أبوظبي تعيد البريق إلى «النيرازوري» بطل مونديال الأندية

«غـربان» الأفـارقة سـقطت بأقــدام المهاجرين السمر

إيتو يحتفل بالنصر وسط فرحة لاعبي الإنتر. تصوير: إريك أرازاس

أعادت العاصمة الإماراتية أبوظبي البريق إلى فريق إنترميلان الإيطالي، حيث حلّق بطل أوروبا بلقب كأس العالم السابعة للأندية التي أسدل عليها الستار، أول من أمس، في مدينة زايد الرياضية، بعد أن اكتسح منافسه مازيمبي الكونغولي بطل إفريقيا (مفاجأة البطولة) بثلاثة أهداف نظيفة، ليفرض المنطق نفسه، وتبقى الكأس في القارة العجوز.

ووضع الإنتر حداً لمغامرات مازيمبي من جمهورية الكونغو، ليسقط «الغربان» بأقدام سمراء من القارة نفسها، حيث لعب الأسد الكاميروني صامويل إيتو دوراً مؤثراً في حسم المباراة النهائية لمصلحة فريقه الإيطالي، ومرر كرة ماكرة إلى زميله المقدوني غوران بانديف ليسجل الهدف الأول، فيما تولى إيتو نفسه مهمة تسجيل الهدف الثاني، وجاء الهدف الثالث بتوقيع أإفريقي عبر النيجيري الشاب جوناثان بيابياني، كما شهدت نهاية المباراة مشاركة الكيني ماكدونالد ماريغا، فيما تابع الغاني سولي مونتاري النصر من مقاعد البدلاء، وهم الرباعي الإفريقي الذي يضمه الفريق الإيطالي ويمثله مجموعة من لاعبي العالم واستحق أن يطلق عليه لقب منتخب العالم. المفارقة أن مشواره في البطولة العالمية لم تشهد مشاركة لاعب إيطالي واحد وهو ديفيد سانتون الذي نزل بديلاً في مباراة سيونغنام الكوري في نصف النهائي، فيما تابع بقية «الطليان» المنافسة من خارج المستطيل الأخضر، وفي مقدمتهم ماركو ماتيراتزي وسيموني بينيدتي والحارسان البديلان لوكا كاستيلاتزي وباولو اورلاندوني.

حضر الإنتر إلى أبوظبي محملاً بهموم ثقيلة وضغوط كبيرة، تمثلت في تواضع نتائج الفريق في الدوري الإيطالي، وابتعاده عن القمة في رحلة الدفاع عن اللقب، وأداء مهتز في دوري أبطال أوروبا، على الرغم من تأهله للدور التالي، وانتقادات لاذعة لمدربه الجديد الإسباني رافائيل بينيتيز الذي تولى المهمة خلفا للبرتغالي جوزيه مورينهو.

لكن بطل القارة العجوز نجح في غسل أحزانه في الخليج العربي، وانضم إلى قائمة العمالقة أبطال كأس العالم، ليضاهي إنجاز جاره اللدود ميلان الذي كان أول فريق يدخل اللقب لأوروبا عام ،2007 وتبعه مانشستر يونايتد الإنجليزي ،2008 وبرشلونة الإسباني .2009

الخبرة والمفاجآت

لعبت الخبرة والمفاجآت دوراً في تتويج الإنتر باللقب، ولم يجد الفريق الإيطالي صعوبة تذكر في ترويض النمر الكوري «سيونغنام» بطل أسيا في لقاء نصف النهائي، وتغلب عليه بثلاثية نظيفة، حملت توقيع ستانكوفيتش وخافيير زانيتي ودييغو ميليتو، وضمن الإنتر مواجهة مريحة في المباراة النهائية، بعد أن تكفل مازيمبي بطل إفريقيا بإزاحة إنترناسيونال البرازيلي في الدور نصف النهائي عندما دخل الفريق الكونغولي التاريخ، كونه أول نادٍ إفريقي يتأهل للنهائي، لكن قلة الخبرة حالت دون مواصلة مغامراته في المباراة النهائية، ولعب خائفاً من اسم بطل أوروبا الكبير ولم يظهر لاعبوه بالتماسك نفسه الذي كانوا عليه في بداية البطولة، وافتقروا إلى التنظيم الدفاعي الجيد، فعرف الإنتر كيف يصل إلى مرمى الحارس كيديابا الذي لم تهتز شباكه إلا في اللقاء الأخير، ومن ثم غابت رقصته الشهيرة «كيدي بواكيه» التي كان ينفذها مع كل هدف يسجله فريقه ومع تحقيق الفوز.

كما لم ينجح دفاع مازيمبي في إيقاف الاختراقات من العمق التي تكفلت بالقضاء على الحلم الإفريقي، ووصل بانديف وسجل، وكرر إيتو المشهد، واختتم بيابياني المهرجان، فيما أهدر ميليتو سيلاً من الإنفرادات الصريحة، لتبقى النتيجة عند ثلاثة أهداف فقط، وعلى الصعيد الهجومي لم يتمكن ثلاثي مازيمبي الخطير، كالويوتوكا وسنغلوما وكابانجو، من هز شباك جوليو سيزار، ليحرز الأخير اللقب بشباك عذراء، وكان التوتر سبباً واضحاً في ارتباك الثلاثي الإفريقي في مواجهة المرمى خلال الفرص التي سنحت لهم.

تهور مازيمبي

تجلت قلة خبرة مازيمبي عندما شعر لاعبوه بأن حكم المباراة الياباني يوشي نيشيمورا غير عادل، ففقدوا أعصابهم، ولجأوا إلى سلاح العنف الذي ظهرت معه البطاقات الملونة، ونال أربعة لاعبين البطاقة الصفراء، فانعكس هذا على أدائهم خشية البطاقة الحمراء، فلم يقدموا العطاء نفسه.

وعلى النقيض منحت الخبرة العريضة الفريق الإيطالي القدرة الكبيرة على تحمل الضغوط، كونه المرشح الأبرز للفوز باللقب قبل أن يحضر، ولم يهتز لخسارة نجمه الهولندي ويسلي شنايدر الذي لعب دقيقة واحدة فقط في نصف النهائي قبل أن يخرج مصاباً، وتعامل لاعبوه بهدوء مع طموحات مازيمبي العالية، وظهرت شخصية البطل في أداء الفريق الإيطالي الذي تعامل مع المباراة بواقعية شديدة، ولم يجار اندفاع المنافس، وامتاز بالثقة وتقارب الخطوط وتنويع اللعب في الاختراقات، فوصل إلى المرمى من أقصر الطرق، وهز الشباك ثلاث مرات، وأهدر ضعفها.

وكشفت أرقام المباراة التفوق الواضح والفاعلية الأكبر لمصلحة إنترميلان الذي بلغت نسبة استحواذه على الكرة 56٪ مقابل 44٪ لمازيمبي، وفيما سدد مازيمبي 16 كرة نحو المرمى، بينها خمس كرات فقط بين القائمين وأسفل العارضة لم تنجح إحداها في هز شباك سيزار، كان الإنتر سدد تسع كرات فقط، بينها ست بين القائمين وأسفل العارضة هزت منها ثلاث شباك كيديابا، وارتكب لاعبو مازيمبي 21 خطأ، مقابل تسعة فقط ضد الإنتر، ونال الفريق الإفريقي أربع بطاقات صفراء، مقابل واحدة فقط للإنتر.

تويتر