيد أن الخطورة ظلت إيطالية.

وحاول مدرب الإنتر، رافا بينيتيز، منح فريقه جرعة نشاطة وحيوية، فدفع باللاعب النيجيري الشاب، جوناثان بيابياني، بدلاً من ميليتو، وانتقل إيتو للعب كرأس حربة صريح، وخلفه بيابياني، وانتقل باندييف لليسار، وأثمر التغيير صحوة هجومية للفريق الإيطالي.

وأضاع كالويوتيكا فرصة تقليص الفارق، عندما انفرد مستغلاً أول هفوة دفاعية إيطالية، لكنه تباطئ وحاول مراوغة الحارس، فطالت منه الكرة وضاعت الفرصة (75).

وتصدى كيديابا لفرصة إيطالية خطرة نتجت عن هجمة مرتدة سريعة، سدد فيها إيتو الكرة قوية، لكن كيديابا انقذها، ورد عليه سيزار وأنقذ فرصة خطيرة، أثر عرضية كابانجو حولها كالويوتيكا وصدها سيزار وشتتها كوردوبا قبل إيكانجا (79)، وتكرر المشهد بعد دقيقتين ولعب كابانجو عرضية حولها كالويوتيكا برأسه وأمسكها سيزار.

واضاف البديل بيابياني الهدف الثالث لصالح الغنتر، عندما انفرد أثر تمريرة ستانكوفيتش ورواغ الحارس وسجل بهدوء في الدقيقة 85.

ثم خرج موتا ولعب الكيني ماريغا بدلاً منه، فيما دفع مدرب مازيمبي بالمهاجم ندونغا بدلاً من كالويوتيكا غير الموفق.

واحتسب الحكم 3 دقائق وقت بدل ضائع، لم تشهد أي جديد، لينتهي اللقاء بفوز الإنتر العريض بثلاثة أهداف نظيفة، وحصوله على الكأس للمرة الأولى بتاريخه. 

تويتر