استراحة ريـاضـية
يواجه تحديات أكبر بكثير من التي اختبرها سابقاً
تدريب مهـدي عـلي للأبيض لا يعني تأهلنا إلى المونديال
نحن مطابون بأن ندرك من الآن أن تدريب مهدي علي للمنتخب الأول لا يعني أننا وصلنا إلى كأس آسيا ،2015 وكأس العالم ،2018 وحجزنا مقعدنـا في هذه البطـولات مــنذ اليــوم الأول، فبمجرد تغيير مدرب مكان مدرب على الورق، حتى إن كانت السـيرة الذاتية للمدرب الجديد ممتازة لا يعني أن النجاح أصبح مضموناً، وأن مسألة وصولنا للبطولات الكبيرة أو إحرازها يفصلها التقاط صورة للتوثيق فقط!
مهدي علي مدرب ممتاز، وما حققه كمدرب إماراتي لم يحققه أي مدرب إماراتي سابقاً، لكن حتى إن وقعنا مع جوزيه مورينيو لن نضمن النجاح على الورق، فالتدريب على الصعيد الدولي مختلف عن تدريب الفرق والمنتخبات السنية، وإن عدنا إلى التاريخ نجد على سبيل المثال أن مدرباً مثل البرتغالي كارلوس كيروش الذي تولى تدريب الأبيض في ،1998 قاد منتخب البرتغال تحت 16 عاماً للفوز بكأس أمم أوروبا في ،1989 ومنتخب تحت 20 عاماً للفوز بكأس العالم 1989 و1991 بوجود تشكيلة ذهبية ضمت لويس فيغو وروي كوستا وجواو بينتو وفرناندو كوتو، والكثير من المراقبين يرجعون الفضل لكيروش في اكتشاف هذا الجيل الذهبي.
وحينما تولى كيروش تدريب منتخب البرتغال الأول في 2008 عانى كثيراً، وقدم نتائج مخيبة واضطر للعب ملحق التأهل لكأس العالم ،2010 مع العلم أنه تولى تدريب منتخب حقق المركز الرابع في كأس العالم ،2006 قبل توقيعه العقد بعامين، وفي مونديال 2010 خرج من الدور الثاني، وأقاله الاتحاد البرتغالي بعدها.
وهذا يؤكد أن النجاح على صعيد المنتخبات السنية لا يعني بالضرورة النجاح على الصعيد الدولي، فالإمكانات تختلف والاستعدادات تختلف، واللاعبون أنفسهم يختلفون، لكن في الوقت نفسه قد يكون ذلك عامل أفضلية للمدرب بمعرفته اللاعبين، ونجاحه السابق معهم، هذا يعتمد على كل مدرب وإمكاناته وقدرته على التعامل مع ضغوط وحجم العمل على الصعيد الدولي.
وبغض النظر عن كل ذلك، فإن مهدي استحق الحصول على فرصة تدريب المنتخب الأول، حتى إن لم ينجح مستقبلاً، فإنه كان يستحق الفرصة التي حصل عليها الكثيرون من أبناء الجنسيات الأخرى بسير ذاتية أقل، ولا أعتقد أننا قد نخسر أكثر مما خسرناه في السنوات الماضية مع المنتخب الأول على كل حال!
كرة الإمارات تحتاج إلى أمثال الكمالي و«عموري»
الكمالي في لقاء سابق أمام الشباب. تصوير: إريك أرازاس |
حينما تتحدث مع لاعب مثل عمر عبدالرحمن أو حمدان الكمالي، تجد أنهما شغوفان جداً بمسألة اللعب خارج الإمارات، ولا أعرف عما إذا كان يملك بقية اللاعبين الشباب هذا الشغف، لكن هذا أحد الأمور التي تبث فينا التفاؤل لمستقبل أفضل لكرة الإمارات، فحمدان قاتل كثيراً حتى وقع لنادي ليون الفرنسي. وحتى في تصريحاته الأخيرة يؤكد أنه لايزال يرغب في اللعب بالخارج مجددا، إن أتيحت له الفرصة، فهو كلاعب كرة قدم عصري ولعب في محافل كبيرة، يدرك أنه لا يرغب في أن ينتهي به المطاف بالاعتزال في الدوري الإماراتي، بعد بداية رائعة له كلاعب كرة قدم شاب.
وتجربة عمر عبدالرحمن مع مانشستر سيتي كانت خطوة «شبه إيجابية»، لكن الخطوة الإيجابية تماماً ستكون بالتوقيع لناد أوروبي أو حتى غير أوروبي خارج الإمارات. ويفترض أن يكون الظهور في الأولمبياد نقطة تحول في تاريخ الكرة الإماراتية، ويجب أن يتغير الكثير من الأمور ومعها العقليات الرافضة للعب الإماراتيين في الخارج.
ونحتاج كذلك إلى الكثيرين من حمدان الكمالي الآن ليقاتلوا من أجل إرضاء ذاتهم بالارتقاء واللعب على المستوى العالي في الخارج، فكرة القدم مهنة تبدأ كهواية، والهواية عبارة عن حب ممارسة أمر ما، لكن الاستمرار بممارستها في المكان والمستوى نفسيهما، لن يطور اللاعب، ولن يلهم من حوله كذلك.
العرب راجعون بقوة إلى الإمارات
زيدان انتقل أخيراً إلى بني ياس. من المصدر |
يشهد الموسم المقبل في الإمارات عودة قوية للاعبين العرب، وهذه المرة ستكون الأسماء العربية من العيار الثقيل، إذ سنرى المصري شيكابالا مع الوصل، ومواطنه محمد زيدان مع بني ياس، والعراقي نشأت أكرم مع النصر، والأردني أنس بني ياسين مع الوحدة. ووجود هؤلاء اللاعبين قد يجذب الجاليات العربية إلى الملاعب الإماراتية. وكل لاعب من هؤلاء الأربعة يملك شعبية كبيرة في بلده، ومعروف بقدراته وإمكاناته الفنية، واللاعب الأكثر إثارة للاهتمام بينهم هو شيكابالا المعروف بمشاغباته، وأعتقد أنه علينا توقع حضور جيد للجماهير المصرية لمتابعة الوصل الموسم المقبل، مثلما كان الوضع مع النادي الأهلي، حينما كان المصري حسني عبدربه يلعب في صفوفه في موسم 2008/.2009 وعلى الجانب الآخر، تغادر أسماء عربية أخرى الدوري مثل العمانيين فوزي بشير ومحمد الشيبة، إضافة إلى السعودي ياسر القحطاني، لكن المؤكد أن الدوري الإماراتي أصبح قبلة النجوم العرب الكبار، ونتمنى رؤية المزيد منهم مستقبلاً، حتى يطوروا الدوري فنياً وإعلامياً وجماهيرياً.
صفحة رياضية متنوعة تتناول التعليق على الألعاب كافة برأي متواضع، ويمكن مشاركة القراء فيها، وتوجيه الرسائل إلى من يرغبون، عبر البريد الإلكتروني التالي:
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news