يظهر بهيئة «أسطورة» وفي داخله «طفل»

مارادونا يعكس شخصيته بطلب «ساندويتش تونـــة»

مارادونا يحظى بشعبية جارفة في كرة القدم. إي.بي.إيه

يثير أسطورة كرة القدم الأرجنتيني، دييغو مارادونا، جدلاً واسعاً بتصرفاته العفوية التي تجسد شخصيته من دون تكلف أو التزام بـ«الإتيكيت»، وهذا ما بدا واضحاً لدى حضوره حفل التكريم الخاص بـ«جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي»، الأحد الماضي، حين طلب من العاملين في فندق «جميرا بيتش» إحضار «ساندويتش تونة» الذي لم يتناوله في منزله بسبب ضيق الوقت، فتمت الاستجابة له وسط دهشة الحاضرين!

وتناول النجم العالمي وجبته بين الحضور بعيداً عن الأمور البروتوكولية المعروفة في مثل هذه المناسبات، خاطفاً الأضواء كعادته، حتى وإن كان بعيداً عن كرة القدم.

منذ قدوم الأسطورة إلى دبي، والكثير من الأشياء تبدد حول النجم العالمي الذي قدم العديد من المواقف التي تعكس شخصية مختلفة عن التي رسمها الكثيرون في أذهانهم له.

مارادونا الذي تولي تدريب الوصل لموسم واحد في العام الماضي، لم يكن مدربا عاديا، فقد تعامل مع اللاعبين بشكل مثالي من دون الاكتراث لفوارق النجومية التي تفصله عنهم، فكان بجانبهم وقت الهزيمة والانتصار، ولم يتعالَ عليهم متكبراً أو يستهزئ بأحدهم خلال مؤتمر صحافي، بل شجعهم وآزرهم في أحلك الظروف.

ولأنه مارادونا المشاكس، فقد ركل أحد مشجعي الوصل عندما أثار غضبه خلال إحدى المباريات، لكنه اعتذر له بسرعة في مؤتمر صحافي.

وتجلت قيمة مارادونا في تقبله قرار إقالته من نادي الوصل بعد النتائج السلبية للفريق وخروجه من كل بطولات الموسم الفائت من دون ألقاب، في وقت كان جمهور الإمبراطور يمني نفسه بكؤوس جديدة.

وقابل مجلس دبي الرياضي موقف الأسطورة بنوع من التقدير، فعين الأسطورة سفيراً رياضياً لمدة عام، ولم يغب مارادونا عن احتفالية رياضية أقامها المجلس، إذ حضر ختام بطولة كأس القارات لكرة القدم الشاطئية، ومازح المئات من الجماهير التي حضرت، بالرقص تارة وبتوزيع الكرات عليهم تارة أخرى.

ولعل حضور مارادونا إلى حفل تكريم المبدعين، الأحد الماضي، كان الأغرب في شخصيته، إذ كان الجميع يترقب أول لقاء يجمعه برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جوزيف بلاتر، بعد ست سنوات من آخر لقاء جمعهما، وتخللته انتقادات لاذعة من الأسطورة لـ«فيفا»، إذ عرف عن النجم الارجنتيني عداءه لأسرة الاتحاد الدولي للعبة ولرئيسها على وجه التحديد، السويسري جوزيف بلاتر، الذي هاجمه في العديد من المقابلات الصحافية.

ولكن مارادونا قابل بلاتر بكل ود واحتضنه وسط كوكبة من أبرز النجوم المدعوين للحفل، ما يعني فتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما.

الكثيرون من المقربين للنجم الأسطورة، يتحدثون عن الشخصية «الطفولية» بداخل مارادونا، فهو لم يرفض طلباً لمشجع أراد التقاط صورة تذكارية معه، أو الحصول على توقيعه، كما أكدوا أن أكثر ما يحرك مشاعره حينما يُذكر اسم حفيده بنجامين، فقد أصبح هذا الاسم هو الأكثر تأثيراً في الاسطورة بعد والدته «دونا توتا» التي فارقت الحياة في نوفمبر ‬2011.

وعلى الرغم من نجاحاته الطويلة في عالم المستديرة لاعباً فذاً، إلا أنه فشل مدرباً سواء مع المنتخب الأرجنتيني أو مع نادي الوصل، ولكنه لايزال يحظى بود ومحبة في عالم الكرة، ولا يستطيع أحد أن يقارن نفسه بمارادونا، حتى إن مدرب ريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينيو، المعروف عنه الكبرياء والتعالي، لم يتمكن من ذلك، لاسيما أنه صرح خلال مؤتمر دبي للاحتراف بأنه «لا يمكن مقارنتي به.. إنه كرة القدم».

تويتر