اليماحي: لا حل جذرياً لأزمـة المـهاجم
أكد عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين ناصر اليماحي، أن اتحاد كرة القدم لا يستطيع اجبار الأندية على قرار معين ويجب أن تكون الأندية مقتنعة بأن هناك مشكلة تبحث عن حل، وقال لـ«الإمارات اليوم» إنه يتمنى ان يتم الغاء الأجانب في دوري الهواه أو تقليصهم كبداية حتى نعطي فرصة للاعبين المواطنين، كما كشف أن السبب من وراء وجود اللاعبين الوافدين في فرق المراحل السنية هو نوع من الترابط المجتمعي وليس من أجل التجنيس.
وكان خبراء في كرة القدم قد أكدوا خلال تحقيق عن «أزمة المهاجم»، أن اتحاد كرة القدم هو المسؤول الأول عن المنتخب الوطني، ولذلك هو قادر على اتخاذ قرار يفيد المهاجم ويحافظ على استمراره في المباريات.
وأكد الخبراء أن مشكلة ضعف خط هجوم منتخب الإمارات نتيجة ضعف مستوى المهاجمين الفني للاعتماد على المهاجم الأجنبي، وقالوا إن المشكلة للأسف ليست حديثة وإنما هي تراكم لأربع سنوات هي تقريباً عمر الاحتراف وتواجده في كرة القدم الإماراتية، وما تبع ذلك من تعاقدات مع مهاجمين أجانب بالملايين رغبة من الأندية في تحقيق الفوز على حساب مصلحة المنتخب الوطني الإماراتي.
وقال اليماحي رداً على هذه التصريحات «انه لا يوجد حل جذري لهذه المشكلة ولكن يجب أن يكون الحل بالتكاتف بين اتحاد كرة القدم والأندية الإماراتية والمدربين، خصوصاً التنسيق بين مدربي المنتخبات ومدربي الأندية من أجل إعطاء الفرصة للاعب المواطن المتميز، فعلى سبيل المثال لو أن نادياً يملك لاعباً مثل أحمد خليل، وهو لا يقل عن مستوى أي لاعب أجنبي، فيجب الضغط على المدربين لإعطائه الفرصة كاملة».
وأضاف «لا يقتصر ذلك على المهاجم فقط ولكن يجب البحث عن مواطن الخلل في المنتخبات، فالأبيض الإماراتي يفتقد أيضا مركز صانع الألعاب، فيجب الأخذ في الاعتبار صناعة لاعبين لهذا المكان أيضاً».
وتابع رداً على مطالبة الرياضيين للاتحاد بإجبار الأندية على تقليص عدد اللاعبين الأجانب، قال اليماحي «اتحاد كرة القدم لا يستطيع أن يجبر الأندية على قرار تقليص عدد اللاعبين، ولا يوجد اتحاد يجبر الأندية ولكن يجب على الأندية أن تقتنع بأن هناك مشكلة ويجب اتخاذ خطوات أولى لحلها وذلك لمصلحة المنتخب الوطني».
وقال رئيس لجنة أوضاع اللاعبين «يجب أن تكون هناك دراسات فنية ومقارنات بين المهاجمين الأجانب والمهاجمين المواطنين، وذلك في نهاية كل موسم، كم دقيقة لعبها الأجنبي وما هو تأثيره ونسبة أهدافه وبالمثل للاعب المواطن، وعلى أساس هذه الدراسات الفنية البحتة يتم اتخاذ قرار إما بتقليص عدد الأجانب أو لا، لأننا لا ننكر أن اللاعب الأجنبي إضافة لفرق دورينا وللاعبين المواطنين للاحتكاك، كما انه مطلب آسيوي مهم».
وعن طلب مدرب منتخبنا السابق عبدالله المسفر والخاص بإلغاء اللاعبين الأجانب في الهواة، قال «صراحة أتمنى ذلك وطالبت به سابقاً، ولكن يجب على الجمعية العمومية أن تقتنع بالفكرة وأنها في مصلحة اللاعبين المواطنين وليس للمهاجم فقط، بل سيساعد ذلك على اكتشاف عدد من المواهب ولاعبين مميزين يفيدون أندية دوري المحترفين، ويكون الدوري مجالاً واسعاً لهؤلاء اللاعبين للظهور بشكل أفضل»
وتحدث عن عدد الأجانب في أنديتنا والذي يصل إلى 56 لاعباً في المحترفين و42 لاعباً في الهواة، قائلاً «هذا العدد كبير جدا على دوري الهواة ويجب تقليصه حتى من الناحية التسويقية، فدوري الأولى لا يحتمل أن يكون هناك ثلاثة لاعبين أجانب»، وطالب بعرض الفكرة لتقليل اللاعبين كخطوة أولى لتطوير اللاعب المواطن.
وعن سبب وجود اللاعبين الأجانب في فرق المراحل السنية وهو ما طالب بإلغائه مدرب منتخب الشباب الإماراتي عيد باروت، قال اليماحي إن «التجنيس ليس له دخل بهؤلاء اللاعبين، وإنما هناك نظرة أخرى لهؤلاء اللاعبين وهو نوع من الترابط الاجتماعي مع أفراد المجتمع، وهناك لاعبون كثر تواجدوا مع فرق المراحل السنية ومثلوا منتخاباتهم، وبالتالي نساعدهم اللاعبين، إضافة إلى أن العدد محدود وهو لاعبان فقط ولا يؤثر في اللاعبين بشكل أو بآخر».
وطرح رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين حلاً كان قد عرض سابقا في اتحاد سابق «وهو الاتفاق مع الأندية على احتراف اللاعب المميز الموجود في فريقها في أي دولة أخرى مقابل السماح لها بالتعاقد مع لاعب خليجي أو آسيوي آخر إذا أرادت ذلك، ويكون ذلك بالتنسيق بين الاتحاد والنادي ليضمن اللاعب وجوده أكبر وقت في الملعب حتى يفيد المنتخب الوطني ويفيد النادي، وهذا القرار مطروح أيضا إذا أرادت الجمعية العمومية تنفيذه»، وأكد اليماحي أنه سيتم عرض القضية على الأمانة العامة للاتحاد لوضعها في أجندة الاجتماع القادم لمناقشتها مع الأندية في أقرب اجتماع وعبر تنظيم ورش عمل خاصة بهذه المشكلة، وحث على ضرورة العمل وبداية إيجاد الحلول مع تأكيده على صعوبة أن تنفذ كل الحلول دفعة واحدة، وإنما يجب اتخاذ موقف وحل في البداية عن طريق التنسيق بين الاتحاد والأندية الإماراتية.
عبدالرحمن محمد: المهاجم الجيد يثبت نفسه مهما كانت جنسيته
طالب مدير أكاديمية النصر لكرة القدم ولاعب منتخب الإمارات السابق وأحد نجوم مونديال 1990 عبدالرحمن محمد، المهاجمين الإماراتيين بفرض مستواهم على المهاجمين الأجانب وعلى الكرة الإماراتية في فرقهم، بالإضافة إلى ضرورة صناعة المهاجم معتمدين على الأكاديميات الخاصة في الأندية، وقال لـ«الإمارات اليوم» متفاعلاً مع تحقيق أزمة المهاجم، إن «هداف الإمارات عدنان الطلياني فرض نفسه على كل من تعاقد معه نادي الشعب من لاعبين أجانب»، مؤكداً ان «المهاجم يستطيع أن يفرض نفسه على أي لاعب».
وعن حل للمشكلة التي ظهرت في السنوات الأخيرة وللأسف يعجز اتحاد كرة القدم عن حلها، قال «اتحاد الكرة لا يستطيع أن يقوم بحل جذري لهذه المشكلة، فالأندية تبحث عن الفوز ولذلك تتخذ الأفضل لها من لاعبين مميزين». فيما لخص لاعب منتخبنا المشكلة في نقاط بسيطة للحل، قائلاً «المهاجم الجيد يفرض نفسه مهما كانت جنسيته، والدليل على ذلك مهاجم دبي حسن محمد الذي فرض نفسه هدافا للاعبين المواطنين، وهو ما جعل فريق النصر يتعاقد معه كونه تميز مع فريقه في وجود المهاجمين».
وأضاف «يجب العمل في أكاديميات الكرة وفرق المراحل السنية على ضرورة صناعة مهاجم بالتنسيق بين إدارة النادي والمدربين، وهذه المراكز الخاصة وفي الأندية، فصناعة المهاجم الأن أصبحت أكثر من الموهبة ويجب الاهتمام بالمراكز التي تعاني منها منتخابتنا، وهي مراكز حارس المرمى والمهاجم والظهير الأيسر والأيمن وإن كنا نفتقد لظهير أيسر مميز، ولذلك يجب الاهتمام بهذه المراكز والتي تسبب خللاً للكرة الإماراتية».
والحل الآخر الذي قاله عبدالرحمن محمد، هو ضرورة التبادل بين الأندية، مشيراً الى أن «هناك بعض الأندية التي تضم ثلاثة أو أربعة لاعبين في مركز الظهير وناد آخر يفتقر لذلك ويملك أكثر من مهاجم، فما المانع أن أقوم باستبدال اللاعبين ولو على سبيل الإعارة لإفادة كل الأطراف، ولكن للأسف انديتنا غير متفقة على حل معين وقرار يفيد الرياضة الإماراتية»، وقال إن «تقليص عدد الأجانب سيضر بفرقنا في البطولات الآسيوية، ومبدأ تكافؤ الفرص، لكنه أكد أنه إذا اقتنعت الأندية بالتعاقد مع مهاجم واحد فهذا ربما يكون حلاً جيداً مع ضرورة أن يتم التركيز على أكاديميات الكرة».