استراحة ريـاضـية
نيران صديقة تصرّ على استهداف الأبيض
ليت المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني أمس، أمام مضيفه الكوري الجنوبي، في الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2014، تجسد في بداية المشوار أمام الكويت أو لبنان في الجولتين الماضيتين اللتين خسرهما 2-3 و1-3 على التوالي، لكان الأبيض في صلب المنافسة والرؤوس مرفوعة على أقل تقدير.
الأبيض فاجأ النمر الكوري بهجمات وتسديدات وفرص وكان له شكل وصورة في الملعب، على العكس تماماً من مواجهتي الكويت ولبنان اللتين شحبت فيهما الوجوه بسبب المدرب السلوفيني «المقال» ستريشكو كاتانيتش وتأثيره السلبي في اللاعبين، وكاد أبناء المدرب المواطن «الجديد» عبدالله المسفر يخرجون بنتيجة إيجابية من سيؤول لولا خبرة الكوريين واستعدادهم لاستغلال أنصاف الفرص فخرج الأبيض خاسراً 1-.2
وبعيداً عن الحسرة والألم والندم، نستطيع القول إن الأداء القتالي عاد متأخراً للاعبي الأبيض خلال التصفيات، إلا أن المشكلة الحقيقية مازالت تكمن في الأخطاء الدفاعية القاتلة التي كلفتهم خسارة ثالثة، فلعنة «النيران الصديقة» تصر على استهداف مرمى المنتخب في وقت طلب فيه الأبيض الحياة، ولو بنقطة أمل تخرجه من الحالة الحرجة التي يعيشها.
أما النبأ الأسوأ فوصل من بيروت إثر تعادل المنتخبين اللبناني والكويتي 2-2 وهي النتيجة التي كان يتمناها الأبيض شرط تحقيقه التعادل مع الشمشون على أقل تقدير، لكي يحتفظ بأمل المنافسة على بطاقتي التأهل للدور الحاسم من التصفيات غير أن الحظ العاثر للمدافع حمدان الكمالي، ورأسيته «الغريبة» تسببت في هز شباك الحارس ماجد ناصر.
المشكلة الدفاعية ليست جديدة على المنتخب، فمنذ نهائيات كأس آسيا «الدوحة 2011» ومدافعونا يقدمون الهدايا المجانية للخصوم، وتكررت السقطات الدفاعية في تصفيات المونديال عبر يوسف جابر وحمدان الكمالي في الجولات الثلاث الأخيرة، الأمر الذي يضع الجهاز الفني في دائرة المسؤولية لعدم إيجاد حلول ناجعة تحمي الشباك من المدافعين قبل مهاجمي الخصم. ولا شك في أن الكمالي مدافع جيد، لكن أخطاءه وزملاءه المدافعين تستوجب وقفة فنية، وأعتقد أن المنتخب يفتقد إلى المدافع القائد، الذي يمتلك الرؤية والخبرة وعنصر التوجيه داخل الملعب.
الأبيض توفر له دعم مالي غير محدود، ومعسكرات يتمناها أي منتخب عربي، وكانت الترشيحات تصب في مصلحته لحجز إحدى بطاقتي التأهل، لكنه أهدر فرصة تكرار إنجاز لاعب القرن عدنان الطلياني ورفاق الزمن الغابر، لذلك سيبقى المونديال حلماً لحين ظهور طلياني جديد!
حالك يسوء يا مارادونا
من شاهد الوجه الكئيب للأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا بعد خسارة فريقه الوصل أمام دبي بخمسة أهداف نظيفة في كأس اتصالات لكرة القدم السبت الماضي، يدرك حجم المأساة التي ألمت به خصوصاً بعد ردة فعل الصحف العالمية وعناوينها الجارحة لأعظم لاعب مر على التاريخ.
يبدو أن العالم بأسره لا يمكنه تخيل مارادونا «مغموراً» في عالم التدريب ويصر على اعتباره رمزاً للانتصارات حتى ذهب البعض للقول: «مارادونا ممنوع من الخسارة أو الخروج من الملعب مطأطأ الرأس»، انطلاقاً من تاريخه لاعباً ساحراً قلما تلطخ سجله بالهزائم! مارادونا خسر مواجهته مع فريق صاعد حديثاً إلى دوري الهواة وهذا ما ضاعف هول الخسارة ومنح وسائل الإعلام فرصة التشفي به، خصوصاً بعد تصريحاته الواثقة في كل مؤتمر صحافي، إذ قال إنه «سيحرز للوصل كل الألقاب ولن يخسر مع الفريق حتى في المباريات الودية، لأنه اعتاد على الانتصارات في زمنه الغابر». ولكن الأسطورة تلقى الضربة الموجعة من دبي بنتيجة لم يتوقعها أشد المتشائمين تجاه القميص الأصفر، وهنا نتساءل: ما الذي حل بالوصل في تلك المباراة المشؤومة التي أبكت «الجمهور الأوروبي»؟ ومن يتحمل الهزيمة؟ أعتقد أن ربان السفينة «مارادونا» يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، خصوصاً بعد تخليه قبل أيام من المباراة عن خدمات المدافع العماني الدولي محمد الشيبة لعدم اقتناعه بمستواه، إذ يعتقد أن الفريق بحاجة للاعب آسيوي مهاجم والدفاع لا غبار عليه! ولكن ثبت العكس، فقد كشفت المباراة الأخيرة أن المشكلة الأساسية في الفريق تكمن في العمق الدفاعي وليس الهجومي، لأن الإمبراطور أحرز ثمانية أهداف في أربع مباريات ضمن كأس اتصالات. يذكر أنها ثاني أقسى خسارة لمارادونا مدرباً بعدما كان قد سقط مع منتخب الأرجنتين أمام بوليفيا 1-6 في لاباز عام 2009 ضمن تصفيات مونديال جنوب إفريقيا ،2010 لذا أعد حساباتك يا مارادونا فحالتك تسوء، ومباراتك الأولى في الدوري السبت المقبل، وإذا أردت اللقب ففكر به من الآن لأن الموسم الحالي «مختلف» بكل المقاييس.
حظ أوفر لحراس المرمى.. «جابولاني» أسرع في الطريق
أقولها بأسف، حظاً أوفر لحراس المرمى في التقاط الكرة التي ستلعب بها مباريات بطولة أمم أوروبا ،2012 لأنهم سيكونون على موعد مع «كرة قدم سريعة.. ذات مسارات غير متوقعة»، وتفوق في سرعتها كرة جابولاني الشهيرة التي قضت مضاجع حراس مونديال جنوب إفريقيا 2010 لصعوبة التقاطها!
وفاجأ الرئيس التنفيذي لشركة أديداس الألمانية العالم بإعلانه عن إطلاق كرة القدم الجديدة التي ستستخدم في بطولة بولندا وأوكرانيا، إذ تتحرك بشكل أسرع من جابولاني، ما يثير الشكوك في إمكانية أن يحتفظ حارس ما بشباكه نظيفة حتى لو كان الإسباني إيكر كاسياس أو الإيطالي جانلويجي بوفون أو الألماني مانويل نوير!
يذكر أن الشركة اعترفت بمشكلة جابولاني، مؤكدة أنها لم تتعامل بالشكل المطلوب مع صناعتها، خصوصاً في ما يتعلق بارتفاع ملاعب جنوب إفريقيا عن مستوى سطح البحر، إذ تؤثر جغرافية المكان في حركة الكرة وسرعتها.
على الطاير
** السباح البطل محمد الغافري.. قاد السباحة الإماراتية لتتويج تاريخي في بطولة العالم للسباحة عندما حقق الميدالية البرونزية اليتيمة في سباق 50 متر ظهر، ليفرح ويفرحنا معه لكنه آلمنا لدى نزوله عن منصة التتويج وكشفه للمعاناة التي يتعرض لها من أجل التدريب، إذ يخضع لتمارين في مسابح مكشوفة أو في حوض مدرسة ذي مقاسات غير قانونية، وعندما يتم دعوته لمعسكر المنتخب يضطر للسفر من العين إلى دبي أو أبوظبي بحثاً عن حصة تدريبية! أوجدوا حلولاً للبطل!
** مهاجم الجزيرة، البرازيلي جادير باري.. يبدو أنه فقد الكثير من مستواه الفني مطلع الموسم الحالي، على الرغم من القوة الجسمانية التي يمتلكها، فقد مل الجمهور الجزراوي رؤيته وهو يهدر الفرص السهلة أمام المرمى ويتوارى خلف أضعف المدافعين، حتى ظن أن العنكبوت يلعب بعشرة لاعبين، وفي المقابل يسحر مواطنه ريكاردو أوليفيرا المراقبين بلمسات من بلاد بيليه ورونالدو ورونالدينيو، راجع نفسك يا جادير!
** الحكم الدولي محمد عبدالكريم.. صافرته كانت غريبة الأطوار خلال مباراة الأهلي وبني ياس في مسابقة كأس اتصالات، إذ جاءت قراراته عكسية باحتسابه ركلة جزاء لمصلحة السماوي خلال الشوط الأول، رغم براءة المدافع الأهلاوي من إعثار المهاجم عدنان حسين «بشهادة خبراء»، فيما لم يحتسب للفرسان ضربة مباشرة واضحة كالشمس لمصلحة البرازيلي جاجا.. أدعوك لإعادة شريط المباراة يا عبدالكريم فالدوري قادم والأخطاء لا تغتفر!
صفحة رياضية متنوعة تتناول التعليق على الألعاب كافة برأي متواضع، ويمكن مشاركة القراء فيها وتوجيه الرسائل لمن يرغبون عبر البريد الإلكتروني التالي: