استقبال حافل لأبطال «الأولمبياد الشــتوي»
وصلت صباح أمس بعثة الدولة المشاركة في الأولمبياد الخاص الشتوي في مدينة بيونغ شانغ الكورية الجنوبية عبر مطار أبوظبي، وكان في استقبالها مريم سيف القبيسي، رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، وخالد آل حسين مدير إدارة الشؤون الرياضية بالهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وذيبان سالم المهيري رئيس لجنة المنتخبات الوطنية باتحاد المعاقين، وفالح فيصل مدير مركز أبوظبي للمعاقين، وعدد من أسر الأبطال المتوجين بسبع ميداليات، منها (ذهبية وفضية) لمريم الزعابي في الجري على الجليد، (ذهبية وفضية) لخليفة الأميري في التزلج السريع، فضية لمنتخب الهوكي، وبرونزية لصياح أحمد في التزلج السريع.
واستقبلت البعثة بالورود وسط فرحة كبيرة عمت صالة طيران الاتحاد الناقل الرسمي للبعثة، التي تأخر إقلاع طائرتها من مطار سيؤول نصف ساعة بسبب الثلوج التي غطت جسم الطائرة، قبل أن تتم إزالتها بخراطيم المياه، ثم أقلعت الرحلة لأكثر من تسع ساعات قبل أن تحط أخيراً في أبوظبي. وقدم ماجد العصيمي، رئيس البعثة، شكره للمستقبلين، مؤكداً أن هذا الانجاز الذي تحقق يعتبر مجرد بداية للاولمبياد الخاص بالدولة في الألعاب الشتوية، وأشاد بأعضاء البعثة والتزامهم الكبير منذ المغادرة وحتى لحظة الوصول الى أبوظبي.
من جانبها، قالت مريم سيف القبيسي: «سعداء بالنتائج التي حققها أبناؤنا في بيونغ شانغ، والتي تترجم الجهود الكبيرة المبذولة مع أصحاب الإعاقة الفكرية والجسدية، والذين أينما شاركوا يثبتون أنهم أبطال يتحلون بالإرادة لتشريف الدولة ورفع علمها عالياً في المحافل الدولية».
وأضافت: «هذه الانجازات تعد محصلة طبيعية للدعم غير المحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة لشباب الدولة بشكل عام والمعاقين على وجه الخصوص، ونأمل ان تتواصل المسيرة بالقدر ذاته من النجاح في المستقبل، وأن يعود أبطالنا أكثر قوة وحماسة في الاستحقاقات المقبلة». وأكدت القبيسي ان «دعم ذوي الاحتياجات الخاصة سيتواصل في الفترة المقبلة، وسيتم التركيز على تحضيرهم بشكل متميز حتى يحققوا النتائج المرجوة في البطولات المقبلة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي».
على صعيد متصل، حيّا خالد آل حسين أصحاب الانجاز ونقل لهم تهاني وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، عبدالرحمن العويس، على الانجازات التي حققوها في الألعاب الشتوية، وتهانيه بصفة خاصة لأسر اللاعبين. وقال آل حسين: «الانجاز غير مسبوق، ونشكر أبناءنا من ذوي الإعاقة الفكرية، كما يُشكر اتحاد المعاقين والاولمبياد الخاص بالدولة على هذه الخطوة الجريئة بالمشاركة في الألعاب الشتوية لأول مرة، وبتحضيرات لم تتجاوز شهراً واحدا للمنتخبات الثلاثة الجري على الجليد والتزلج السريع والهوكي الأرضي، وهي محصلة فاقت التوقعات وأسعدت الجميع في الدولة قيادة وشعباً، وأكدت أن أبناء هذا الوطن في شتى المجالات يسعون دائما لتحقيق الرقم واحد».
وتابع: «نأمل أن يستمر تأهيل وتدريب هذه المجموعة الواعدة من اللاعبين واللاعبات في الفترة المقبلة، خصوصاً أن الملاعب المختصة بالرياضات الثلاث التي شاركت فيها الدولة في الألعاب من الرياضات الشتوية متوافرة، كما أن الدعم مستمر من قبل القيادة الرشيدة لكل ما من شأنه الارتقاء بأصحاب ذوي الإعاقة، ونحن محظوظون بهذا الدعم الذي يعتبر العامل الرئيس لكل النجاحات التي تتحقق في كل المجالات».
من جهة ثانية، أكد ذيبان المهيري أن البعثة جلبت الدفء إلى الدولة من الجليد بالميداليات السبع التي تحققت والتي تمثل انجازاً تاريخياً في أول مشاركة في الألعاب الشتوية، خصوصاً أن طبيعة منطقتنا بعيدة عن الجليد الذي قهره أصحاب الإرادة بالعزيمة والرغبة في تشريف الوطن، ووضع اسمه بين سجل المتوجين بالذهب في بيونغ شانغ.
وقال: «ما تحقق جاء بفضل الدعم غير المحدود الذي يجده ذوي الإعاقة من قيادتنا الحكيمة، وبدعوات اسر هؤلاء اللاعبين واللاعبات، الذين برهنوا على قدرتهم على تحدي الطقس وصناعة مجد لرياضة ذوي الإعاقة الفكرية في الاولمبياد الخاص الشتوي، الذي أعتقد أن ما تحقق في المشاركة الأولى سيكون دافعاً للوجود الدائم في هذه الألعاب، ونهنئ بهذه المناسبة كل أهل الإمارات قيادة وشعباً، ونتمنى لأبنائنا الأبطال المزيد من النجاح».
وعكس الحضور الكبير لأسر اللاعبين في مطار أبوظبي حجم الرعاية والاهتمام، التي أثمرت انجازات، وكان لافتاً وجود جدة مريم الزعابي، صاحبة الميداليتين الفضية والذهبية في الجري على الجليد، وجدتها (أم عبدالله) وإخوتها في المطار، والفرحة الكبيرة التي كست ملامحهم وبقية الأسر التي حضرت في المطار.
وقالت خديجة أحمد الزعابي والدة البطلة مريم: «الأسرة كلها أصرت على الحضور إلى المطار، فرحتنا كبيرة بما حققته مريم وإخوتها، خصوصا أننا لم نكن نتوقع ان تحقق هذه النتائج، نظرا لأنها توجد لأول مرة في هذا الجو البارد وتشارك في الألعاب الشتوية».
وأضافت «لقد كنا على تواصل دائم معها وبشكل يومي، وكذلك مدربتها السابقة التي كانت حريصة على التحدث معها باستمرار، ونحن في فرحة كبيرة بهذا الانجاز الذي حققه أبناؤنا في كوريا الجنوبية». وأكدت خديجة الزعابي أنهم كأسرة سيظلون يدعمون مريم في مشاركاتها المقبلة وسيحرصون على استمرارها في التدريبات، خصوصاً أنها تحب ممارسة الرياضة بشكل يومي.