شرطة دبي تضبط المتهم بالاعــتداء على الحكم الجلاف

ألقت شرطة دبي القبض على المتهم برمي شاحن بطارية هاتف متحرك على الحكم الدولي المساعد محمد الجلاف خلال مباراة الأهلي والعين السبت الماضي ضمن الجولة الـ‬14 المؤجلة من دوري المحترفين لكرة القدم، مشيرة إلى أنه ليس من مشجعي الفريقين، وإنما لاعب كرة في أحد الأندية لم يتجاوز الـ‬16 ربيعاً.

وقال القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، في تصريحات صحافية إن «المراهق المتهم اعترف باعتدائه على الحكم المساعد»، مشيراً إلى أنه «كان غاضباً للغاية من قرار الحكم لعدم احتسابه ضربة جزاء لمصلحة الأهلي ورمى شاحن البطارية في لحظة انفعال إلى داخل الملعب، ولم يقصد إصابة الجلاف أو إيذاءه على الإطلاق».

وأضاف أن «جهود البحث والتحري التي استمرت ستة أيام كاملة استخدم خلالها أكثر من ‬300 شرطي و‬40 ضابطاً تكللت بضبط الشاب المتهم أول من أمس في دبي»، مؤكداً أن «فرق البحث الجنائي أثبتت كفاءة كبيرة في هذه الواقعة نظراً لعدم توافر أدلة أو معطيات كافية للتوصل إلى مرتكب الواقعة».

وأشار إلى أن «عدداً كبيراً من المشجعين يزيد على ‬6000 متفرج حضروا المباراة وحدث نوع من الهرج بعد إصابة الحكم المساعد وقيام الحكم الأول بإلغاء المباراة ما زاد من صعوبة تحديد هوية المعتدي حتى تمكنت فرق البحث والتحري من الحصول على صورة بعيدة له، ومن ثم بدأت في تسجيل إفادات أعداد كبيرة من الجمهور للحصول على أي معلومات تساعد في الوصول إلى المتهم».

وتابع أن «هناك أشخاصاً في الملعب قالوا إنهم رأوه حين عرضت عليهم الصورة، لكنهم لم يقبضوا عليه، رغم أنه كان من المفترض أن يقبضوا عليه حينها»، مستدركاً بأن «الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية تكفلت بالأمر على أية حال وقبضت على المتهم وهو موقوف حالياً على ذمة التحقيق وسيتم عرضه على النيابة العامة»، مشيراً إلى أن «هذا التصرف المتهور كلفه الكثير للأسف»، مناشداً الشباب بضرورة التمسك بعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي وعدم الانسياق وراء عادات مرفوضة لمشجعين في دول أخرى.

من جهته، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل ابراهيم المنصوري لـ«الإمارات اليوم» إن «هناك تحديات واجهت فرق العمل في البداية أهمها أن الشخص استخدم أداة مسموحاً بدخولها وهي عبارة عن شاحن متحرك لبطارية الهاتف المحمول، فضلاً عن أن الكاميرات لم ترصد الواقعة».

وأضاف أن «فرق العمل استعانت بتسجيلات المباراة من كاميرات التلفزيون حتى وصلت إلى صورة مرجحة للمشتبه فيه، ومن ثم كونت فرق عمل تزيد على ‬300 شرطي و‬40 ضابطاً ونشرتها في المقاهي والحدائق والأماكن العامة والمناطق السكنية الشعبية «الفريج» كافة، حيث استخدمت الصورة التي توصلت إليها المباحث».

وأوضح أن «من التحديات التي واجهتها فرق العمل مراوغة عدد من الجماهير في الإدلاء بمعلومات أو مساعدة الشرطة، إذ تم الحصول على إفادة نحو ‬2000 شخص من المتفرجين والمهتمين بالشأن الكروي الذين يشتبه في توافر معلومات لديهم حول المراهق المتورط في الواقعة».

وأكمل أن «فرق العمل اقتربت كثيرا من المتهم في الساعات الأخيرة حتى حددت هويته، ومن ثم أعدت له كميناً وتم القبض عليه في دبي واعترف بأنه حضر إلى المباراة التي أقيمت في استاد راشد برفقة عدد من أصدقائه، وأنه ألقى الشاحن بشكل لا إرادي ولم يتخيل أنه سوف يصطدم برأس الحكم المساعد».

واعتبر العميد خليل المنصوري أن «هذا تصرف طائش من شاب صغير لا يدرك عواقب تصرفاته» معرباً عن أسفه لما حدث ومتمنياً عدم تكرار هذا السلوك سواء من جانب المراهق المتهم أو غيره من مشجعي وممارسي الرياضة، لأن الرياضة تشجع في النهاية على الالتزام والحب والروح الرياضية وليس التعصب والاعتداء.

وأثارت حادثة الاعتداء على الحكم الدولي المساعد محمد الجلاف حفيظة المراقبين، كونها المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على حكم منذ انطلاق دوري المحترفين، وبسبب هذه الحادثة ألغى حكم الساحة، حمد الشيخ، القمة التي أقيمت على استاد راشد وكانت نتيجتها تشير إلى التعادل السلبي حتى الدقيقة ‬89.

وكانت لجنة الانضباط في اتحاد الكرة قد قررت أخيراً خسارة الأهلي أمام العين بثلاثة أهداف نظيفة، ونقل مباراتين للفريق إلى خارج ملعبه من دون جمهور بعد الأحداث التي رافقت المباراة.