وكلاء: لا مانع لدينا مــن إعلان قيمة الصفقات
أكد وكلاء لاعبون أنهم لا يمانعون أبدا من الكشف عن قيمة تعاقدات الأندية مع اللاعبين المحترفين، وقالوا إن سرية العقود ترجع للأندية ذاتها التي تخشى عدم الإعلان عنها لأسباب عدة، فيما أكدوا أن المبررات التي ساقتها الأندية في محاولة وضع غطاء من السرية على قيمة العقود ليست مقنعة، خصوصاً في ما يتعلق بالحسد أو الخوف من الغضب الجماهيري. والتقت «الإمارات اليوم» بعدد من وكلاء اللاعبين المعتمدين في الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ(فيفا) والعاملين في الدولة لشرح موقفهم من قضية غياب الشفافية في تعاقدات اللاعبين.
وقال وكيل اللاعبين عبدالناصر الخاجة: «الإعلان عن قيمة العقود يتم حسب الاتفاق بين الطرفين ولا يوجد في لوائح الاتحاد الدولي ما يمنع كشف القيمة، والأندية تحاول وضع غطاء من السرية عليها لتجنب وجود حساسية بين اللاعبين على الرغم من أن اختلاف قيمة العقود أمر بديهي، لأنه لا يمكن مساواة نجم مؤثر في الفريق بلاعب آخر، فميسي مثلاً يختلف عن بويول في برشلونة، لأنه يحقق الفارق، ومن ثم يزيد سعره على الآخرين».
وتابع الخاجة «بعد ثلاث سنوات من تطبيق الاحتراف مازلنا في مرحلة ما تحت الصفر، لأننا نفتقد عقلية الاحتراف، فعلى سبيل المثال الاتحاد الدولي يقول أن اللاعب المحترف لابد أن تكون لديه درجة علمية لا تقل عن الثانوية العامة، ونحن لدينا لاعبون لا يملكون شهادة ابتدائية، ومع هذا يتقاضون رواتب تزيد على رواتب مهندس أو دكتور، ومن ثم فاللاعب ليست لديه ثقافة احترافية والأمر يحتاج إلى سنوات طويلة لنصل إلى درجة الاحتراف.
وحول خوف البعض من الحسد قال «الأمر في الدول العربية يبدو مختلفاً عن الصورة في الدول الأوروبية، والمسألة ترجع لثقافة اللاعبين، فعدد كبير من اللاعبين ليست لديه ثقافة احترافية رياضية وحتى اقتصادية، فتصبح مشكلته أكبر في التعامل مع الأمور المالية».
وأشار الخاجة إلى نقطة أخرى، تتعلق بالضرائب، فقال «في الدول العربية يحاولون إخفاء قيمة العقود خوفاً من الضرائب، ولكننا في الإمارات لا نعاني من تلك المشكلة، حيث لا توجد ضرائب، ولكن اللاعبين الأجانب الذين يقومون بتحويل أموالهم لبلدانهم يقومون بتحويلها لدول لا تفرض ضرائب عليها».
وتطرق الخاجة للحديث عن الخوف من الغضب الجماهيري قائلا «هذا لا أساس له من الصحة، لأن الجمهور في الأصل غائب عن الأندية، وليس لديه تأثير، فالجمهور هنا مدفوع له للحضور».
واختتم الخاجة تعليقة قائلا «على الصعيد الشخصي ليست لدي أدنى مشكلة في الإعلان عن قيمة العقود، خصوصا أن الإخفاء ليس مجديا في ظل عصر المعلومات، فلا توجد معلومة سرية على الجمهور سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية، ولو أخفت الأندية القيمة فهي تقدم كشوفا وعقودا للجهات المختصة، ومنها اتحاد الكرة، وقد تخرج المعلومة وقتها بسهولة».
من جانبه، قال عادل أحمد العامري إنه لا توجد مشكلة لديه في الإعلان عن قيمة التعاقدات، وإنه لو كانت الأندية تدار كمؤسسة وبعقلية احترافية فلا توجد مشكلة لديها أيضاً، وأوضح «لا مجال للحديث عن الغضب الجماهيري في كشف قيمة التعاقدات، لأن المشجع ليس هو من يحدد سعر اللاعب، فالمسألة مرتبطة بالعرض والطلب، ويفترض أن النادي لا يقدم على خطوة التعاقد مع لاعب بعينه إلا بعد طلب من المدرب طبقاً لحاجته للمركز الذي يريد تدعيمه بهذا اللاعب، ثم تدرس الإدارة إمكانية التعاقد طبقاً لظروف النادي وإمكاناته».
وتابع العامري «كوكيل لاعبين ليست لدي أدنى مشكلة في الإعلان عن قيمة الصفقات التي أبرمها، ولا يوجد أي ضرر بهذا الصدد، ولست مقتنعاً بحكاية الخوف من الضرائب لأن الدولة هنا لا تفرض ضرائب، ومن ثم فاللاعب بمن فيهم الأجانب لا تخصم منهم قيمة الضرائب. وتعجب العامري من حجة السرية بداعي الخوف من الحسد، وقال «هذه أرزاق من عند المولى عز وجل ولا يمكن أن نفكر بهذه الطريقة».
وشدد العامري على أنه من المؤيدين للكشف عن قيمة الصفقات وبشفافية تامة، وقال «يجب أن تتغير عقلية الجميع، ونحن نعيش عالم الاحتراف فليس معقولاً أن يكون سعر الأرجنتيني ليونيل ميسي هو نفسه سعر زميل له في صفوف برشلونة، الموضوع يتعلق بإمكانات وفوارق كبيرة ولا توجد مشكلة في ذلك في كل العالم».
وأشار العامري إلى أن «الجهات الرسمية المسؤولة عن اللعبة سواء اتحاد الكرة أو رابطة المحترفين لديها الكشوف وتعرف قيمة كل لاعب، ومن يريد أن يعرف عليه أن يسأل تلك الجهات وسيعرف الرد بمنتهى البساطة».
وتطرق العامري إلى فكرة تطوير العقلية الاحترافية للأندية، وشرح «كرة القدم باتت تجارة وصناعة وهناك شركات تديرها ولديها نظرة في التعاقدات قد لا تكون الأمور الفنية فقط هي من تحكمها، وعلى سبيل المثال فهناك تعاقدات مثلاً مع لاعبين لهم أسماء كبيرة وتاريخ حافل ومن خلال ذلك يتم اجتذاب الشركات الراعية للنادي وتحقيق مكاسب مالية، وهو ما فعله النادي الأهلي عندما تعاقد مع الإيطالي فابيو كانافارو وبفضله تم تحقيق عقد رعاية من شركة عالمية بقيمة قد تصل لأكثر من قيمة التعاقد مع كانافارو نفسه».
واختتم العامري تعليقه بالحديث عن مشكلة الجمهور، وقال «الجمهور هو الحلقة الأضعف في الاحتراف، والمشجع لا يسهم بأي شكل في زيادة روافد الأندية المالية، فهو يريد كل شيء بالمجان، ولا يدفع قيمة التذاكر للحضور، ولا يكلف نفسه شراء قميص وشعار النادي، والجميع مازال يتعامل بعقلية أنا ابن النادي، ولابد أن تكون لدي بطاقة حضور مجانية في المنصة الرئيسة!».