الشائعات وسيلة لترويج بضائع «اللاعـــبين والمدربين»
يشهد دوري اتصالات للمحترفين بكرة القدم، مع اقتراب خط النهاية، رواجاً كبيراً لشائعات تتعلق بانتقالات اللاعبين والمدربين الأجانب، التي تنشط مع ختام الموسم الجاري وقبل انطلاق الموسم المقبل، إذ يلاحظ الجمهور زخماً في كمية الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة عن تنقلات اللاعبين والمدربين، لكن في النهاية لا يصدق منها إلا الشيء القليل.
ويعتقد رياضيون أن هذه الشائعات أهدافها مبطنة وليست حقيقية، وتسعى للترويج لهؤلاء اللاعبين والمدربين عبر رفع أسعارهم أو تمهيد طريقهم في الانضمان للنادي الذي يرغبون فيه، وغالباً ما تلجأ اليها الأندية أو السماسرة أو اللاعبون والمدربون أنفسهم، وفي أوقات أخرى تكون هذه الأطراف الضحية، لكن في النهاية يصعب التفريق بين الأخبار التي تتعلق بهذه الموضوعات إن كانت حقيقية أو شائعات.
أخبار مخطط لها
أكد مدير فريق الشارقة السابق علي ثاني، أن ظاهرة الشائعات أصبحت واقعاً نعيشه، ليس في هذا التوقيت فقط من كل عام، ولكن عبر فصول الموسم الكروي، وقال «من يروج تلك الشائعات أشخاص معروفون في هذا المجال، يحاولون ترويج بضاعتهم عبر اتفاق مسبق مع المدربين واللاعبين، من أجل الحصول على مكاسب مالية إضافية».
وأضاف «للأسف هناك إدارات غبية، تقع في هذا المخطط بكل سهولة، وتفتح خزائنها أمام هؤلاء المرتزقة، وتستجيب لكل مطالبهم، بعدما وقعت في الفخ الذي رسم لها».
وأكمل «أعرف أن هناك مدربين يقومون عبر منسقين إعلاميين لهم في الخارج بالترويج في الصحف والمواقع العالمية عن تلقيهم عروضاً من أندية في أوروبا، من أجل الإيحاء لأنديتنا بالتمسك بهم، وللأسف مخططاتهم تنجح بامتياز».
المواطنون يتراجعون في سوق الشائعات تقل وطأة الشائعات داخل نادي الوصل، الذي أعلن قبل ساعات قليلة التعاقد مع اللاعب التشيلي ايدسون بوش، بديلاً للبرازيلي أوليفيرا، الذي تم الاعلان رسمياً الاستغناء عن خدماته في نهاية الموسم، بعد تراجع مستواه بصورة كبيرة في الفترة الاخيرة. ويعد المدربان البرازيليان في دبي واتحاد كلباء، فييرا، وخوسيه دوس سانتوس، من أكثر الاسماء في الدوري الاماراتي التي رجحت بعض التقارير انتقالها للعمل في أندية أخرى داخل الدولة. وتلقى فييرا أكثر من عرض من أندية، الوصل، وبني ياس، والاهلي، لتدريب فرقها، إذ أعلن مدرب كلباء رسمياً عن تلقيه عروضاً من تلك الاندية، بيد أنأ عدم حسمه تلك العروض ادخله في دائرة الشائعات. ولم يسلم نادي الشارقة، هو الآخر من الشائعات، إذ كان البرازيلي مارسينهو، باعث اهتمام الصحف في الفترة الاخيرة، بعدما أكدت تقارير اعلامية انتقاله إلى نادي الوصل، ما أثار أزمة غير معلنة بين الناديين في الفترة الأخيرة. ولايزال موقف البرتغالي مانويل كاجودا عالقاً بين البقاء داخل قلعة الملك أو الانتقال، بعدما تردد أنه في طريقه لترك النادي، والتعاقد مع أحد الاندية الرومانية التي طلبت الحصول على خدماته. وتختلف الصورة بالنسبة للاعبين المواطنين، إذ انحصرت شائعات الانتقالات بينهم بنسبة قليلة للغاية، ويبرز المدافع الدولي للشباب وليد عباس، في مقدمة اللاعبين المواطنين الذين دار حولهم الكثير من اللغط للانتقال إلى النادي الاهلي، الذي ابدى اهتماماً كبيراً بالتعاقد مع اللاعب، ممارساً ضغوطاً على كل المستويات من أجل الحصول على خدماته. وربطت بعض التقارير بين مهاجم الشباب محمد ناصر، ونادي الوصل، حيث تردد في بعض الاوقات أن اللاعب وقع لقلعة الفهود، وبالطريقة نفسها أحاطت الشائعات بمدافعي الوحدة، بشير سعيد، وفهد مسعود، اللذين ربطت التقارير بينهما وبين أندية في دبي، أبرزها الوصل. ويتردد اسم الحارس الدولي ماجد ناصر، بين الحين والآخر، بعدما أعلن اللاعب رغبته في الرحيل، ما ربط بينه وبين نادي العين الساعي لاستقطابه إلى قلعة الزعيم. |
وأضاف «أصبح الواقع يرثى له، ففي السابق كنا نستقدم أسماء كبيرة في عالم التدريب، مثل زاغالو، وكارلوس البرتو وبيريرا، وغيرهم من الاسماء المعرفة، والآن بعد أن طبقنا الاحتراف غيرنا القاعدة، وأصبحنا نجلب مدربين غير معروفين، يصطحبون زوجاتهم وأولادهم وعائلاتهم، وبدت المدرجات تمتلئ بأعداد غير قليلة منهم، ولم يتبق إلا أن نجلب لهم سائقين من بلادهم».
وشدد علي ثاني، على أن هناك مسؤولين في الاندية يستفيدون من عمليات التبديل التي تحدث على مستوى الاجانب، سواء من المدربين أو اللاعبين، وقال «من المؤكد أن هناك إداريين يتلقون عمولات من مسألة انتدابات المدربين، فليس هناك تفسير لقيام تسعة أندية بتغيير 25 مدرباً، خلال 17 جولة فقط، إلا إذا كانت هناك مصلحة عائدة عليهم من كل هذه التغييرات، فليس من المعقول أن كل الأندية ستحصد لقب الدوري لتجري كل هذه التغيرات».
استغلال الإعلام
قال وكيل اللاعبين جاسم السيد، إن إطلاق الشائعات في هذه المرحلة من نهاية كل موسم، هدفها الأول الترويج والتسويق عبر اتخاذ وسائل الإعلام وسيلة أساسية لتحقيق هذه الأهداف.
وأضاف «ليس كل ما يتردد حول انتقالات المدربين واللاعبين الأجانب حقيقة، فهناك محاولات تقوم بها الأندية، وكذلك الوكلاء، من أجل التسويق لهم بعروض وهمية لتحقيق منافع لهم».
وأضاف «من خلال تجاربي، هناك بعض الأندية ليس لها علاقات جيدة مع الوكلاء العالميين، فتقوم باستغلال بعض وسائل الإعلام للحديث عن عروض وهمية لمدربيها أو لاعبيها، بهدف الترويج لهم أو رفع سعر المقابل المادي للاستغناء عنهم».
الشائعات تزعج المواطنين
أكد مدافع الشباب وليد عباس، أنه لم يتلق أي اتصالات رسمية من أي نادٍ في الدولة، بما فيها النادي الاهلي، لطلب اللعب له، مؤكداً تمسكه بناديه الحالي الشباب، المرتبط معه بعقد يمتد حتى .2013
وقال عباس «أنا أتابع ما تكتبه بعض وسائل الإعلام عن انتقالي إلى الأهلي، فأنا لا أهتم بمثل هذه الامور، ولا أشغل بالي بها، وليس لي علاقة بها من قريب أو بعيد».
وتابع «اللاعبون المواطنون تحديداً تزعجهم الشائعات، خصوصاً ما يتعلق بانتقالاتهم إلى أندية أخرى، خوفاً من غضب جماهيرهم، لانهم ارتبطوا بهم فترات طويلة، ويعلمون جيداً أن تلك الجماهير ترفض رحيلهم، مهما كانت الأسباب».
شخصيات طالتها الشائعات
يبدو مدرب الجزيرة البرازيلي أبل براغا، أكثر الشخصيات التي تحاصرها الشائعات بين الحين والآخر، وتتعلق بالبقاء داخل قلعة الجزيرة، أو العودة إلى البرازيل للتدريب هناك، أو الانتقال إلى قطر أو السعودية، بعدما تلقى أكثر من عرض جاد لتدريب الفرق الشهيرة في الدولتين.
وما يزيد من تناثر الشائعاتأ حول براغا، عدم قيام إدارة النادي الجزراوي حتى الآن بتجديد عقد المدرب، على الرغم من تأكيدات نادي العاصمة بأنهم يرفضون التفريط في المدرب الذي نجح في حصد كأس رئيس الدولة، وفي طريقه لنيل لقب الدوري للمرة الاولى في تاريخ النادي.
ولم يسلم نادي الوحدة من الشائعات، إذ لايزال الغموض يحيط بالمدرب النمساوي جوزيف هيكسبيرغر، الذي لم يحقق طموحات إدارة وجماهير النادي، بعدما خرج العنابي هذا الموسم خال الوفاض من المسابقات المحلية والخارجية، واكتفى بالوصول إلى الدور النهائي لكأس رئيس الدولة، قبل أن يخسر من الجزيرة برباعية نظيفة. وطالت الشائعات كذلك الثنائي البرازيلي، ماغراو وهوغو، اللذين أثيرت حولهما الكثير من الشكوك حول البقاء داخل قلعة العنابي، لرغبة إدارة النادي في استقدام لاعبين مميزين، للعودة إلى المنافسة على البطولات المحلية في الموسم المقبل. ورغم أن إدارة نادي بني ياس حسمت أمرها مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي بإقالته، والتعاقد مع المدرب الوطني مهدي علي، حتى نهاية الموسم، إلا أن بعض التقارير الاعلامية، أكدت قرب رحيل قائد المنتخب العماني فوزي بشير، عن قلعة السماوي، وانتقاله إلى أحد الأندية القطرية، بيد أن اللاعب أكد في أكثر من مناسبة أنه لا يفكر في الرحيل، وأنه سيبقى مع بني ياس في الموسم المقبل.
هاشيك مع الأهلي
يكثر الحديث داخل قلعة النادي الأهلي خلال هذه الايام عن المدرب الجديد، الذي سيتولى قيادة الفرسان الحمر في الموسم المقبل.
ويعد التشيكي ايفان هاشيك، من أبرز الاسماء المطروحة على الساحة لتولي المسؤولية، إذ سبقته أسماء عدة لتولي هذا المنصب، أبرزها الايطالي زولا، حيث أكدت بعض الصحف الايطالية أنه في طريقه إلى تدريب الاهلي الاماراتي.
وعلى الرغم من استقرار أوضاع اللاعب الايطالي الشهير فابيو كانفارو، وعدم وجود أي تلميحات بشأن مستقبل اللاعب مع النادي الاهلي، إلا أن العرض الذي قدمه أخيراً اليوفينتوس للاعب لتولي أحد المناصب الادارية داخل النادي الايطالي، فتح باب الشائعات حول اللاعب في الفترة المقبلة.
وتقف الشائعات بالمرصاد في وجه نادي الشباب المعروف باستقراره الفني والاداري بين أندية الدولة، إلا أن تباطؤ الادارة في تمديد عقود المدرب البرازيلي باولو بوناميغو، ومواطنيه سياو، وخوليو سيزار، دفع بالبعض للتباين في وجهات النظر حول أجانب الشباب، إذ تتردد بقوة رغبة النادي في الاستغناء عن سيزار، والابقاء على بوناميغو وسياو، ولكن خطوات جادة في هذا الامر لم يتم اتخاذها بشكل رسمي.
وانتقلت حمى الشائعات إلى قلعة العميد، رغم مساعي إدارة النادي لفرض المزيد من الاستقرار على الطاقم الفني، بتمديد عقد الايطالي والتر زينغا، وابقائه على رأس القيادة الفنية للفريق الاول لكرة القدم، بيد أنأ الغيني إسماعيل بانغورا لم يسلم من الشائعات، اذ أكدت بعض التقارير تلقيه عروضاً من أوروبا، وتحديداً من فرنسا للانتقال إلى أحد أنديتها.