رياضيون: يتأقلم سريعاً مع المواطنين ويقلّل خسائر الأندية.. ويؤكّدون:
اللاعب العربي أقل سعراً وأكثر فـــائدة فنياً وجماهيرياً
أيد رياضيون وإداريون اتجاه أندية دوري المحترفين بكرة القدم بالتعاقد مع لاعبين عرب ضمن صفوف فرقها التي تخوض منافسات الموسم الحالي الجديد 2102-،3102 مؤكدين أن مثل هذه الخطوة بمثابة دعم للمسابقات المحلية على الصعيد الفني والجماهيري والإعلامي، ومن شأنها أن تعيد الروح إلى المدرجات باستقطاب الجاليات العربية، داعين إدارات التسويق في الأندية، إلى ضرورة التركيز على هذا الجانب لتحفيز هذه الفئة على حضور المباريات.
واتجه عدد من أندية المحترفين الى الساحة العربية في تعاقداتها هذا الموسم، بعد الفشل الفني لأسماء كبيرة جلبتها في السنوات الماضية بمبالغ كبيرة، لكنها لم تحقق الغاية المطلوبة، وشكلت عبئاً على ميزانيات هذه الاندية، بل وفشلت في تحقيق إنجازات خارجية في البطولة الاسيوية.
وارتفع عدد اللاعبين العرب هذا الموسم الى 11 لاعباً، في مقدمتهم نجم الوصل الحالي ونادي الزمالك سابقاً محمود عبدالرازق (شيكابالا) ومواطنه محمد زيدان المنضم إلى بني ياس، ثم الأردنيان عامر ذيب لاعب اتحاد كلباء وانس بني ياسين لاعب الوحدة، اللذان يمثلان النشامى لاول مرة في دوري المحترفين الإماراتي، فضلاً عن المغربي إسماعيل بلمعلم لاعب بني ياس والسوري عبدالرازق الحسين لاعب دبا الفجيرة، والعراقي نشأت أكرم لاعب النصر، ومواطنه كرار جاسم لاعب عجمان، واللبناني يوسف محمد لاعب الاهلي.
وأشار الرياضيون في حديث لـ«الإمارات اليوم» إلى أن «وجود اللاعب العربي في الدوري الإماراتي أمر من شأنه أن يقلل من حجم الخسائر المالية التي تكبدتها الأندية في المواسم السابقة، بعد تعاقدها مع لاعبين أجانب دون المستوى، لم يضيفوا إلى الدوري الإماراتي، على حد مزاعمهم».
وشددوا على أن «اللاعب العربي هو الاجدر من غيره من لاعبي أوروبا وأميركا الجنوبية على البروز في الملاعب الإماراتية، نظراً لعامل اللغة وتمتعه بالعادات والتقاليد نفسها، ما يجعل هناك سهولة في مسألة تأقلمه السريع مع اللاعب المواطن».
خسائر الأندية
|
أكد اللاعب الدولي السابق، خالد إسماعيل، أن بروز اللاعب العربي في صفقات الانتقالات الصيفية يعد أمراً جيداً للدوري الإماراتي، على الصعيدين الفني والجماهيري.
وقال «منذ فترة ليست بالقصيرة والاندية تتجه الى أميركا الجنوبية وأوروبا للتعاقد مع اللاعبين الأجانب، والحقيقة أن معظم هذه التعاقدات لم تكن موفقة، ولم يبرز إلا القليل، ما جعل الأندية تتكبد خسائر المالية، ولم تستفد المسابقات المحلية من الكم الكبير للاعبين الأجانب الذين أتوا إلينا».
وأضاف «المصلحة العامة كانت تقتضي أحد الامرين، إما تقليص عدد اللاعبين المحترفين لإتاحة الفرصة للاعبين المواطنين، بعد أن ابتعدوا بصورة كبيرة في السنوات الماضية، في ظل سياسة الأندية بالاعتماد على الأجانب، أو استقدام لاعبين من مدارس مختلفة، وأتوقع للاعب العربي النجاح في الموسم الحالي».
ولفت إلى أنه «كان واضحاً تعاقد الاندية مع لاعبين من أصحاب الاسماء الكبيرة التي لها جاليات كبيرة في الإمارات، سواء من العراق أو الأردن أو المغرب أو مصر أو حتى سورية، فكل هذه الدول تعشق كرة القدم، وحتما ستكون متلهفة لأن تشاهد لاعبيها، ما يجعل وجودها في المدرجات أمراً محتملاً».
وتابع اسماعيل «ما يشجع على توقع نجاح اللاعب العربي معرفته بعادات وسلوكيات المجتمع الاماراتي، وهذه من النقاط المهمة التي يجب ألا نغفلها، فقد تابعنا في المدرجات بعض المشاهد لزوجات وصديقات اللاعبين والمدربين الاجانب، لا تليق بعادات وسلوكيات المجتمع، على عكس اللاعب العربي الذي يرفض حضور زوجته أو أي امرأة من أفراد عائلته إلى المدرجات».
وأكمل «لاشك أيضاً في أن اللاعب العربي يستطيع بسهولة أن يتواصل مع أقرانه من اللاعبين المواطنين، ويستطيع بسهولة أن ينخرط بينهم، على عكس اللاعبين الاجانب، خصوصاً من أميركا الجنوبية، الذين لا يجيد معظمهم تحدث اللغة الانجليزية، وعلاقتهم ببقية أفراد الفريق دائماً لا ترتقي إلى أكثر من حدود الملعب».
ظاهرة إيجابية
قال المدير التنفيذي لنادي الوصل، حسن طالب، إن كثرة اللاعبين العرب الذين سيوجدون في دورينا الموسم المقبل، تعد ظاهرة إيجابية، وتدعو إلى التفاؤل، خصوصاً في ظل الاسماء اللافتة التي تم الاعلان عن التعاقد معها.
وأضاف «اللافت في تلك الصفقات أنها لأسماء كبيرة لها حضور قوي في دولها ومعروفة بالنسبة للجماهير الإماراتية، وسهلت كثيرا من عملية الاختيار بالنسبة للأندية، على عكس اللاعبين الاجانب الذين يأتون في غفلة، بسبب نجاح وكلاء أعمالهم في التسويق الجيد لهم عبر شرائط فيديو في بعض الاحيان تكون للاعبين آخرين، ما يجعل الاندية تتعرض في بعض الاحيان لحالات من الاحتيال».
ولفت «لاشك في أن استقطاب اللاعب العربي أمر من شأنه أن يعزز من حضور الدوري الامارات في الدول العربية، وهذا أمر مهم جداً للمسابقة، بعد أن نجحت في السنوات السابقة أن يكون لها حضور في بعض دول أميركا اللاتينية وتحديداً البرازيل».
وأوضح «سيكون بوسع تلك الصفقات أن تجذب شريحة مهمة من الجماهير العربية الموجودة على أرض الدولة للمدرجات، خصوصاً أن اللاعبين الذين أتوا الينا يتمتعون بشعبية كبيرة في بلادهم، وحتما سيكون لهم محبون ومعجبون من الموجودين في الامارات يرغبون في متابعتهم».
وبيّن «يجب على الاندية أن تكثف من الجانب التسويقي المتعلق بالجاليات العربية من أجل جذبهم للمدرجات وإيجاد قاعدة تنضم الى جماهيرها، من شأنه أن يعيد الروح الى الملاعب، التي افتقدت هذه المسألة منذ سنوات طويلة».
وزاد «نحن في نادي الوصل حينما اتخذنا خطوة التعاقد مع اللاعب المصري شيكابالا، فكرنا في كل هذه الابعاد، الى جانب موهبته العالية، وقدرته على امتاع جماهير النادي العاشقة لكرة القدم والمهارات الفنية العالية».
أوضح «مثلما نجح الوصل في التعاقد مع لاعب مميز أعتقد أن أندية أخرى حققت الشيء نفسه مثل النصر وبني ياس والوحدة التي تعاقدت مع لاعبين عرب معروفين، ما من شأنه أن يزيد من حدة التنافس داخل أرض الملعب، ويرفع من المستوى الفني للمسابقات المحلية».
يشعر بقيمة الجمهور
أكد المحلل الرياضي في قناة دبي الرياضية ومدير فريق الظفرة السابق، ياسر سالم، أن اللاعب العربي سيكون اضافة مهمة للدوري الإماراتي في الموسم المقبل، بحكم ما يتمتع به من عوامل مشتركة مع اللاعبين المواطنين، أبرزها الحماس المفرط الذي يؤدي به داخل الملعب، وشعوره بقيمة الجمهور الموجود في المدرجات، وهي أمور مطلوبة في كرة القدم.
وأضاف «اللافت في الصفقات الجديدة هذا الموسم أنها قد أتت بلاعبين عرب معروفين جيداً للجماهير الاماراتية، ولديهم خبرات سابقة بحكم أن عدداً منهم سبق له اللعب في أوروبا، أو كان يلعب في دوريات قوية قبل قدومه الى الدوري الاماراتي، وهذه المسألة ستساعد على إبراز تلك الصفقات». وأشار إلى أن «أهم ما يميز اللاعب العربي قدرته على التأقلم السريع مع الطبيعة والطقس الموجودين داخل الامارات، وكذلك عادات وتقاليد المجتمع، وهذه المسألة ربما لا تتوافر في اللاعب الاجنبي الذي يأتي إلى دورينا وكل ما يهمه المال، دون النظر لاعتبارات أخرى».
ورأى ياسر سالم أن «النقطة السلبية التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي في بعض اللاعبين العرب حالة الشحن الزائدة التي من الممكن أن يتأثروا بها، سواء من جانب الجماهير أو الاعلام، وتخطي سلبية هذه الامور تقع على اللاعبين أنفسهم، وباعتقادي أن مرحلة البداية ستكون مهمة لهم، لو اجتازوها بنجاح سيتمكنون من تحقيق النجاح المتوقع لهم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news