رياضيون: رحيل مارادونــا خسارة لا تقدر بثمن

رفض رياضيون التقليل من أهمية رحيل مدرب الوصل السابق الأرجنتيني دييغو مارادونا، خصوصاً أن دوري المحترفين في نسخته الخامسة بات على الأبواب، وعدوا وجوده مهماً للدوري الإماراتي، خصوصاً إثر الاهتمام اللافت من وسائل الاعلام العالمية بأخبار الدوري ونتائج الأسطورة مع فريقه والأحداث التي ترافقه، وقالوا خلال حديثهم لـ«الإمارات اليوم» إن «مارادونا أعطى الدوري نكهة جيدة وتسويقاً ممتازاً على مستوى العالم، وأن رحيله خسارة لا تقدر بثمن، رغم تواضع نتائجه مع نادي الوصل، وفشله في قيادته إلى منصة التتويج محلياً وخليجياً».

أخبار الأسطورة

تفصيلاً قال المحلل الرياضي ياسر سالم إن «قيمة مارادونا الكبيرة كلاعب دولي أضافت الكثير إلى الدوري الإماراتي، خصوصاً إثر الاهتمام الذي حظيت به المنافسة من وسائل الاعلام الأجنبية، حيث تصدرت أخبار مارادونا مع الوصل مساحات واسعة، ما أدى إلى شهرة ممتازة للدوري في أنحاء عدة على مستوى العالم، خصوصا في الأرجنتين، وهي نتيجة جيدة في إطار التسويق».

وأضاف: الحقيقة أن مارادونا المدرب لم يحقق الاضافة الفنية المطلوبة مع نادي الوصل الموسم الماضي، على خلاف التوقعات التي تحدثت عن أحلام البطولات الوصلاوية في عهده، وربما لم يتمكن من تحقيق أي لقب كروي، بسبب نوعية العناصر الموجودة في نادي الوصل، رغم البداية الجيدة، لكن الشاهد أنه كان المسؤول الرئيس عن اختيار اللاعبين الأجانب في النادي، ما يعني عملياً تحميله تبعات مسؤولية إخفاقهم في احراز النتائج الجيدة.

واعترف مدير فريق الشارقة أحمد مبارك، بتأثير غياب مارادونا عن الدوري الموسم الجديد، وقال إن «بريق الدوري سيخبو قليلاً في غياب الاسطورة الذي ملأت شهرته الآفاق، بفضل تألقه اللافت في الملاعب، وقيمته الفنية الكبيرة مدرباً مع منتخب بلاده وأندية عدة».

وأكمل: أنظروا كيف لاحقت وسائل الاعلام الأجنبية أخبار الدوري الإماراتي في عهد مارادونا، ما يعني أنه كان يمثل الثقل التسويقي المطلوب للدوري ولنادي الوصل، فهذا يعني أن غيابه سيقلص مساحات الاهتمام بالدوري، لكن رغم ما حدث، فإن مصلحة النادي اقتضت البحث عن مدرب جديد ليواكب التطلعات المأمولة في الفترة المقبلة.

تراجع جماهيري

عدّ مدير الفريق الاول لكرة القدم بنادي دبا الفجيرة جمعة حمدان أالعبدولي، رحيل الاسطورة مارادونا عن الدوري الإماراتي «خسارة لا تقدر بثمن، خصوصاً على المستوى الاعلامي»، موضحاً «لاحظنا الاهتمام غير المسبوق بتغطية أخبار دوري المحترفين لكرة القدم، خصوصاً في المباراة التي يكون طرفها نادي الوصل ومدربه مارادونا، إلى جانب أن المواقع العالمية المرموقة كانت تتناقل الأحداث التي يكون طرفها مارادونا باهتمام كبير».

وأضاف: أعتقد أن رحيل مارادونا خسارة إعلامية مهمة للدوري الإماراتي، وليس نادي الوصل وحده، وأتوقع خسارة ثانية لا تقل أهمية على مستوى الحضور الجماهيري في مدرجات المحترفين من الجاليات الأجنبية، التي كانت تحرص على متابعة مارادونا مع الوصل، لدرجة أننا شاهدنا مرات عدة جمهوراً من دول خليجية يأتي لاجل مشاهدة مارادونا في المدرجات، فبعد مارادونا المدرب الذي منح الدوري شهرة عالمية سيعود دورينا إلى طابعه المحلي.

واعترف مشرف الفريق الاول لنادي اتحاد كلباء، حسن سعيد، بتأثير رحيل الاسطورة مارادونا في الدوري الإماراتي ونادي الوصل، بسبب الشعبية الطاغية التي يتمتع بها في انحاء العالم، موضحاً أن «غياب مارادونا خسارة كبيرة للدوري، وتابعنا الاهتمام الكبير من المحطات الإعلامية المرموقة بأحداث الدوري الإماراتي ونتائجه وتفاصيله الدقيقة في وجود مارادونا، والمشكلة أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يستعيد دورينا حضوره القوي في المنطقة والقارة، وأعتقد أن الوصل سيكون أفضل فنياً في غياب مارادونا، في حال توافرت بعض المعطيات المطلوبة للحصول على النتائج المأمولة».

ويرى مدير الفريق الأول لنادي الإمارات، سيف محمد بن سيف، رحيل مارادونا خسارة فادحة للدوري الإماراتي، بسبب تأثيره القوي في الساحة الاعلامية العالمية، وحضوره الطاغي في جميع الأوقات والمناسبات.

وأكد بن سيف: لاحظنا أن معظم الأندية التي كانت تستعد لمواجهة نادي الوصل تأخذ الأمر على محمل الجد في وجود مارادونا، ولا يمكن التأكيد بأنه حضر إلى الإمارات لجني الأموال فقط، فهو كان يرغب في وضع بصمته الجيدة بالمنافسة على الألقاب وإحراز النتائج الجيدة، لكن المشكلة أن الأمور لم تمض كما ينبغي، والحقيقة أنني تمنيت بقاء مارادونا حتى لا يفقد دوري المحترفين بريقه الذي لمع قوياً في وجود الأسطورة، سننجح في استعادة الأضواء مرة أخرى بعد رحيله في حال حصلت الأندية الإماراتية على لقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم مرات عدة.

تعاقدات تعوض الغياب

يعتقد مدرب الشارقة السابق عبدالمجيد النمر أن رحيل مارادونا لن يؤدي بالدرجة الأولى إلى تقليص مساحة الاهتمام به من وسائل الاعلام على مستوى المنطقة والدول العربية، خصوصاً إثر الاعلان عن تعاقد نادي الوصل مع المدرب الفرنسي ميتسو صاحب الانجازات اللافتة مع المنتخب الأول لكرة القدم في «خليجي 18» ونادي العين في دوري أبطال آسيا لكرة القدم ،2003 وغيرها من النتائج الأخرى مع المنتخب القطري ونادي الغرافة والمنتخب السنغالي قبل سنوات عدة في كأس العالم.

وأوضح: لا نستطيع إنكار قيمة مارادونا المدرب واللاعب وتأثيره الكبير في الدوري الإماراتي الموسم الماضي مع نادي الوصل، لكن بالقدر ذاته ينبغي النظر بامعان إلى التعاقدات التي حدثت في صفوف بعض الأندية، خصوصاً الوصل وبني ياس بالتعاقد مع المصريين شيكابالا ومحمد زيدان، فهذا الشيء سيؤدي حتماً إلى تعزيز الاهتمام الاعلامي بالدوري الإماراتي، رغم رحيل الأسطورة.