رأس حربة المنتخب «احتيــاط»
حذّر خبراء في كرة القدم من تفاقم مشكلة ندرة المهاجمين المواطنين، وتأثيرها في المنتخب الوطني الأول، بسبب صعوبة اكتشاف هذه المواهب، وعدم منحها الفرصة في اللعب كعناصر اساسية في الاندية التي تشارك في دوري المحترفين، لعدم وجود الأماكن الشاغرة، اذ تعتمد الأندية على اللاعبين الاجانب بشكل كامل، خصوصاً في الخطوط الأمامية للفريق ومركز رأس الحربة.
وأكد الخبراء في حديثهم لـ«الإمارات اليوم»، أنه «ربما لا نشعر بهذه المشكلة مع المنتخب الأولمبي، حيث كان برنامجه مملوء بالتجمعات والبطولات الودية والرسمية والمناسبات العالمية، لكننا سنفاجأ بأننا نفقد كل تجمع للمنتخب أحد اللاعبين البارزين الذين كان لهم الفضل في مشوار منتخبنا الأولمبي، وربما في المعسكر الأول، الذي سيبدأ اليوم، فلن نجد لاعب بني ياس أحمد علي المتميز وصاحب الأهداف المؤثرة الذي صعد بمنتخبنا إلى نهائي الآسياد ،2010 بهدف في الدقيقة 122 من المباراة، والبقية تأتي في المعسكرات المقبلة».
حلم الإمارات كانت كرة القدم الإماراتية قد بدأت عهداً جديداً مع تولي المدرب المواطن، مهدي علي، قيادة المنتخب الوطني الأول، بعد نجاحه مع المنتخب الأولمبي، وتحقيق إنجازات على مدار أربع سنوات ستظل في ذاكرة وتاريخ كرة القدم الإماراتية، اذ كتب أول مشاركة إماراتية في الأولمبياد بالتأهل إلى أولمبياد لندن ،2012 والظهور بشكل مشرف خلال المسابقة رغم الخروج من الدور الأول في مجموعة كانت تضم بريطانيا والسنغال والأوروغواي. مهدي علي، ويطلق عليه «صائد البطولات»، فاز بلقب بطولة آسيا للشباب ،2008 وبطولة الخليج للمنتخبات الأولمبية ،2011 وفضية دورة الألعاب الآسيوية ،2010 الوصول لدور الثمانية بكأس العالم للشباب في مصر ،2009 إلى جانب الوصول بمنتخب الإمارات إلى دورة الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في تاريخ الدولة. واستدعى مهدي علي في أول معسكراته الرسمية والخاصة بمباراتي اليابان والكويت الوديتين يومي السادس و11 سبتمبر المقبل، 23 لاعباً، بينهم 15 لاعباً من منتخبنا الأولمبي الذي يستعد ليصبح منتخب الحلم الإماراتي . |
وسيواجه مدرب المنتخب الوطني الاول مهدي علي، مشكلة بندرة المهاجم المواطن، وعدم جاهزيته المناسبة للانضمام للمنتخب، فنجد أن تشكيلة المنتخب الاخيرة اعتمدت على ثلاثة مهاجمين هم إسماعيل مطر وأحمد خليل وسعيد الكثيري، هم بدلاء في فرقهم وان لعبوا أساسيين يلعبون في غير مراكزهم.
وقال خبراء إن المثال الأخير والحي هو تصفيات المرحلة الثالثة لكأس العالم ،2014 التي لعب فيها منتخبنا إلى جانب الكويت ولبنان وكوريا الجنوبية، فقد أحرز منتخبنا تسعة أهداف في ستة لقاءات، لكن المشكلة هنا في اللاعبين الذين أحرزوا الأهداف، فهم المهاجم إسماعيل مطر (ثلاثة أهداف)، والمدافع بشير سعيد (هدفان)، وهدف لكل من المهاجم أحمد خليل وإسماعيل الحمادي وعلي الوهيبي ومحمود خميس، ليظل إسماعيل مطر هو متصدر الهدافين، كونه موجوداً مع فريقه بصفة مستمرة رغم عدم وجوده في مركز المهاجم.
وأشار الخبراء أنه «بالنظر إلى تعاقدات موسم 2012 في الأندية، نجد أن 12 نادياً في دوري المحترفين، بالإضافة إلى أربعة فرق في الدورة الرباعية تعاقد أغلبهم مع لاعبين أجانب في مركز الهجوم، أي ان الفريقين المكملين لدوري المحترفين ستكون عندهما المشكلة نفسها أيضا، باستثناء نادي الوصل الذي تعاقد مع لاعبين في مركز الوسط المهاجم، هما المصري محمد عبدالرازق (شيكابالا) والأرجنتيني مانويل دوندا، والمدافع الأسترالي لوكاس نيل، ويبحث عن مهاجم أجنبي، فيما تعاقد مع مهاجم مواطن هو فيصل خليل، ليحمل راية المهاجم المواطن في دورينا .2012
المهاجم سيختفي
وأكد مدرب منتخبنا الوطني للشباب، عيد باروت، وجود المشكلة في دولة الإمارات وتأثيرها بشكل كبير في المنتخب الوطني، واتجه إلى منطقة الخليج بشكل عام، وقال «من وصل إلى التصفيات النهائية لكأس العالم سوى قطر التي تعتمد بشكل كبير على تجنيس اللاعبين، للأسف المهاجم المواطن سيختفي بعد عامين على الأكثر، بسبب الاعتماد على المهاجم الأجنبي، للأسف أصبح اتحاد كرة القدم أيضا يعتمد على لاعبين مقيمين أو أكثر في فرق المراحل السنية، فما الهدف من ذلك».
وأضاف عيد باروت «الاتحاد يجب أن يعرف ما يريد، ونحن نعاني في المنتخبات بسبب عدم اشتراك المهاجمين الإماراتيين، ويجب أن يعلن اتحاد الكرة عما يريد من مشاركة اللاعبين المقيمين في المراحل السنية! هل هو التجنيس؟ وأحب ان أؤكد أنه لن يكون هناك مهاجمون في الإمارات بعد عامين مع استمرار الاعتماد على المهاجمين الأجانب بهذا الشكل».
واختتم باروت حديثه بأن هناك أطرافاً عديدة مسؤولة عن هذه المشكلة، والتي لن تحل إلا بقرار وطني فيه نظرة للصالح العام، وهو منتخب الإمارات ومستقبله في السنوات المقبلة.
جوهر: مسؤولية الاتحاد
وأكد لاعب عجمان والعين ومنتخبنا الوطني سابقاً، سالم جوهر، تراكم المشكلة بشكل كبير، وقال إن «اللاعب المواطن يتعب ويصاب بالإحباط عقب التعاقد مع اللاعب الأجنبي، لأكثر من سبب، أولها أن انديتنا تتعاقد مع لاعبين هدافين في مختلف الدوريات الأوروبية والعالمية، مثل هداف الدوري الألماني أو البرازيلي أو التشيلي وغيرها من البطولات العالمية، وبالتالي فسيكون من الصعب أن ينال اللاعب فرصته في الظهور إلا في أضيق الحدود، وربما يختفي، اما السبب الثاني فهو المبالغ الخيالية التي يتقاضاها هؤلاء اللاعبون، وعدم مقارنتها مع لاعبينا المواطنين حتى لو كان اللاعب المواطن أفضل من اللاعب الأجنبي».
وتحدث اللاعب الدولي السابق عن لاعب الأولمبي أحمد علي، وقال «مثل هذا اللاعب في المنتخب يبدع، لكنه يختفي في ناديه بسبب عدم اللعب والوجود داخل المستطيل الأخضر»، وأضاف أن «وجود المهاجم في الملعب في ناديه مسؤولية مشتركة على العديد من الأطراف، لكنها مسؤولية رئيسة لاتحاد الكرة بصفته مسؤولاً رئيساً عن المنتخب الإماراتي».
واعتبر رئيس قسم التربية الرياضية في جامعة الإمارات ولاعب الجزيرة السابق، الدكتور ناصر عمران، غياب المهاجم الهداف عن منتخبنا أمراً واقعاً، «بسبب غيابه عن فريقه في البطولات المحلية، ومشكلة غياب المهاجمين وعدم وجودهم مع فرقهم ما يؤثر سلبيا في اللاعب في العديد من الأمور منها التأثير النفسي فيه، ما يجعله يقدم مستويات أقل بكثير من المتوقع منه في المنتخب أو الناديأ، إضافة إلى ضعف اللياقة البدنية للاعبين، وأيضا حساسية المباريات، وهو ما يؤثر سلبيا بشكل كبير في اللاعبين، وبالتالي تأتي توابعه على المنتخب الوطني».