«المهندس» يبنـي برجاً من الإنجازات الوطنية
رفع المدير الفني للمنتخب الوطني مهدي علي أسهم المدربين المواطنين، بعد أن قاد الأبيض للفوز بكأس الخليج الـ21، متفوقاً على المدربين الأجانب الذين سقطوا في عمق البحرين، ولم يقو أحدهم على الوصول إلى المباراة النهائية التي ابتسمت للمنتخب على حساب نظيره العراقي 2-1.
وكان فوز «المهندس» بالبطولة الخليجية منطقياً، قياساً بالإمكانات الفنية التي وضع أساسها في منتخب واعد منذ عام 2008، الذي شهد قطافاً مبكراً للألقاب، بإحرازه كأس آسيا للشباب، وتأهل مع الكتيبة نفسها إلى الدور الثاني في مونديال مصر 2009، قبل أن يتقلد الميدالية الفضية في دورة الألعاب الآسيوية 2010.
لكن يبقى الإنجاز الأضخم في تاريخ مهدي علي تأهله مع المنتخب الأولمبي إلى نهائيات مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في لندن عام 2012.
وأمام الإنجازات المتلاحقة للمدرب المواطن، طالبت الجماهير والرياضيون أن يستمر مهدي علي في قيادة المنتخب الوطني، فهو أكثر المدربين توفيقاً وقدرة على معرفة حاجات المنتخب، وكيفية التعامل مع اللاعبين، صديقاً ومدرباً لهم، وبات مشجعون يلقبونه بـ«غوارديولا الكرة الإماراتية»، نسبة للمدرب السابق لبرشلونة الإسباني بيب غوارديولا، الذي صنع أمجاداً للنادي الكاتالوني في غضون سنوات بسيطة، فضلاً عن أنهما يمتلكان روح الشباب ويعرفان استخراج الطاقة من اللاعبين بالاقتراب منهم وامتلاك قلوبهم.
وكان اتحاد الكرة دائما ما يعتمد على مدربين أجانب طوال السنوات الماضية، باستثناء بعض فترات الطوارئ، التي كان يوجد فيها المدرب المواطن مؤقتاً لحين التعاقد مع مدرب آخر، وهذا ينطبق على المدرب الكفؤ الدكتور عبدالله مسفر، الذي تولى المهمة خلفا للمدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش العام الماضي. وأخفق كاتانيتش خلال فترة توليه تدريب الأبيض لمدة عامين في كل الاستحقاقات الدولية والرسمية، وأهمها بطولة كأس آسيا، التي أقميت في يناير 2011، في الدوحة، والتي خرج فيها الأبيض من الدور الأول دون أن يسجل أي هدف في ثلاث مباريات.
وكان مدرب المنتخب الوطني السابق وفريق دبا الفجيرة حاليا الدكتور عبدالله مسفر، صرح لـ«الإمارات اليوم» أخيراً، بأن «مهدي علي أعاد هيبة المدرب المواطن»، مطالباً بالاهتمام أكثر بالمدربين المحليين، خصوصاً أنه الوحيد بين المواطنين الذين يدربون في دوري المحترفين.
وبدا تأثير المدرب المواطن واضحاً في لاعبيه، كونه يعلم طبيعتهم ويعرف كيف يتعامل معهم، ولعل الأرقام تشخص حالات كثيرة أبرزها في «خليجي 21»، إذ نجد أن هداف بطولة الخليج ولاعب الأهلي أحمد خليل شارك في دورينا هذا العام في تسع مباريات من أصل 13 مباراة ولم يحرز أي هدف في المسابقة، أما في بطولة الخليج فشارك في خمس مباريات وأحرز ثلاثة أهداف، فماذا فعل مهدي علي من أجل إعادة النمر أحمد خليل إلى مستواه في المنتخب فقط على الرغم من عدم إحرازه أي هدف مع ناديه؟
مهدي علي عرف كيف يعيد الثقة للاعبه نفسياً ومهارياً ومنحه الفرصة لإثبات نفسه فتألق أحمد وانفجرت طاقته في الملعب، لذا فإن المدرب المواطن يقف وراء إنجازات فرقنا، وتجدر الإشارة إلى وجود مدربين أكفاء آخرين يتقدمهم عيد باروت وراشد عامر وجمعه ربيع وغيرهم الكثير، فهم أحق بلاعبينا وأنديتنا.