ميسي بصحبة كلبه بعيداً عن ضوضاء الملاعب. أرشيفية

إستراحة رياضية

يصفه جمهور ريال مدريد بـ«القزم»، تشتمه الصحف المعادية في المناسبات الكبيرة، يتعدى عليه خصومه بالضرب لسرقة الكرة من بين أقدامه، يضع مدرب النادي الملكي جوزيه مورينيو يده على أنفه لدى الاقتراب منه بحجة رائحته الكريهة، ويقابله جمهور الأرجنتين بصافرات الاستهجان كلما خسر التانغو أو تعثر! كل ذلك يتعرض له معجزة برشلونة الكروية ليونيل ميسي في الملاعب من دون أن يتنحى عن عرش كرة القدم الذي تربع عليه منذ عامين ورشحه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ليكون أفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة على التوالي، ويحصل على فرصة معادلة الرقم القياسي المسجل باسم العبقري الفرنسي زين الدين زيدان، والساحر البرازيلي رونالدو.

ويبدو أن ميسي(24 عاماً) لا يتأثر نفسياً بما يحاك ضده من مؤامرات ودعوات تعطيل أقدامه بدليل أنه صمد أمام الهجوم الأعنف على الإطلاق عام 2006 حين وصفته صحيفة «ذا صن» الإنجليزية بـ«الكلب القذر» في عنوان رئيس على صدر صفحاتها الرياضية، بعدما قاد البارشا للفوز على تشلسي اللندني في الستامفورد بريدج، معقل الزرق بدوري أبطال أوروبا، ولم تكن الصحيفة حينها تعلم أن من تسيء إليه سيكون اللاعب الأفضل في العالم وسالب الألقاب من خزائن أندية انجلترا، وفي طريقه ليصبح أسطورة كمواطنه دييغو مارادونا حال رفع كأس العالم.

ورشح الاتحاد الدولي «فيفا» ميسي للجائزة الذهبية مجدداً بين 23 لاعباً منهم خمسة لاعبين من ريال مدريد هم: كريستيانو رونالدو وتشابي ألونسو وإيكر كاسياس وكريم بنزيمة ومسعود أوزيل، فيما ضمت ثمانية من برشلونة إلى جانب ليونيل وهم: تشافي هيرنانديز وأندريس انييستا وإريك أبيدال وداني ألفيس وديفيد فيا وسيسك فابريغاس وجيرارد بيكيه، لكن صحيفة «الموندو ديبورتيفو» الإسبانية أشارت أخيراً إلى تقليص القائمة لأربع نجوم مرشحين لنيل اللقب هم: ميسي وكريستيانو ونجما مانشستر سيتي ديفيد سيلفا وصهر مارادونا سيرجيو أغويرو.

وسيتم الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية في التاسع من يناير المقبل في زيوريخ الموعد الذي يترقبه عشاق الساحرة المستديرة لوقف الجدل في الساحة العالمية حول هوية الأفضل بين ميسي ورونالدو على وجه الخصوص.

المتابع لمشوار النجم الأرجنتيني يدرك أنه كلما وقع في مشكلة فنية أو نفسية يخرج منها واقفاً، إذ صام عن التهديف في ثلاث مباريات متتالية فبدا برشلونة متثاقلاً في الهجوم وحقق فوزاً هزيلاً على غرناطة (1-صفر) وتعادل سلباً مع إشبيلية في «الليغا»، فيما هزم بلزن التشيكي في دوري أبطال أوروبا (2-صفر).

ولكن سرعان ما ردّ ميسي على أنصار مدريد بإحرازه «الهاتريك» رقم 13 في مسيرته الكروية بمرمى مايوركا قبل أيام ليقترب خطوة من مئويته الثانية مع النادي الكاتالوني برصيد 199 هدفاً، فيما رفع رصيده في الدوري الإسباني إلى 13 هدفاً متقدماً على المغرور كريستيانو رونالدو بفارق ثلاث أهداف.

وهنا نتساءل: إذا كان ميسي لا يستحق المكانة العالمية التي بلغها فمن يستحقها؟ سيقولون كريستيانو، فهل إنجازات الأخير مع الريال تشفع له ليتوج بالكرة الذهبية؟ أعتقد لا، لأن ميسي يفوقه احترافية داخل الميدان وخارجه، فلم نسمع يوماً عن تعجرفه تجاه خصومه وحكاياته الغرامية غير المشروعة وتورطه في قضايا مشبوهة مع فتيات الأزياء!

قد لا يجد أنصار ريال مدريد في ميسي نجماً أسطورياً مثل مارادونا وبيليه لكونه لم يتذوق طعم الفوز بكأس العالم، وهو المأخذ الوحيد على اللاعب الذي أوافقهم فيه، أما أن ينسبوا نجاحاته بـ«المطلق» لزميليه في البارشا تشافي وانييستا، فأعتقد أن في ذلك ظلماً كثيراً، لأن ميسي لاعب مهاري ولمساته واضحة في التسلم والتسليم والمشاكسة واقتناص أنصاف الفرص.

المطلوب من ميسي أن يظهر مع التانغو كما في البارشا، ويثبت نجوميته في كل الأحوال والأزمان، وغير ذلك فإنه سيبقى يلعب تحت الضغط والانتقادات، على الرغم من إيماني المطلق بأنه الأفضل في العالم، والفرصة سانحة أمامه للفوز بالمونديال، «رد عليهم يا ميسي في البرازيل 2014».

فييرا يخرج من بني ياس مُقالاً ومهاناً

لا يستحق المدرب البرازيلي جورفان فييرا، الخروج من الدوري مُقالاً، خاسراً ومحبطاً، والأدهى من ذلك مهاناً من لاعبه المحترف الفرنسي ديفيد تريزيغيه الذي وجه للمدرب المخضرم كلمات غاضبة لدى استبداله وتوجه إلى غرفة تبديل الملابس مباشرة خلال مباراة الجزيرة في الجولة الثالثة، من دون أن يلقى عقابه من إدارة النادي أو يقدم اعتذاراً عما بدر منه! فييرا، الذي حصد مع المنتخب العراقي كأس آسيا ،2007 مر بظروف صعبة مع بني ياس خلال الموسم الحالي ابتداءً من وفاة اللاعب الراحل ذياب عوانة وتداعيات النبأ الصدمة على النادي، مروراً بعدم اكتمال عناصر الفريق بسبب غياب اللاعبين الدوليين لارتباطهم بمعسكرات ومباريات المنتخب الأول أو الأولمبي، وانتهاءً بالعلاقة المتردية مع بعض اللاعبين يتقدمهم تريزيغيه والعماني فوزي بشير.

أعتقد أن التوفيق لم يحالف فييرا مع بني ياس، والظروف خذلته بدرجة امتياز، فضلاً عن المباراة الأخيرة أمام الجزيرة التي كانت متكافئة في الأداء، غير أن الفارق الشاسع تجسد في المحترف البرازيلي ريكاردو أوليفيرا، الذي كان وراء الهدف الأول وأحرز هدفين ليفوز العنكبوت 3-،1 في وقت استبسل فيه الحارس خالد عيسى أمام مهاجمي السماوي ومنع أكثر من أربعة أهداف محققة في الدقائق الـ10 الأخيرة!

لا شك في أن فييرا كان أتعس المدربين على الإطلاق في الموسم الحالي، ولكن رحيله بهذه الطريقة لا تسر عدواً، في ظل الإمكانات التي يمتلكها وقدرته على قراءة اللاعب الإماراتي، كما فعل مع فريقه السابق اتحاد كلباء خلال الموسم الماضي.. «وداعاً فييرا.. كنت أتعس المدربين في دورينا، ولم تأخذ حقك في البقاء».

كرة القدم تشتعل بين المغرب وتونس

الترجي التونسي يمضي في درب الانتصارات الإفريقية. رويترز

تشتعل مباريات كرة القدم بين المغرب وتونس على مستوى الأندية والمنتخبات، بعدما تأهل ناديا الترجي والوداد البيضاوي إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا، وناديا الإفريقي والمغرب الفاسي إلى ختام مسابقة كأس الاتحاد، فضلاً عن المواجهة المرتقبة بين نسور قرطاج وأسود الأطلسي في نهائيات القارة السمراء إذ وضعتهما القرعة في مجموعة واحدة إلى جانب الغابون والنيجر.

بلوغ الكُرتين المغربية والتونسية إلى أعلى المراتب في العام الجاري دليل دامغ على إمكانات لاعبي البلدين المحليين والمحترفين الذين أسعدوا الشعب العربي الذي سيضمن التتويج في بطولتين على أقل تقدير من ضمنهما دوري الأبطال الذي احتكره مازيمبي الكونغولي في العامين الماضيين.

ولن تقف طموحات العرب عند ذلك الحد، بل نطمع أن يلتقط أحد المنتخبين التونسي أو المغربي الراية العربية من الأيادي المصرية في نهائيات كأس أمم إفريقيا، المقررة في غينيا الاستوائية والغابون في الفترة من 21 يناير إلى 12 فبراير المقبلين، لأن منتخب الفراعنة الغائب الأبرز عن المنافسة منحنا اللقب في النسخ الثلاث الماضية، وأعتقد أن الدور الآن على «المغاربة» ليكملوا مسلسل الفرح العربي.

وكلنا أمل في نهائي عربي لاسيما أن المنتخبين التونسي والمغربي مؤهلان لبلوغه حال تأهلا معاً عن المجموعة الثالثة، ومعاودة اللقاء على الكأس السمراء التي تذوقا حلاوة الفوز بها مرة واحدة فقط، فالمغرب نالها عام 1976 وتونس عام ،2004 وتبدو الفرصة متاحة للقب ثانٍ في ظل غياب العمالقة مصر والكاميرون ونيجيريا وجنوب إفريقيا.

على الطاير

**المدرب البرازيلي كارلوس دونغا.. كم أتمنى وجوده في دورينا خلال الموسم الحالي لكي يضفي على أجواء المباريات المحلية مزيداً من الإثارة، خصوصاً إذا تقابل وجهاً لوجه مع مدرب الوصل الأسطورة دييغو مارادونا، وأعتقد أن المنافسة حينها ستبلغ أشدها بين «برازيلي وأرجنتيني» لأنهما حصلا على كأس العالم كلاعبين، وعندما اعتزلا الكرة منذ عقدين انتقلا لتدريب منتخبي بلديهما، غير أنهما فشلا في التتويج به مدربين، فهل تتحقق الأمنية؟

**مدرب عجمان عبدالوهاب عبد القادر.. لمساتك على البرتقالي واضحة وخياراتك الفنية للاعبين الأجانب ناجحة، فضلاً عن قراءتك الموزونة للفريق الصاعد حديثاً من دوري الهواة، ويكفي أنك جعلت الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا يفكر في عجمان «حتى الصباح» من دون أن يتمكن من النوم في اليوم التالي حسرة على النقطة، وأعتقد أنك عرفت كيفية التعامل مع الإمبراطور الوصلاوي.. لكنك تبدو في أمسّ الحاجة لفوز يكسر حدة التعادلات!

**مدافع الشباب وليد عباس.. تقوم بمجهود هائل في المباريات وتسهم في تسجيل الأهداف، وقد كانت انطلاقتك في الموسم الحالي صاروخية ولكن هناك هفوات قليلة قد تكلف فريقك الكثير، إذ كان الصخب الجماهيري للجوارح سيتحول ضدك في مباراة الأهلي بدوري المحترفين، بعدما تسببت بركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، وخروجك لاحقاً مطروداً بالبطاقة الحمراء، ولولا بسالة الحارس سالم عبدالله في التصدي للركلة لخرجت من الملعب في حالة نفسية سيئة، فالمطلوب منك العظة من الدروس من أجل الشباب!

صفحة رياضية متنوعة تتناول التعليق على الألعاب كافة برأي متواضع، ويمكن مشاركة القراء فيها وتوجيه الرسائل لمن يرغبون عبر البريد الإلكتروني التالي:

mohammedalhato@yahoo.com

الأكثر مشاركة