التعتيم الإعلامي معاناة حقيقية في «خلــيجي البحرين»
كشف صحافيون وإعلاميون شاركوا في تغطية بطولة كأس الخليج الـ21 لكرة القدم، التي أسدل الستار على أحداثها أمس في المنامة، عن عراقيل تعرضوا لها أثناء تأديتهم عملهم، يتصدرها التعتيم المفروض عليهم من إدارات المنتخبات واللاعبين بصورة غير مسبوقة في الدورات السابقة، فضلاً عن الطريقة غير اللائقة التي تعرضوا لها من قبل المنسقين الإعلاميين لهذه المنتخبات، على حد تعبيرهم.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «المساحة المخصصة لهم في تغطية أحداث البطولة تراجعت كثيراً، بسبب إصرار بعض المنتخبات على وضع حواجز عدة منعتهم من القيام بدورهم المطلوب في تغطية البطولة، أو الحصول على فرصة للقاء اللاعبين الخليجيين في البطولة وكشف الحقائق للشارع الخليجي».
وعانى مندوبو وسائل الإعلام المعنيون مباشرة في تغطية الأحداث الرياضية من حواجز حرمتهم من الحصول على المعلومات والمواد الصحافية، في وقت جلس إعلاميون آخرون في المجالس ينتقدون أي هفوة لزملائهم الذين كانوا أكثر المشاركين في البطولة تحملاً لمشقة الحصول على معلومة أو تصريح.
رفض واعتذار
من جهته، شدد الزميل الإعلامي في قناة أبوظبي الرياضية، محمد إسماعيل، على أهمية منح وسائل الإعلام مساحة أكبر في تغطية دورات الخليج. وقال إن «بعض المنسقين الإعلاميين للمنتخبات الخليجية لا يتيحون القدر الجيد من المساحة التي تسمح لنا بالتغطية الشاملة لكل ما يتعلق بالبطولة».
وأضاف «على المستوى الشخصي قوبلت بالرفض عندما كنت أهم بإجراء لقاء تلفزيوني مع مدافع المنتخب الكويتي مساعد ندا، على الرغم من أنني حصلت على موافقة مسبقة من مدير المنتخب، وفوجئت بالمنسق الإعلامي للمنتخب الكويتي طلال المحطم يضع يده على «المايك» قبل أن يبدأ ندا الحديث، وطلب منه فوراً الذهاب إلى الملعب، لكن المحطم نفسه اعتذر عن تصرفه في وقت لاحق، وقبلت اعتذاره، بحجة أنهم يرغبون في منح اللاعبين الأجواء المطلوبة للتركيز».
أما زميله في القناة نفسها، أسامة الأميري، فلم يواجه أية مشكلات، وقال إن «تغطية بطولة (خليجي 21) مضت على نحو جيد، ولم نواجه أي صعوبات في الحصول على أخبار المنتخبات الخليجية»، موضحاً «أعتقد أن العمل كان يمضي بطريقة جيدة، ولم أشعر بأن هناك مشكلات حدثت وأدت إلى إعاقة عملي».
تجاوب غير جيد
وانتقد نائب مدير قناة دبي الرياضية، حسن حبيب، بعض منسقي المنتخبات الخليجية في «خليجي البحرين»، وقال إنهم «لا يتجاوبون مع وسائل الإعلام لتغطية أحداث البطولة»، موضحاً أنه «في بعض الأوقات يكون الرفض بطريقة غير لائقة للدور المهم الذي يضطلع به المذيع أو الصحافي في نقل الأحداث المرتبطة بالبطولة».
واختتم «بعض منسقي المنتخبات الخليجية أقل من المستوى المطلوب، وتعاونهم غير جيد مع رغبات وسائل الإعلام لمتابعة الأخبار المرتبطة بالبطولة».
واستغرب زميله في القناة نفسها أحمد جوكة السرية المفروضة على المنتخبات الخليجية، وقال إن «التعتيم الإعلامي حرمنا من التواصل الجيد مع المنتخبات الخليجية لدرجة غير مقبولة، ولم نفلح في لقاء معظم اللاعبين في المنتخبات الخليجية، بسبب التعتيم الإعلامي، وهذا الشيء لا يساعدنا على إنجاز رسالتنا بالطريقة الصحيحة».
واختتم «الوضع يبدو مغايراً عندما نقوم بتغطية منافسات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إذ نحصل على حرية جيدة لمتابعة أخبار المنتخبات والفرق، ونوجه استفساراتنا إلى اللاعبين بطريقة ممتازة، وأعتقد أن السياسة الإعلامية في بطولات الخليج بحاجة إلى مراجعة شاملة».
الإعلام السعودي
قال الصحافي السعودي أبونواف إن الإعلاميين واجهوا الكثير من العراقيل في مختلف المنتخبات، خصوصاً السعودي، مضيفاً أن «لاعبي الأخضر السعودي مارسوا حالة من التعالي على الصحافيين السعوديين دون غيرهم، بسبب عدم تقبلهم النقد الذي مارسوه ضدهم في الفترة التي سبقت البطولة الخليجية»، موضحاً أن «المشكلة التي حدثت بين صحافي سعودي والمهاجم ناصر الشمراني، بعد مباراة اليمن في الجولة الثانية من البطولة، كانت من أهم علامات المقاطعة غير المعلنة بين اللاعبين والصحافيين، إلى جانب رفض اللاعب ياسر القحطاني التحدث للصحافيين إلا بوجود موافقة رسمية من المنسق الإعلامي للمنتخب».
وأضاف «بعض لاعبي المنتخب السعودي رفضوا الادلاء بتصريحات لمعظم الزملاء، وكانوا يرمقونهم بنظرة غير جيدة، في حين أنهم يسارعون إلى القنوات الفضائية للتحدث عن الأمور المرتبطة بالبطولة».
وأكمل «لا يستقيم الأمر أن نواجه بهذه المقاطعة، ونحن تركنا كل شيء في السعودية للحضور إلى البحرين والقيام بدورنا في متابعة أخبار المنتخب ونقلها إلى الشارع السعودي، فلسنا طرفاً في تراجع المستوى الفني للمنتخب أو خروجه من الدور الأول في البطولة، وعجزه عن تجاوز العراق والكويت».
واختتم «المؤكد أن هناك اتفاقاً مع إدارة المنتخب بهذا الخصوص، وهو ما يفسر موافقة معظم اللاعبين على التحدث للقنوات الرياضية التلفزيونية، وأعتقد أن الحل يكمن في البحث عن صيغة مقبولة ترضي جميع الأطراف، ولا ينبغي أن يكون أحد حلولها الاكتفاء بلاعب واحد في المؤتمر الصحافي الذي يسبق المباريات، فهذا يعني أن كلامه سيكون في كل الصحف السعودية والخليجية».
حلقة وصل
من جهتها، أكدت الزميلة في صحيفة «الرؤية» مبروكة آل غانمي، أن «الإعلام لم يتسبب في الإساءة إلى دورة الخليج في البحرين على الإطلاق»، موضحة أن «لاعبي المنتخبات الخليجية ليسوا ملك أنفسهم، فينبغي أن يتفاعلوا مع الإعلاميين ولا يرفضوا أي حديث عن تحضيراتهم أو أي شيء يمكن أن يكون مرتبطاً بالدورة».
وقالت إن «الإعلام هو حلقة الوصل بين المنتخبات والشارع الرياضي، فلماذا لا يحظى بالتقدير المطلوب، وأين حقوق المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها الصحافيون في البطولة حتى يتم تقديمها إلى الجمهور؟ فحتى المنافسة الصحافية بين وسائل الإعلام في (خليجي البحرين) كانت غائبة، بسبب التعتيم الإعلامي المضروب على وسائل الإعلام».
أقل من المطلوب
ويرى الزميل في صحيفة «الاتحاد» رضا سليم، أن أهم الصعوبات التي واجهته لدى تغطية أحداث «خليجي البحرين» تكمن في عدم خبرة معظم المترجمين في المؤتمرات الصحافية بالمصطلحات الرياضية، إلى جانب نقل مقر المؤتمرات الصحافية قبل المباريات في الدورة من الفندق الخاص بالإعلاميين إلى مكان آخر، ما يضطرهم إلى تكبد المشاق والعودة مجدداً إلى الفندق لإرسال التقارير الصحافية.
وعدّ الزميل في صحيفة «البيان» عمر جمعة، ما تنقله الصحف من أخبار المنتخبات الخليجية بأنه «فرصة لمن فاتته مشاهدة القنوات الرياضية»، موضحاً أن «الدور المأمول للصحافيين في تغطية البطولة تقلص كثيراً، بسبب تركيز المنتخبات على الادلاء بالتصريحات للقنوات الرياضية».
أما الزميل في صحيفة «الخليج» عصام هجو، فقال إن «التعتيم المفروض على الإعلاميين في تغطية البطولة انتقاص واضح من حقوقهم في نقل الصورة إلى الجمهور الرياضي»، موضحاً «جئنا إلى المنامة لتغطية البطولة، فلم نحصل على القدر الكافي من الحرية التي تساعدنا على أداء مهمتنا».
واقترح الإعلامي القطري عبدالله الهاجري تخصيص بعض لاعبي الخبرة للقاء وسائل الإعلام، في حال كانت المنتخبات الخليجية تخشى الوقوع في المحظور.
وقال «لا يمكن أن ينتظر أي إعلامي أو صحافي المؤتمرات الصحافية للحصول على تصريح موحد عن المباريات، فهذا يعني باختصار التكرار في كل شيء، ويجب أن تكون هناك مقترحات عملية تساعدنا على أداء مهامنا في ملاحقة الأحداث وتغطيتها، وفقاً للرؤية الخاصة التي تناسب جميع الإعلاميين والصحافيين».