استراحة ريـاضـية
«تويتر» اللاعبين المواطنين «غير محترف»
من خلال متابعتي للحسابات المختلفة للاعبين المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لم أجد من يشارك بصورة فعالة أو له ظهور مؤثر، إذ إن حساباتهم، وإن كانت شخصية، فمعظمها يتخلله طابع المرح والمزاح في وقت تتطلب فيه طبيعة مهنتهم كلاعبي كرة قدم محترفين الكشف عن صورة محترفة في الفضاء الإلكتروني، كونه مكاناً يجمع العائلة الرياضية من جماهير وإعلاميين ورياضيين.
عندما يقوم مشترك في الموقع بضم لاعب مثل قائد المنتخب الإنجليزي السابق ريو فيرديناند، أو مواطنه مايكل أوين، أو مهاجم المنتخب الهولندي روبن فان بيرسي، على سبيل المثال لا الحصر، إلى قائمة من يتابعهم على «تويتر»، فإنه يجد الاحترافية في الردود وإبداء الآراء والتفاعل مع المتابعين، ونتيجة لذلك أصبحت مشاركات هؤلاء اللاعبين في «تويتر» مستهلكة إعلامياً لوسائل الإعلام، ما يؤثر بصورة إيجابية في اللاعبين أنفسهم فتزيد شعبيتهم، وهو ما يدفع الشركات الدعائية إلى الاستفادة من حساباتهم الشخصية لترويج منتجاتها وخدماتها.
فعلى سبيل المثال، لم أجد لاعبا واحدا من بين هؤلاء الثلاثة الذين يملكون الشعبية الأكبر بين اللاعبين الإماراتيين متابعة في «تويتر» وهم: حمدان الكمالي (14 ألف متابع) وعامر عبدالرحمن (10 آلاف متابع) وإسماعيل مطر (7000 متابع) يدلو بدلوه مثلاً في قضية زيادة عدد أندية دوري المحترفين إلى 14 نادياً، أو يتحدث عن الجولة الرابعة لتصفيات أمم آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2014 أو حتى عن قضية عدم المشاركة في كأس العرب! ما يجعل حساباتهم غير فعالة إعلامياً وجماهيرياً.
قد يكون الكمالي أفضلهم، إذ تحدث في فترات سابقة عن مسألة انتقاله إلى ليون، وعقده مع الوحدة، وتحدث عن أمور أخرى تخص مشاركته مع المنتخب الوطني، لكن لاتزال هناك الكثير من الجوانب التي تحتاج إلى تحسين بالنسبة لحسابه شخصي على «تويتر»، خصوصاً أنه مدافع أوليمبك ليون الفرنسي.
وعلى الجانب العربي، فإنك حينما تتابع السعودي ياسر القحطاني أو العماني علي الحبسي تجد احترافية عالية في التعامل مع حساباتهم الشخصية، فالمعلومات الشخصية واضحة في حسابيهما، فضلاً عن التفاعل الاحترافي مع الجماهير.
وتجد القحطاني يستغل حسابه لتوضيح مسائل تخص مهنته، فيتحدث مثلاً عن عودته إلى الهلال من عدمها، ويوضح كل ما يرغب في توضيحه في عقده، ويتحدث عن مختلف القضايا في الكرتين الإماراتية والسعودية، وسبق له أن كشف عن اعتزاله كرة القدم دولياً من خلال حسابه في «تويتر»، أما الحبسي فبعد وقبل كل مباراة لويغان الإنجليزي يتحدث عن رأيه في المباراة، وعن جوانب عديدة في كرة القدم، سواء في «البريميرليغ» أو حتى عن منتخب بلاده، ولا يمنع أن كلا اللاعبين في الوقت نفسه يخرج قليلاً عن النص المهني ويتحدث عن أمور حياتية أخرى.
ما يقوم به هؤلاء اللاعبون يسهّل عمل الإعلاميين بالاستفادة من تصريحاتهم للاستهلاك الإعلامي، لأن «تويتر» أصبح أداة بحث ومصدراً للأخبار السريعة، وعلى اللاعبين أن يواكبوا هذا التطور مثلما قام بمواكبته اللاعبون العالميون، وأن يراعوا الجانب الاحترافي في حساباتهم، بدلا من أن يغلب جانب المزاح والمرح على الحساب بأكمله، فهذا يفقد قليلاً من بريق المحترف وصورته أمام الجماهير والإعلام.
وبعد رصد الملاحظات على «تويتر» اللاعبين الإماراتيين، أتساءل: هل يعقل أن أفضل لاعب شاب آسيوي في 2008 وأبرز لاعب إماراتي حالياً من ناحية الاسم والإنجازات مثل أحمد خليل لا يملك حسابا في «تويتر» لزيادة شعبيته، ويروج له ولنجوميته أمام الجماهير والإعلام، ويكون مصدرا ورافدا مهما لأخباره؟ والأمر سواء بالنسبة لفيصل خليل وسبيت خاطر وغيرهما! صحيح أن المسألة شخصية، لكن لا نستطيع إنكار أن «تويتر» و«فيس بوك» أصبحا جزءاً من المسيرة المهنية للعديد من الرياضيين ولاعبي كرة القدم المشهورين في العالم، كأداة لزيادة شعبيتهم والارتقاء بأنفسهم إعلامياً، وهو ما يجب أن يدركه اللاعبون الإماراتيون على حد سواء.
إلى أين يتجه نادي الشباب
بوناميغو رحل إلى الجزيرة في مشهد صاعق. تصوير:اريك ارازاس |
في 27 مايو الماضي خرجت بعض الصحف المحلية بخبر يفيد بأن نادي الشباب جدد عقد مدربه البرازيلي باولو بوناميغو لمدة عام، ونقلت عن مصادر في نادي الشباب نفيها الاستغناء عن المدافع محمد أحمد، في ظل إشاعات انتقاله إلى العين، لكن في أقل من 10 أيام على ذلك الخبر وقّع بوناميغو لنادي الجزيرة، ومحمد أحمد يقترب من العين والأهلي، فهل هذه صدمة لجمهور الشباب؟ أعتقد أنها «صاعقة»!
صحيح أن القدرة المادية لنادي الشباب أقل بأضعاف عن القدرة المادية لنادي الجزيرة، ويبدو واضحاً أن الجزيرة قدم عرضاً يسيل لُعاب المدرب البرازيلي البالغ من العمر 51 عاماً، وكان واضحاً حديث المدير التنفيذي للشباب سعيد المري، حينما صرّح لإحدى الصحف المحلية قائلاً إنه يتفهم الإغراءات التي يمكن أن يتلقاها أي مدرب، لكن بوناميغو لم يحترم العقد الذي وقّعه مع الشباب قبلها بنحو ثلاثة أسابيع، ولم يكن خروجه من النادي لائقاً بالنسبة لمدرب فرض احترامه على الجمهور واللاعبين بإنجازاته ونتائجه. بوناميغو وقع للشباب في صيف ،2010 وقاده من فريق في المركز السابع على سلم ترتيب فرق الدوري إلى فريق في المركز الثالث، وحقق معه كأس اتصالات وكأس الأندية الخليجية، وأصبح الشباب الفريق الأكثر تطوراً في الدولة، والآن بعد رحيله واقتراب رحيل المدافع محمد أحمد، الذي يرتبط بعقد مع النادي حتى 2015 نتساءل: إلى أين يتجه نادي الشباب؟ وكيف سمحت الإدارة- التي هي في موضع قوة مع المدرب واللاعب خصوصاً أنهما ملزمان بعقد - بأن يرحل الأول ويقترب الثاني من الرحيل بهذه السهولة في وقت قطع فيه الفريق أشواطاً كبيرة من التناسق والتطور والاستقرار.
ريدناب يتنحى عن كرسي التحليل احتراماً لهودسون
تصرف احترافي من المدرب الإنجليزي ريدناب. أرشيفية |
أشارت صحيفة «ميترو» البريطانية أخيراً إلى أن مدرب توتنهام هوتسبر هاري ريدناب، اعتذر عن التحليل على بطولة أمم أوروبا 2012 التي تنطلق الشهر الجاري في أوكرانيا وبولندا لمصلحة قناة «بي بي سي»، وذلك لتجنب تقييم لاعبي منتخب بلاده ومدربهم روي هودسون. وأوضحت الصحيفة أن «ريدناب أراد بهذه الخطوة ألا يفهم تحليله للمباريات. بصورة خاطئة قد تصل إلى هودسون ولاعبيه».
ريدناب كان المرشح المفضل للإعلام البريطاني لتولي منصب مدرب المنتخب، بعد استقالة الإيطالي فابيو كابيلو، وكان هناك شبه إجماع على أنه المدرب المقبل لمنتخب الأسود الثلاثة، لكن قرار الاتحاد الإنجليزي بالتوقيع مع هودسون جاء مفاجئاً وصادماً للإعلام، لهذا فإن الخطوة التي أقدم عليها ريدناب أخيراً هي خطوة رائعة ومملوءة بالمهنية والاحترام للشخص الذي تولى المنصب، وتوضح رغبته بإبعاد أضواء الإعلام عنه، وبدلا من ذلك التركيز على المنتخب الوطني، على الرغم من المبالغ الضخمة التي عرضتها «بي بي سي» عليه، لكنه فضل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، هي فعلاً خطوة محترمة من مدرب محترم.
صفحة رياضية متنوعة تتناول التعليق على الألعاب كافة برأي متواضع، ويمكن مشاركة القراء فيها، وتوجيه الرسائل إلى من يرغبون، عبر البريد الإلكتروني التالي: