رياضيون: 4 أسباب وراء غياب الجمهــور الإماراتي عن «سلة دبي»
أرجع متخصصون في عالم كرة السلة واكبوا بطولة دبي الدولية منذ انطلاقتها في سنة 1989، غياب الجماهير الإماراتية عن مدرجات البطولة، خصوصاً خلال السنين الاخيرة إلى عوامل أربعة رئيسة، في حين سدت هذا الفراغ جماهير الجاليات المقيمة في الإمارات على رأسها اللبنانية، مع أعداد قليلة من الجماهير الاماراتية التي تأتي عادة لتشجيع المنتخب أو لمناصرة بعض الفرق المحلية التي تشارك في منافسات البطولة.
وأكدوا في حديثهم لـ«الإمارات اليوم» أن غياب الفريق البطل، وهواجس اتساع الهوة بين كرة القدم والألعاب الجماعية، وغياب الثقافة الرياضية وعدم تعاون وزارة التربية في نشر اللعبة، كلها عوامل أسست لغياب الجماهير الإماراتية عن حضور أنشطة كرة السلة بشكل عام، ودولية دبي، على وجه التحديد. وتعد البطولة من أعرق بطولات القارة الآسيوية التي نجحت على مدى نسخها الـ24 في استقطاب نخبة منتخبات وأندية القارات الأوروبية والإفريقية والآسيوية.
هاجس كرة القدم
افتتاح ورشة «ثلاثة ضد ثلاثة» افتتح رئيس اتحاد كرة السلة، اللواء إسماعيل القرقاوي، أول من أمس، بمركز إعداد القادة في دبي، ورشة عمل مسابقة (ثلاثة ضد ثلاثة)، بمشاركة 46 مشاركاً، وتحت مظلة الاتحاد الدولي، بهدف اعتماد المشاركين كمنظمين رسميين معتمدين من قبل الاتحاد الدولي. ويحاضر في الدورة التي تمتد ثلاثة أيام كل من المدير الرياضي للمسابقة بالاتحاد الدولي كوستا الييف، ومدير العلاقات الدولية بالاتحاد التركي أمير تورام، وتتمحور المحاضرات حول الشبكة العالمية لمسابقة «ثلاثة ضد ثلاثة»، وقانون اللعبة، والتطبيقات الإلكترونية للمسابقة. وفي اطار التعاون بين الاتحاد الإماراتي لكرة السلة ونظيره التركي يتحمل الاتحاد التركي اقامة ثلاثة مشاركين، يرشحهم اتحاد الإمارات، واستضافتهم في الدورة العالمية لكرة السلة، التي تحتضنها اسطنبول خلال أغسطس من العام الجاري. المنتخب في اختبار الحكمة يدخل المنتخب عند السابعة مساء اليوم، اختبار الحكمة اللبناني، ضمن منافسات اليوم الرابع لحساب المجموعة الأولى، على أن يسبق هذه المباراة وعند الخامسة، لقاء لحسم صدارة المجموعة الثانية للرياضي أرامكس، والعودة للغة الانتصارات للمتحد اللبناني. ويتسلح المنتخب في لقاء الليلة بخبرات لاعبيه المكتسبة في المباريات الكبرى بعد عودته أخيراً بالمركز الرابع لدولية هولندا. ويعول مدرب المنتخب البوسني زوران في اختبار الحكمة على كوكبة من نجوم الأندية المحلية عبر كل من جاسم عبدالرضا وعلي عباس من الشباب، وصالح سلطان وإبراهيم عبيد من النصر، وجاسم محمد ومال الله راشد من الشارقة، وطلال سالم وقيس عمر من الأهلي، وإبراهيم خلفان وراشد ناصر من الوصل، وراشد العلي من بني ياس. وعلى الجانب الآخر يسعى النادي البيروتي إلى تعويض خسارته في اللقاء الافتتاحي أمام نظيره اللبناني الرياضي بواقع (68-89). وفي الثانية يتطلع الرياضي أرامكس الأردني المتسلح بخبرات الأميركي المخضرم ألفا بانغورا، والدوليين فادي السقا وعيسى كامل وعلي الزعبي وعلي زغب لحصد الفوز الثاني على التوالي. |
أعاد مشرف المراحل السنية في نادي الوصل السوري نضال بكري ابتعاد الجماهير عن متابعة الألعاب الجماعية، ومن ضمنها كرة السلة لاتساع الهوة بين كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى وبقية الألعاب، وقال: اتساع الهوة بين كرة القدم التي تستحوذ على الاهتمام والدعم الأكبر من الصغير قبل الكبير مقارنة ببقية الألعاب ومن ضمنها كرة السلة جعل تركيز الشارع الرياضي ينحصر على متابعة اللعبة الشعبية الأولى دون الاكتراث ببقية الألعاب الأخرى.
وأوضح: كرة القدم هاجس عالمي، إلا أن عالم الاحتراف في الدول الأوربية يشمل كرة القدم حتى الألعاب الجماعية مع تفاوت قيم الرواتب، وهو ما نفتقره في عالمنا العربي الذي ينحصر فيه الاحتراف على كرة القدم مع اقتصار دعم اتحادات الألعاب الأخرى على ما يخصص لها من الهيئات الرياضية، فيما تتوجه الأندية وبشكل منطقي لدعم الجهة المحترفة ذات الرواتب العالية التي تشكل عبئا على إداراتها في توفير الدعم الكافي لبقية الالعاب، ما ينعكس سلباً وبشكل مستمر على ابتعاد القواعد الجماهيرية عنها.
غياب البطل
أكد مدرب سلة شباب الأهلي واللاعب السوري الأسبق محمد القدسي، الذي شهد انجازات دولية دبي منذ نسختها الثانية حتى يومنا هذا، أن غياب البطل المحلي وراء عدم اكتراث الجماهير في حضور فعاليات البطولات الدولية، التي تقام على أرض الدولة، على صعيد الألعاب الجماعية، وقال: عدم وجود بطل محلي من الأندية وتركيز البطولة على وجود المنتخب أمام أندية تلعب بثلاثة محترفين، يجعل مهمة جذب الجماهير غاية في الصعوبة، إلا أن وجود البطل المنافس سيحفز روابط مشجعي الأندية للتوافد ومؤازرة فرقها»، مضيفاً: لو نظرنا لنسخة العام الماضي، لوجدنا وجوداً لرابطة مشجعي الأهلي في المباراة النهائية، بعد نجاح الفرسان في تحقيق الإنجاز.
غياب الثقافة الرياضية
شارك مدرب الشباب، المصري أحمد عمر، في دولية دبي كلاعب منذ نسختها الأولى، ويعتبر شاهداً حياً على تاريخ هذه البطولة، التي يرجع فيها عدم وجود الجماهير الإماراتية لغياب الثقافة الرياضية للألعاب الجماعية، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من مهام وزارة التربية، وقال: هناك الكثير من التجارب العالمية الناجحة بامتياز التي تتولى فيها وزارة التربية نشر الثقافة الرياضية التي تسهم في بناء قواعد جماهيرية، حتى قواعد مستقبلية من اللاعبين على صعيد الألعاب الجماعية.
وأضاف: يتوجب على وزارة التربية، في مثل هذه البطولات، وعلى تجارب عالمية ناجحة، دعوة طلبة المدارس للوقوف خلف المنتخب في مبارياته، وحتى خلف الأندية الإمارايتة، ما يحفز الطلبة بشكل تدريجي لتفهم ماهية هذه الألعاب. وأكد أيضا: هناك بعض الدول تربط علامات طلبتها خصوصاً الرياضيين منهم بالإنجازات الرياضية، وهذه تجارب تسهم بشكل فاعل في تحفيز، ليس التلاميذ، فحسب بل حتى أولياء أمورهم، على التوجه لممارسة الألعاب الرياضية بمختلف أنواعها في الأندية.
دور الاتحاد
أكد المدير الفني للمنتخبات الوطنية الدكتور منير بن الحبيب، أن اتحادات الألعاب الجماعية بشكل عام، والسلة بشكل خاص، لا تألو جهداً في توسيع قاعدة انتشار اللعبة، وقال: الاتحادات جزء من منظومة متكاملة، تقع تحت هاجس توسيع انتشار اللعبة، على صعيد القواعد الجماهيرية، وزيادة اعداد اللاعبين الممارسين. وأضاف: اتحاد السلة قام أخيراً بتأسيس نشاط ثلاثة ضد ثلاثة، بالتنسيق مع الأندية والمدارس والمؤسسات، إذ تعتبر هذه المنافسات الحديثة العهد، التي من المرجح دخولها المنافسات الأولمبية في دورة 2016 من أنجح التجارب العالمية على صعيد نشر اللعبة، فضلاً عن تحفيزها لزيادة القواعد الجماهيرية لسهولة ممارستها.