الأولمـبي ينتـشي بأضــواء «ويمبلي» الليلة
يخوض المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم مباراته التاريخية الثانية في دورة الألعاب الأولمبية، عندما يواجه نظيره البريطاني «صاحب الأرض» عند الساعة 45: 10 من مساء اليوم، على استاد ويمبلي الشهير في لندن، ضمن المجموعة الأولى التي تشهد أيضاً مواجهة الأوروغواي مع السنغال عند الساعة الثامنة مساء.
وتعني المباراة الكثير للمنتخب الأولمبي بعد خسارة نقاط المباراة الأولى أمام منتخب الأوروغواي 1/2 بعد تقديم عرض مميز أشاد به الجميع، وقد تكون مباراة الليلة أكثر صعوبة أمام منتخب بريطانيا على ملعبه وبين جماهيره الكبيرة، لكن أداء المنتخب الوطني في المباراة الأولى يرفع من سقف الطموحات في إمكانية تحقيق الأفضل في هذه المباراة بعد أن زالت رهبة المباريات الكبيرة، واللعب أمام حشود جماهيرية بعد خوض مباراة أوروغواي في أولد ترافورد أمام أكثر من 60 ألف متفرج.
استعد المنتخب الأولمبي للمباراة بأدائه تدريبين عقب الانتهاء من مباراة الأوروغواي والانتقال من مانشستر إلى لندن، وأكمل الفريق تحضيراته أمس وسط اهتمام كبير ودعم معنوي كامل من إدارة البعثة ومجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة يوسف السركال ونائبه عبيد الشامسي وعضوي مجلس الإدارة راشد الزعابي ويوسف خوري، ومدير مكتب رئيس الاتحاد ناصر بن ثعلوب، بالإضافة إلى كل أعضاء الوفد الإداري للبعثة الموجودة في لندن، الذين يوجدون خلف المنتخب من أجل زيادة دعم اللاعبين والجهاز الفني بقيادة مهدي علي قبل المباراة المرتقبة.
واهتم المدرب الوطني، مهدي علي، بتصحيح بعض الأخطاء التي ظهرت خلال المباراة الأولى أمام أوروغواي في الجوانب الدفاعية والهجومية مع شرح طريقة لعب منتخب بريطانيا من خلال مشاهدة شريط مباراة المنتخب البريطاني أمام نظيره السنغالي في الجولة الأولى، التي انتهت بالتعادل 1/،1 خصوصاً أن أداء منتخب بريطانيا يتميز بالسرعة العالية، وهو ما لم يكن موجوداً بنسبة كبيرة في أداء لاعبي الأوروغواي.
ويحتفظ مهدي علي ببعض الأوراق التي يمكن استخدامها في مباراة اليوم سواء بتعديل بعض ملامح التشكيلة أو الإبقاء عليها كما هي، واستخدام البدلاء أثناء سير المباراة، لكن المؤكد أن طريقة اللعب ستشهد تغييرات في مهام لاعبي الوسط لمراقبة مفاتيح لعب المنتخب البريطاني ومحاولة إنهاء الهجمات مبكراً قبل وصولها منطقة الخطورة، مع زيادة دعم لاعبي الدفـاع والوسط أيضا للجوانب الهجومية أمام المنتخب البريطاني القوي دفاعياً.
وشهدت التدريبات ارتفاعاً في الحالة المعنوية للاعبين بعد الإشادة التي حظوا بها بعد مباراة الأوروغواي رغم الخسارة غير المستحقة.
وحرص مهدي علي على التحدث مع لاعبي الفريق أكثر من مرة منذ انتهاء مباراة أوروغواي، مؤكداً للاعبين، في جلساته الودية معهم، رضاه عن المستوى الذي قدموه في اللقاء، ومشيداً بالأداء الرجولي الذي قدموه في المباراة رغم الظروف التي واجهوها لأول مرة في تاريخهم في الأولمبياد أمام الجمهور الكبير الذي حضر اللقاء، وأمام منتخب عريق يضم عدداً من النجوم الكبار.
وطلب مهدي من اللاعبين التحرر من الضغوط، وألا يشعروا بأي نوع من التوتر بعد الخسارة من الأوروغواي، وحثهم على أن يلعبوا بطريقتهم المعروفة، وألا يرهبوا نجوم منتخب بريطانيا، خصوصاً أن المباراة الأولى أكدت أن لاعبي المنتخب يستطيعون بقدراتهم ومهاراتهم وثقتهم بأنفسهم مجاراة أي منتخب في العالم في الوقت الحالي.
عمر عبدالرحمن: نتمنى إسعاد الجمهور اليوم
أكد لاعب المنتخب الأولمبي، عمر عبدالرحمن، أن ظهوره بمستوى مميز في المباراة السابقة أمام أوروغواي، كان بفضل طريقة اللعب الجماعية وجهود زملائه في المنتخب، وقال: «لولا مساعدة بقية أفراد الفريق لي لما ظهرت بهذا المستوى».
وأضاف: «أتمنى أن نقدم المستوى الأفضل أمام منتخب بريطانيا العريق، وأن نتمكن من إسعاد الجماهير بأداء جيد ونتيجة مشرفة بعد أن اكتسبنا احترام الجميع بعد المباراة الأولى في تاريخ مشاركة الإمارات بالدورات الأولمبية».
استمرار إفطار اللاعبين
نفى الجهازان الفني والإداري للمنتخب الأولمبي أن يكون أي من لاعبي الفريق قد خاض مباراة أوروغواي وهو صائم، وتم التأكيد على التزام كل اللاعبين بالرخصة والفتوى التي أباحت لهم الإفطار في ظل السفر الدائم والتنقل بين مدن بريطانيا لخوض المباريات الثلاث، التي تبعد مسافات كبيرة، كما أن المنتخب لا يعرف موعد مغادرة بريطانيا تحديداً.
وسيؤدي اللاعبون مباراة اليوم أيضاً وهم مفطرون وفق ما أكد مدرب الفريق مهدي علي في المؤتمر الصحافي قبل انطلاق مباريات البطولة، خصوصاً أن موعد الإفطار في لندن يحين عند الساعة 10:12 أي بعد انتهاء المباراة كاملة.
التدريب الأساسي في حديقة الفندق
تعرض المنتخب الأولمبي لموقف صعب عند وصوله من مانشستر إلى لندن، صباح أول من أمس، فبعد الرحلة المرهقة، وصل اللاعبون إلى فندق الإقامة واكتشفوا تأخر وصول الحقائب التي تحوي الملابس والأدوات الرياضية الخاصة بالتدريب إلى وقت متأخر بعد شحنها من مانشستر إلى العاصمة لندن بعد الانتهاء من خوض مباراة أوروغواي في الجولة الافتتاحية.
وأمام هذه الظروف اضطر الجهاز الفني لتعديل موعد المران وأداء التدريبات في حديقة فندق الإقامة في لندن، من دون الذهاب إلى الملعب المخصص للتدريبات، حفاظاً على لياقة اللاعبين فقط، في ظل وجود فرصة أخيرة للاستعداد للمباراة خلال التدريب الأخير الذي أقيم أمس. وحرص رئيس اتحاد الكرة، يوسف السركال، وعضو مجلس الإدارة، راشد الزعابي، على حضور مران أول من أمس، في حديقة الفندق لدعم اللاعبين والجهاز الفني أمام هذه الظروف الاضطرارية المفاجئة.
ملعب ويمبلي ينتظر 90 ألف متفرج
من المنتظر أن تمتلئ مدرجات استاد ويمبلي الليلة عن آخرها لمتابعة مباراة المنتخب البريطاني أمام منتخبنا، ومن بعدها مباراة منتخب أوروغواي مع منتخب السنغال في المجموعة ذاتها، وذلك بعد أن نفد معظم التذاكر وتم بيع عدد كبير منها بأسعار مضاعفة في السوق السوداء.
ويقع ملعب ويمبلي في منطقة ويمبلي غرب العاصمة لندن، وتم افتتاحه لأول مرة في 28 أبريل ،1923 والملعب يستخدم لمباريات كرة القدم والرجبي وألعاب القوى وكذلك لحفلات البوب وغيرها، وتتسع مدرجاته لـ90 ألف متفرج، وهو من تصميم أحد أشهر مهندسي العالم، وهو موت مكدونالد، الذي صممه بتمويل من إنجلترا بكلفة تقدر بـ798 مليون جنيه استرليني (نحو 1.57 مليار دولار).
ويملك الملعب أكبر سقف مقاعد مغطاة في العالم، وقد كانت فكرة تصميم وهدم وإعادة الملعب من جديد سنة ،2000 لكن هذا العمل تأخر بسبب سلسلة من الصعوبات المالية والقانونية ليهدم ويصمم من جديد سنة ،2003 وتمت إعادة افتتاحه في مارس .2007 يتميز الملعب بأنه يمتلك أكبر قوس أحادي في العالم يبلغ طوله 133م، ووزنه 1750 طناً وقطره 7.4م، ويمكن مشاهدته من بعد 21 كيلومترا من كل أرجاء المدينة، وصمم البناء الجديد المهندس البريطاني الشهير نورمان فوستر، وما يميز ملعب ويمبلي عن غيره من الملاعب أنه يحتوي على منارات للطائرات التي تحلق على مدى منخفض.