لاعبون.. نجوم في المستطــيل الأخضر وسباقون للعمل الخيري
سيطرت فكرة المبادرات الانسانية، منذ سنوات، على لاعبي كرة القدم في الإمارات ، إذ تنوعت بين بناء المساجد وحفر الآبار، والمشاركة في المباريات المخصصة لدعم الأعمال الإنسانية، وباتت هذه المبادرات المعلنة والسرية الهدف الأهم بالنسبة لهؤلاء اللاعبين والإسهام بشيء ما في التخفيف عن معاناة المسلمين وغير المسلمين في عدد من بلاد العالم، تماشيا مع مسيرة الامارات المشهود لها عالميا بدعم الاعمال الخيرية في كل بقاع العالم. ورغم أن عددا كبيرا من اللاعبين يرفض الافصاح عن طبيعة هذه الإسهامات الانسانية، تماشيا مع مبادئ الدين الاسلامي التي تشجع على كتمان الصدقة لزيادة الاجر، إلا أن بعضهم رأى الكشف عنها دون تفاصيل، ترغيبا للاخرين في الانضمام إليهم.
وعكست مبادرة الفقيد الراحل ذياب عوانة لاعب نادي بني ياس غير المعلنة ببناء مسجد وحفر آبار في بعض الدول الافريقية والاسيوية، والتي لم يتم الكشف عنها إلا بعد وفاته، الصورة الرائعة عن هذا اللاعب، إذ لم يخبر أي أحد من أفراد أسرته عن الأعمال التي يقوم بها، واكتشفت هذه المبادرات مصادفة بعد وفاته، حسب والده الذي أكد لـ«الإمارات اليوم»، أنهم وجدوا مستندات مالية تؤكد أنه قام ببناء مسجد وحفر آبار، لحل مشكلة مياه الشرب في بعض الدول، وكان يحتفظ بها في دولابه الخاص، حيث قام بهذه المبادرات بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتية.
وسبقت للاعب الأهلي السابق والشعب الحالي فيصل خليل المشاركة في مباراة خيرية برومانيا عام 2008، حيث قام أحد رجال الأعمال الرومانيين بشراء قميصه الذي ارتداه أثناء المباراة الخيرية بـ10 آلاف دولار، فلم يتردد في التبرع بالمبلغ للأعمال الخيرية. وكشف خليل وقتها لـ«الإمارات اليوم» عن رغبته في الدخول ضمن اطار الأعمال الانسانية للأطفال، من دون أي يحدد الطريقة التي سيتبعها، لتنفيذ فكرته.
ومن المبادرات المهمة أيضا، تلك التي قام بها حارس المنتخب الوطني ونادي الجزيرة علي خصيف، بعد أن أعلن عن تبرعه ببناء مسجد على نفقته الخاصة يتم تشييده في إحدى الدول الاسيوية الاسلامية، تحت مسمى «منتخب الإمارات»، إلى جانب مشروعات خيرية أخرى، بالتعاون مع جمعية الفجيرة الخيرية.
وعدً لاعب نادي العين مهند العنزي أن المبادرات الانسانية للاعبي منتخب الإمارات وبعض لاعبي الأندية الأخرى، صورة رائعة لإنسانية اللاعبين، المستمدة من القيم النبيلة للدولة، التي دأبت على تقديم المساعدات للمحتاجين في جميع أرجاء العالم.
وأضاف: شاركت في بعض الأعمال الانسانية دون الكشف عنها، ولدي مشروعات موجودة في بعض المؤسسات وأحتفظ لنفسي بالاعلان عنها، لكن أود أن تبقى طي الكتمان لاحتساب أجرها.
واختتم: أعتقد أن الاعلان عنها يكون مفيدا حتى يستلهم البقية الفكرة، وليمضوا على الطريق ذاته، لكن على المستوى الشخصي أرى أن الكتمان أفضل، وثقتي كبيرة بالاستجابة الجيدة من لاعبي كرة القدم من دون الاعلان عنها، فهناك جوانب انسانية رائعة لمستها لدى معظم اللاعبين في الدولة.
أما عالميا، فهناك الكثير من الامثلة على قيام اللاعبين بالإسهام في الاعمال الانسانية ومن أبرز هؤلاء اللاعبين ما قام به النجم الليبيري ولاعب إي سي ميلان وسان جرمان والجزيرة جورج ويا، لمصلحة أبناء شعبه في ليبيريا، وكذلك المساعدات التي ظل يقدمها لاعبون أمثال الكاميروني سامويل إيتو والنجم الارجنتيني ليونيل ميسي، وكذلك النجم المالي ولاعب إشبيلية السابق فريديريك كانوتيه الذي له إسهامات إنسانية بارزة خصوصا مع الجالية المسلمة في أوروبا، فقد سبق له التبرع ببناء مسجد لمسلمي مدينة إشبيلية في إسبانيا.