رأي محرر
ابحثوا عن الخلل
عاد رياضيو الإمارات المشاركون في دورة الألعاب الأولمبية في لندن إلى الدولة، بخفي حُنين، من دون أن يحصدوا أي ميدالية، حتى لو كانت برونزية، بل إن النتائج التي حققوها كانت متواضعة جدا، ومخيبة للآمال، ولا ترقى أبدا لمستوى الطموحات، وأصابت الكثيرين بصدمة كبيرة، رغم أن البعض كان متفائلا بأنه كان بإمكان الإمارات أن تحقق نتائج أفضل من تلك التي خرجت بها.
ورغم خروجه من الدور التمهيدي لمسابقة كرة القدم، إلا أن المنتخب الأولمبي الذي ظهر بمستوى فني مشرّف «شكل الحسنة الوحيدة» في ظهور الإمارات بهذا الحدث، بل إنه كان بإمكانه تحقيق الذهاب أبعد من الدور الأول، لولا بعض الأخطاء الفنية التي حدثت، والتي لم يتمكن الجهاز الفني بقيادة المدرب مهدي علي من معالجتها.
وعلى الرغم من حالة الحزن، التي انتابت الوسط الرياضي، جراء إخفاق رياضيينا المحليين في هذا الحدث، إلا أن تحقيق الرياضيين العرب المشاركين في هذا الحدث نتائج جيدة، وحصدهم تسع ميداليات حتى يوم أمس، ولو أنها لم تكن ترقى لمستوى الطموح المنشود، خصوصا الميدالية الذهبية التي حصل عليها الجزائري توفيق مخلوفي في سباق 1500م، إلا أن ذلك خفف كثيرا من حالة الصدمة التي عاشتها الأوساط الرياضية الإماراتية، نتيجة إخفاق رياضيينا المحليين في تحقيق أي إنجاز يذكر في هذا المحفل.
ما حدث من إخفاقات لرياضيينا في هذا الأولمبياد يحتاج إلى وقفة قوية وشجاعة، من قبل اللجنة الأولمبية الوطنية، التي نتوقع منها أن تقوم بإعداد تقرير شامل ومفصل، يتضمن كل صغير ة وكبيرة، بشأن هذه المشاركة، والكشف عن الأسباب الحقيقية التي قادت إلى هذه الإخفاقات، التي تكررت في أكثر من مناسبة رياضية، وتحديد مسؤولية كل جهة، وحجم القصور والبحث عن مواقع الخلل بصورة واضحة، سواء كان ذلك من الرياضيين الذين مثلوا الإمارات في هذا الحدث، أو مسؤولي الاتحادات الرياضية المعنية بإعداد رياضييها، وكذلك الجهات الأخرى المعنية بهذا الملف، حتى لا يمر ما حدث في هذه التظاهرة الرياضية العالمية مرور الكرام، وحتى لا تتكرر الاخفاقات نفسها في مناسبات رياضية أخرى وبالأسباب نفسها وبالسيناريو ذاته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news