مارادونا يسحر العالم حتى في المنطقة الفنية بانفعالاته وجاذبيته أ.ف.ب

استراحة ريـاضـية

فاجأ الوصل أنصاره والعالم أجمع بتعاقده مع الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي كان لاعبو الدولة يحلمون في وقت مضى بمصافحته والتقاط صور تذكارية برفقته، لا سيما أنه الفتى المعجزة الذي لن يتكرر في عالم الساحرة المستديرة، فكيف عندما يستلم «القصير المكير» مهامه التدريبية في دبي ويدرب الإمبراطور على فنون الكرة اعتباراً من الموسم المقبل؟

ظهور مارادونا في الملاعب الإماراتية لن يخدم الوصل فحسب، وإنما كرة الإمارات عموماً، على الرغم من الشكوك التي تحوم في الأفق بعدم قدرته على إدارة مؤسسة كروية وخلق منظومة فنية ناجحة في زعبيل لأنه لاعب أسطوري وليس بالضرورة أن يكون مدرباً خارقاً!

على الجمهور أن يعي أن وجود مارادونا في المنطقة الفنية الوصلاوية له إيجابيات إعلامية واستثمارية، ولكن في الوقت نفسه يجب عدم إغفال السلبيات الفنية التي قد يتضرر منها الفريق على المدى البعيد.

وإذا بدأنا بالإيجابيات، نجد أن «الصفقة المارادونية» ستجعل من الوصل اسماً متداولاً في الصحف ووسائل الإعلام العالمية التي ستركز الأضواء على فريق مارادونا ونتائجه وآخر أخباره في المباريات الرسمية وحتى الودية! وسيصبح النادي مقصداً لأبرز اللاعبين المحترفين الأجانب والمواطنين، الذين لن يترددوا في قبول العقود الصفراء حتى إذا دفعهم ذلك لتقديم التنازلات، فاللعب تحت قيادة مارادونا يعد فرصة العمر لأي لاعب.

وبالطبع سينعكس وجود مارادونا على لاعبي الوصل من الناحية النفسية، الأمر الذي يدفعهم لتقديم عصارة خبراتهم وأقصى طاقاتهم بعيداً عن المزاجية كون هدفهم الأساس إرضاء معلمهم وملهمهم، وسماع الإشادة من أفضل لاعب مرّ على الملاعب العالمية.

ولا ننسى رابطة المحترفين الإماراتية التي ستكون الأكثر سعادة بالتعاقد مع مارادونا، خصوصاً أن الجماهير ستتدفق من مختلف الإمارات ودول الخليج والقارة الآسيوية لرؤية الأسطورة، ما يضيف إلى حساب الوصل قاعدة جماهيرية جارفة هدفها مساندة «عيال مارادونا»، وإن كان الجمهور سيحضر إلى المباريات لمتابعة دييغو ورصد انفعالاته وتعابيره السعيدة والمحزنة، التي غالباً ما تخطف عدسات المصورين من المستطيل الأخضر وتتركز مكان وقوفه.

أما حسابات المال والتسويق، فحدّث ولا حرج، لأن شركات عالمية بدأت بالفعل مفاوضات مع نادي الوصل لإبرام اتفاقات رعاية وشراكة تجارية من شأنها أن تجلب إيرادات مالية ضخمة للطرفين.

وفي الجانب المرّ من الصفقة، نلمس خيبة فنية في «مارادونا المدرب» الذي لم ينجح في تجربته التدريبية الأولى والوحيدة مع منتخب بلاده في مونديال جنوب إفريقيا العام الماضي، على الرغم من امتلاكه أفضل الأسلحة، يتقدمها خليفته ليونيل ميسي، إذ لم تظهر لمساته على المنتخب خلال المباريات التي خاضها حتى موعد الوداع الأليم أمام الماكينات الألمانية برباعية نظيفة في دور الثمانية.

وإذا كان مارادونا يتسم بصفات تثير الإعجاب، فإنه في الوقت نفسه يتصف بالمزاجية ـ كما ذكرت صحف أجنبية لدى وصول نبأ الصفقة إليها ـ محذرة من أن المدرب قد يعود في قراره بأي لحظة ما لم يشترط العقد شرطاً جزائياً ضخماً.

ويبرز على السطح تصريح سابق للأسطورة البرازيلي بيليه، قال فيه إن «مارادونا ليس مدرباً، وعلى الرغم مما حدث له في حياته فمازال هناك أشخاص يتعاقدون للعمل معه. ولو كانوا أكثر وعياً لما تعاملوا معه، لقد كان لاعباً عظيماً ولكنه مثال سلبي للشباب»، في إشارة للسنوات التي أمضاها الأرجنتيني يتعاطى الكحول والمواد المخدرة، التي كادت تقضي على حياته لولا خروجه من الأزمة النفسية والصحية التي ألمت به.

وهنا نتساءل: هل سيكون رد مارادونا في الملعب على بيليه والمنتقدين ويحقق نجاحاً تدريبياً مع الامبراطور؟ كيف سيتعامل مع الوصل من الناحية الفنية وفترة التعاقدات مع المحترفين؟ وماذا عن المزاجية والمشاكسات والتصريحات المثيرة ضد الحكام المتوقع أن يصدرها بين الحين والآخر في المؤتمرات الصحافية قبل وبعد المباريات؟ أعتقد أن مارادونا ـ بعيداً عن عالم التكتيك والتكنيك ـ سيضفي أجواء حية كنا نفتقدها في دورينا منذ سنوات، ونتمنى أن يرفع وجوده من وتيرة المنافسة والإمكانات الفنية والمهارية للاعبين والمسابقة التي أخذت بالتراجع في السنوات الأخيرة حتى أصبح الدوري هزيلاً جماهيرياً وفنياً، كيف لا؟ وقد حسمه الجزيرة قبل ثلاث جولات وهذا ما لم نشهده في المواسم الماضية التي كانت مشتعلة حتى الزفير الأخير.

حتى النظرات محسوبة على بيكهام

يبدو أن علاقة لاعب لوس أنجلوس غالاكسي، الإنجليزي ديفيد بيكهام، مع وسائل الإعلام الأميركية، آخذة بالتراجع بعدما تناولت الأخيرة تقارير أساءت لسمعة النجم الكبير أمام جمهوره، الأمر الذي دفعه لإعلان الحرب عليها باللجوء إلى القضاء. وأبرزت صحف ومجلات أميركية عناوين مثيرة أثارت حفيظة بيكهام أهمها: «ديفيد بيكهام ممنوع من النظر إلى الحسناوات»، في إشارة إلى تجنبه الالتفات لفتيات فرق التشجيع الخاصة بمؤازرة الأندية داخل صالات كرة السلة الأميركية «إن بي إيه» خوفاً من جلوسه على مقعد الاتهام في المنزل! واكتشف الصحافيون والإعلاميون الأميركيون أن بيكهام لا ينظر بتاتاً للفتيات أثناء متابعة مباريات السلة عندما يكون برفقة زوجته المغنية ومصممة الأزياء فيكتوريا، على الرغم من لباسهن المثير، واستنتجوا أن علاقة الزوجين اهتزت لاسيما بعد الفضيحة التي هزت بيتهما أخيراً، ما يجبر بيكهام على ترطيب الأجواء بالابتعاد عن النظرات المتسللة.

وكانت صحيفة «إن تاتش ويكلي» قد اتهمت بيكهام بإقامة علاقة جنسية مع بائعة الهوى البوسنية إيرما نيسي، مقابل مبلغ مالي كبير، ما شوه صورة اللاعب داخل قفصه الذهبي وبين جماهيره، قبل أن يسارع لنفي الخبر ورفع دعوى قضائية ضد الصحيفة مطالباً بتعويض قدره 15 مليون دولار. اللاعبون لا يسلمون من شر الأضواء، حتى النظرات محسوبة عليهم، فكيف لو كان أحدهم بجاذبية ووسامة بيكهام؟ أعتقد أن الرقابة اللصيقة التي تفرضها عليه زوجته فيكتوريا كفيلة بإبعاده عن مرمى الفتيات!

 دياكيه بطل الدوري

لاشك في أن فوز الجزيرة بلقب دوري المحترفين في الموسم الحالي، كان وراءه جنود أوفياء ابتداءً من اللاعبين مروراً بالجهازين الفني والإداري وانتهاء بالجمهور، غير أن البطل الحقيقي باعتقادي كان على الأرض يقاتل من أجل الانتصارات، فكان وجوده في غاية الأهمية والتأثير، ألا وهو مهندس الألعاب ابراهيم دياكيه الذي سحر المشجعين بفنه وأطفأ نار الشوق في قلوب الجزراوية التي ظلت تدق 38 عاماً على أمل فرحة تاريخية. دياكيه الذي يحتل المركز الثالث على لائحة ترتيب الهدافين برصيد 12 هدفاً لعب دوراً جوهرياً في قيادة العنكبوت، واتسم أداؤه بالثبات والقوة، ويستحق أن يكون صاحب الحذاء الذهبي في الموسم الحالي.

على الطاير..

** مدرب اتحاد كلباء، البرازيلي جورفان فييرا.. ربما تنجح بمهمتك في تثبيت أقدام النمور في دوري المحترفين موسماً جديداً، خصوصاً بعد اللمسات التكتيكية التي وضعتها على شكل الفريق وغيرت كلياً في إيقاعه الفني حتى بات مرعباً لخصومه، وبعد الفوز على الشباب بالجولة ،18 تبقى أمامك أربع مباريات أمام الجزيرة والعين ودبي والنصر على التوالي، وعندها سيتحدد مصير الاتحاد من البقاء، ولكن الأكيد أنك باقٍ في دورينا لتقود أندية تسابقت على خطب ودك في الفترة الماضية بعد رحلة التألق في كلباء.

** لاعب النصر حميد عبدالله.. خطفت الأنظار في مباراة فريقك مع الأهلي ضمن الجولة 18 لدوري المحترفين، بفضل أدائك المنضبط في خط الوسط وتحركاتك الواثقة التي توجتها بهدف على طريقة المدفعجي الهولندي رونالد كومن من كرة تهادت أمامك وقذفتها صاروخية تفجرت في شباك الأهلي، بالتأكيد هدف سيبقى محفوراً في ذاكرتك، ونأمل أن يكون حافزاً لك من أجل بذل مزيد من الجهد والمثابرة للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني.

** حارس مرمى الشارقة محمود الماس.. تهجمك العنيف على الحكم المساعد فاضل جاسم، خلال مباراة الوحدة بدوري المحترفين، لم يكن لائقاً، فضبط النفس واجب حتى وإن كان قضاة الملاعب مخطئين، ولا شك في أنك لمت نفسك على التصرف المشين لأنه ليس مرآة لما في داخلك، فالصورة المعروفة عنك ناصعة البياض، نرجو ألا تشوهها بسلوك لا إرادي! كما نتمنى أن يسامحك جمهور الملك لاسيما أن طردك من الملعب كان السبب الرئيس لخسارته أمام الوحدة بنتيجة فضائحية «6-1».

 صفحة رياضية متنوّعة تتناول التعليق على الألعاب كافة برأي متواضع لا نسعى إلى فرضه، بل إلى لفت الانتباه إليه.. ويمكن مشاركة القراء فيها وتوجيه الرسائل إلى من يرغبون على البريد الإلكتروني:

sports@emaratalyoum.com

 

الأكثر مشاركة