استراحة ريـاضـية

تخلّوا عن الخبرة وأخفقوا في ضبط النفس.. والأندية مطالبة بالعلاج

لاعبون كبار شوّشوا على صورة الدوري

لو كان الحظ رجلاً.. لقتله كيكي

يبدو أن كرة القدم تتخلى عن مدرب الأهلي، الإسباني كيكي فلوريس، في اللحظات الأخيرة، إذ خسر الفرسان الحمر أربع نقاط في الثواني الأخيرة لمباراتي النصر والوحدة قضت على طموح الفريق بالتقدم إلى مركز متقدم على لائحة الترتيب، لاسيما أنه يحتل المركز التاسع برصيد 19 نقطة!

المفارقة أن الأهلي يقدم عروضاً جيدة تحت قيادة المدرب الإسباني، لكن الحظ لا يسانده بتاتاً، خصوصاً أن الفريق بقي متقدماً على الوحدة 3-2 في الجولة 17 من دوري المحترفين حتى الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، لكن هدف التعادل كان بانتظاره، ليعكر على كيكي فرحته الغائبة ولو بانتصار يفك نحس المباريات الخمس الأخيرة التي لم يتذوق فيها طعم الفوز.

وهنا نتساءل.. متى يعود الأهلي إلى درب الانتصارات في وقت رشحه المراقبون قبل انطلاق الموسم للمنافسة على لقب الدوري؟ وهل الحظ العاثر وحده الذي تسبب في ضياع النقاط على الفريق أم أن أخطاء دفاعية وعوامل تحكيمية وراء ذلك؟

الأهلي بحاجة إلى إعادة ترتيب لبعض أوراقه الفنية، وثبات في التشكيلة، وحفنة حظ لكي يعود أحمر اللون، مرعباً لخصومه، وصلب الإرادة، فضلاً عن تصحيح بعض الهفوات التي جعلته يدفع ثمن النقاط غالياً، حتى بات يقبع في مركز لا يليق بأول فريق محلي تطأ قدماه مونديال الأندية!

تثير سلوكيات النجوم الكبار في الملاعب حفيظة المراقبين، بعد الخروج عن النص واللجوء إلى العنف، للرد على إهانة أو تفريغ غضب، في ظاهرة غير رياضية تستدعي تدخل المسؤولين ليس بالرجوع إلى لائحة العقوبات والغرامات فحسب، وإنما بعقد ندوات ودورات تثقيفية وجلسات علاج نفسي ترفع من المستوى الاحترافي للاعب، وتعيده إلى رشده، حفاظاً على صورة الكرة الإماراتية من التشويش!

ليس من المقبول أن تمر غمامة سوداء تحجب النور عن دوري المحترفين الحالي في وقت تطورت فيه المعطيات، وارتفع منسوب الجماهير مقارنة بمواسم عجاف خيّم عليها ليل طويل من الإخفاقات القارية والدولية على صعيد الأندية، وانعكست سلباً على المنتخب الوطني الأول.

وعلى الرغم من استقطاب النجوم الكبار والمدربين وتسريع عجلة التسويق - ولو قليلا - في الأندية، إلا أن السنة الاحترافية الرابعة لدوري الإمارات شهدت ثغرات تسبب فيها بعض اللاعبين أصروا على إعادة المباريات المحلية الى عهد الهواية، كيف لا؟ وحارس الوصل ماجد ناصر اعتدى بالضرب على مدرب الأهلي كيكي فلوريس، وبصق في وجه اللبناني يوسف محمد، وتشابك مدافع الأهلي بشير سعيد مع مشجع وحداوي، وقبلهما تعارك حارس العين وليد سالم مع لاعبي النصر وتفوهه بألفاظ نابية، فضلاً عن الإشارة غير الأخلاقية التي بدرت من لاعب الجزيرة خالد سبيل تجاه جمهور الشباب، وجميعم لاعبون دوليون!

كل ذلك جلب الضرر للدوري، فالاعتداء على لاعب ومدرب وحكم ومشجع، يشكل مشاهد غير مألوفة محلياً من شأنها أن تخدش الذوق العام وتنفر الجمهور من الحضور للمدرجات، وتسيء للاعبين المواطنين، خصوصاً أولئك الذين بلغوا من الخبرة سنوات مديدة كنا نظن أنها كفيلة بجعلهم قدوة للأجيال الصغيرة، لكنها لم تكن كذلك!

نتساءل عن الدور «التوعوي» للأندية في التعاطي مع هذه الحالات، بعيداً عن الحاجة الفنية الماسة لخدمات اللاعب، فهل من المجدي التغطية على فعلة لاعب مذنب بمحاولة طلب الرأفة له من لجنة الانضباط أو الاستئناف لتقليص العقوبة في حقه لمجرد أن الفريق يتأثر فنياً بغيابه؟ بدلاً من إيجاد حلول أخرى بنظام ثواب وعقاب يتم تطبيقه على اللاعب منذ صغره، بدلاً من تفعيله بصورة متأخرة، عندما يقترب اللاعب من نهايته ويقرر الاعتزال!

المفارقة أننا لم نشاهد خلال الدوري خروجاً عن النص من اللاعبين الصاعدين مقارنة بالكبار، إذ تبدو الخبرة الطويلة في الملاعب نقمة على النجوم، وبات واجباً عليهم الخضوع لجلسات مكثفة مع «متخصص في ضبط الغضب»، كما فعل ماجد ناصر الذي نأمل خروجه من أزمته النفسية، وأن تكون فعلته عبرة لبقية اللاعبين المواطنين، وأكبر دروس الدوري في الموسم الحالي.

بعيداً عن زوجة مارادونا!

الشباب بانتظار مواجهات صعبة تهدّد بقاءه ثانياً. تصوير: إريك أرازاس

طاردت الأقلام والكاميرات واقعة زوجة مارادونا، وأغفلت الانتصار المثير الذي حققه الشباب على حساب الوصل بهدفين نظيفين في الجولة الـ17 من دوري المحترفين، والأثر الإيجابي الذي تركه في اللاعبين «الخضر» والمدرب البرازيلي باولو بوناميغو.

المتعقب لأداء وأرقام الشباب يرى أنه تسلل إلى القمة بخطوات ثابتة، إذ هزم بني ياس وقفز عن النصر المتعثر بتعادل مع الأهلي في الجولة الـ16 ليصبح ثالثاً، ومن ثم استقبل هدية الإمارات الفائز على الجزيرة، ليغتنم الفرصة ويهزم الوصل، ليحتل المركز الثاني.

الشباب عمل بجد وصمت، وعرف طريقه للوصافة بفارق تسع نقاط عن العين المتصدر، وتشير الأرقام إلى أن الجوارح انتصروا في تسع مناسبات وتعادلوا ست مرات وخسروا مباراتين فقط، ما يعني أن الفريق يمضي بفكر تكتيكي ثابت، ولولا التعادلات المبالغ فيها لكان منافساً قوياً على اللقب في الموسم الحالي.

الشباب حصد ثمار الاستقرار الفني على صعيد المدرب والمحترفين، وعرف كيف يتعامل مع الإخفاقات، لاسيما بعد المرحلة الحرجة التي تعرض فيها الفريق لخسارة قاسية ومخجلة أمام بيروزي الإيراني 1-،6 في الجولة الثانية لدوري أبطال آسيا. وتنتظر الشباب خمسة تحديات من العيار الثقيل اعتباراً من الجولة الـ،18 إذ يحل ضيفاً على الجزيرة الطامع بالعودة للوصافة، ويستضيف الإمارات المهدد بالهبوط، ويستقبل عجمان المتألق في فضاء المحترفين، قبل أن يحل ضيفاً على العين في قمة الدوري، وينهي المشوار بديربي دبي بلقاء النصر، فهل يستمر الجوارح في الوصافة؟

على الطاير

** مدرب الخيول «العالمية» محمود الزرعوني.. حققت إنجازاً تاريخياً لاسطبلات جودلفين في بطولة كأس دبي العالمي، وأثمرت تدريباتك في تأهيل الجواد الأسرع في العالم «مونتيروسو» الذي بات مطالباً بعدم التوقف عند اللقب الكبير، وإنما حصد المزيد من خلال وجهته المقبلة المتمثلة في مهرجان «رويال اسكوت»، إذ يشارك في سباق «برينس أوف ويلز ستيكس» الذي نال لقبه «ريوايلدنغ» لجودلفين العام الماضي. كلنا أمل بمواصلة الانتصارات الإماراتية.

** مدرب بني ياس، الأرجنتيني غابرييل كالديرون.. وضعت حداً، وإن كان متأخراً، لوسائل الإعلام السعودية عندما قمت بزيارة إلى نجم اتحاد جدة، محمد نور، الذي يرقد في المستشفى منذ إصابته القوية في مباراة الأهلي ضمن دوري زين. وعلى الرغم من الربط بين إبعادك عن «الإتي» بعلاقتك المتدهورة مع نور إلا أنك أثبتّ للشارع العربي احترافيتك العالية ليس لكرة القدم فحسب، وإنما للروح الرياضية. وتعد الزيارة إشارة عملية الى عمق علاقة كالديرون بلاعبيه الكبار.

** نجم العين، الغاني آسامواه جيان.. «واثق الخطوة يمشي ملكاً»، وهذا ما ينطبق عليك عندما تدخل الميدان وتركض نحو المرمى فتصطاد الشباك على الطريقة الإفريقية، لتتوج نفسك في النهاية بطلاً لسلسلة حلقات العين التي باتت تنتظر النهاية السعيدة بتحقيق لقب الدوري، وربما نيلك لقب الهداف، لاسيما أنك صعدت للمركز الأول لتزاحم برازيلي الجزيرة ريكاردو أوليفيرا برصيد 14 هدفاً. فمن ينال لقب هداف الدوري في نهاية المطاف؟

صفحة رياضية متنوعة تتناول التعليق على الألعاب كافة برأي متواضع،ويمكن مشاركة القراء فيها وتوجيه الرسائل لمن يرغبون عبر البريد الإلكتروني التالي:

mohammedalhato@yahoo.com

الأكثر مشاركة