دعا إلى تعيين أطباء نفسيين لحراس المرمى
مارادونا: أكاديميات الكرة تسرق أمـوال أولياء الأمور
دعا أسطورة كرة القدم الأرجنتيني، دييغو مارادونا، إلى عدم الاعتماد بصورة كبيرة على الأكاديميات من أجل صناعة لاعبين جيدين في كرة القدم، وذلك خلال محاضرة له في الجلسة الختامية للملتقى الدولي الثاني لأكاديميات كرة القدم التي اختتمت أمس، وسط حضور كبير للجلسة التي تحدث فيها مارادونا بعد غياب واضح للمعنيين في الجلسات السابقة.
وقال مارادونا في الندوة الخاصة باستعراض خبرات نجوم عالميين على هامش ملتقى دبي الثاني لأكاديميات كرة القدم «لابد أن نعمل أكثر من اجل الاولاد الصغار، الشيء الوحيد الذي اهتمت به الأكاديميات أن تسرق أموال الناس (أولياء اللاعبين)، يلاحظون أن أولادهم يصلون الى البيوت ولا يتعلمون أي شيء، لذا لابد أن نعطي أكثر للأولاد، لابد أن يفهموا أكثر ويتركوا له مساحة للإبداع والتألق فليس كل شيء خططياً، وإذا لم نتفهم هذا الشيء فلن يصبح للخطط هدف».
اليابان تسعى إلى لقب كأس العالم 2050 كانت فعاليات اليوم الثاني للملتقى، قد انطلقت بجلسة حملت عنوان «تنظيم العمل الفني بأكاديميات كرة القدم»، وتحدث فيها: تاكافومي ياماجوشي حول مقومات نجاح النموذج الياباني لتطوير الناشئين، وميشال شي حول نظام ترخيص الأندية الإماراتية وخطط تطوير الناشئين، وأدار الجلسة مدير إدارة المؤسسات الرياضية بمجلس دبي الرياضي بالإنابة علي عمر. واستعرض ياماغوشي خطط وبرامج الاتحاد الياباني لكرة القدم لتطوير قطاعات الناشئين، حيث أوضح أن مراكز تدريب هذه الفئات كانت السبب الرئيس في تطوير الكرة اليابانية والوصول بها إلى قمة الكرة الآسيوية عام 1992، ثم المضي قدما من خلال التأهل في دورات الألعاب الأولمبية ونهائيات كأس العالم التي تواصلت حتى عام 2002، ثم تم إطلاق مراكز التدريب (ايليت) للاعبين والمدربين عام 2003، التي مكنت اليابان من مواصلة هيمنتها الآسيوية والسطوع على المستوى العالمي، من خلال القدرة على مواجهة المنتخبات الدولية على أعلى المستويات. وكشف ياماغوشي عن إطلاق مشروع «الحلم» عام 2005، الذي وضعت فيه اليابان خطة طويلة الأمد لها هدفان رئيسان، وذلك بأن تكون اليابان واحدة من أقوى 10 فرق على صعيد العالم عام 2015، وأن تستضيف اليابان نهائيات كأس العالم مجددا عام 2050، وأن يحرز فريقها اللقب، وهنا بالطبع لا توجد خلطة سحرية لتحقيق هذه التطلعات إلا بواسطة العمل الجاد والتخطيط السليم. ترخيص الأندية الإماراتية قدمت ميشال شي محاضرة حول نظام ترخيص الأندية الإماراتية وخطط تطوير الناشئين، طالبت فيها الأندية وشركات كرة القدم الإماراتية بالتركيز على قطاعات الناشئين وأكاديميات كرة القدم من أجل اكتمال العملية الاحترافية وبلوغ الأهداف المنشودة، حيث كشفت أن معدل رواتب المدربين في الفرق الأولى لموسم 2011-2012 قد بلغ مليونا و100 ألف دولار أميركي، فيما بلغ معدل رواتب اللاعبين (محليين وأجانب) في ذلك الموسم 332 ألف دولار أميركي، فيما وصفته (الفريق الاول) لا يمكن المساس به، حيث انتقدت التركيز على الفريق الأول في النادي فقط، وطالبت بالاهتمام ببقية القطاعات أيضا لضمان الاستمرارية والتطور على المدى الطويل. |
وأضاف «شاهدت في الامارات لاعبين على مستوى عال، لكنهم لا يرغبون في اللعب من المنطقة الخلفية، ما يصنعونه إلقاء الكرة الى الامام، ثم يشاهدون ماذا يفعل المهاجمون، هذا بالضبط ما كان يصنعه لاعبو الوصل، حينما كنت أشرف على تدريبهم، رغم أن البعض منهم لديه امكانيات جيدة، في كرة القدم يجب أن تمرر جيداً لكن المفهوم الخاطئ والسائد هنا هو الاعتماد على لاعب أو اثنين، المفروض أن تلعب كرة القدم كفريق وبمجموعة متكاملة، لابد أن يتعلموا هذا في الاكاديمية».
هوية خاصة
وبين «لابد أن نحذر من شيء، يجب على الامارات أن تحصل على هويتها الخاص لا نريد أن نقع في الخطأ، ونسعى لنكون نسخة مكررة من برشلونة أو ريال مدريد لابد أن تكون لها هويتك وأسلوبك، هذا اللعب هو الذي يجب أن ندعمه، لا أن نغير اللاعب من قميص دبي الى قميص برشلونة».
وأورد «كنت أراقب اللعب في مرحلة الشباب، وما يحدث اليوم أن لاعب كرة القدم تصنعه أكاديمية متخصصة في كرة القدم، والملاحظ عنه أنه يتدرب على يد مدرب لم يسجل هدفا في فريق درجة أولى فكيف له أن يعلم الطفل التسجيل والمدرب من الاساس لم يسجل هدفا؟ كيف تمكن من ذلك العمل؟ لقد أعطوه التسهيلات كافة، لعمل هذه الاكاديمية، رغم أنه لا يملك العقلية، هذا اللاعب سيئ داخل الملعب، فكيف له أن يعلّم الطفل».
وبين «عندما أصبحت مدربا للمنتخب الارجنتيني، وجدت مدربين أصبحوا في أكاديميات لم يصنعوا شيئا لكرة القدم، على عكس ذي قبل، عندما كنت أمر في الشوارع بالسيارة، أجد مباراة على اليمين وأخرى على اليسار، اليوم انتهى هذا الامر، وظهرت الاكاديميات والمدارس».
الوصل مجدداً
وذكر مارادونا «أعود مجدداً الى الوصل، عندما كنت مدربا له تواصلت باستمرار مع قطاع الناشئين، للبحث عن لاعبين كنا نحتاجهم للفريق الاول، هم كانوا يلعبون بنظام معين ونحن نلعب بنظام معين وهذا لم يصلح، كان مشروعنا أن نصل العام الثاني لنقيم معسكراً وجميع اللاعبين يلعبون بالنظام نفسه، رأيت لاعبين في سن الـ17 يلعبون مباريات عالية المستوى، ولا يعرفون كيف يؤدون أدوارهم جيدا، هذا الشيء تقع مسؤوليته على الاكاديميات».
وأردف «أعتقد أنه بشكل أساسي يجب أن يستمر التواصل بين الفريق الاول والمراحل الصغيرة، أقول دائما لابد أن نعلم الاولاد أن يستمتعوا، ونضع في أذهانهم في اللحظة المناسبة الجانب الخططي، لو تم وضعها في الوقت غير المناسب ستختلط الامور».
وأوضح «سبق وتحدثت عن نادي العين، هم يعرفون جيداً كيف يتعاملون مع كرة القدم، ولا يعانون أي مشكلات، حيال إذا ما تعرض أي لاعب في الفريق الاول للإصابة، لديهم البدائل الجاهزة التي تستطيع القيام بالادوار نفسها».
وأورد «كل بلد وكل إقليم له شكل لعب واضح، لو أن البارسا الذي حاز الانتصارات جاء اليه لاعب اماراتي قد لا يسير على النظام الذي يسير عليه اللاعبون الموجودون حاليا في النادي الاسباني، يجب ان نفهم أن اللاعب الاماراتي لو انتقل الى برشلونة لن يصبح أنييستا أو بكيه، علينا السير خطوة خطوة، وأن نخلق هويتنا وفق الامكانيات المتاحة لدينا».
وضرب مارادونا مثالاً على المدرب السويدي اريكسون، قائلا «عصر المنتخب الانجليزي مع اريكسون كان مختلفاً عن ذي قبل، لقد حدثت تغيرات كبيرة في شكل الانجليزي مع هذا المدرب، لقد كانوا يصلون في السابق الى نصف ملعبهم ثم يوزعون الكرات الطولية، الوضع اختلف مع قدوم اريكسون، لعبوا كرة قدم حقيقية ووصلوا لمباريات مهمة تعطيك الرغبة في مشاهدتهم، لقد تخلصوا من أفكارهم القديمة، لذلك نجحوا».
وتطرق الاسطورة في كلامه الى تفوق الالمان هذا العام في دوري أبطال أوروبا، وقال «عندما كان برشلونة في فترة إعداد في الصين من أجل المال كان الالمان يصنعون ويخططون بشكل ممتاز، لقد اعتقدوا خطأ أنهم سيفوزون بطريقة «التيكي تاكا»، كنا نرى في الملعب والتلفزيون البايرن وبروسيا كيف كانا متفوقين لأبعد مدى، يجب على أندية إسبانيا أن تعيد النظر في تفكيرها حيال التقدم الذي أصبح عليه الالمان».
ماجد ناصر
بسؤال لمارادونا حول كيفية صناعة حارس مرمى جيد؟ رد بقوله «حارس المرمى شخص له ميزته عن بقية اللاعبين وحارس المرمى من المـمكن أن نقـول عنه إنه قد يتألق لـ89 دقيقة، ثم يغيب عنه التوفيق في دقـيقة واحـدة، حـدث هذا مع ماجد ناصـر في نهائي الخليج، تكلمت معه كثيراً قبل المباراة، لكنه طُرد بعد 10 دقائق وخسرنا نهائي الخليج بضربات الترجيح، أعتقد أنه لتصنع حارس مرمى جيداً، يجب أن تمتلك فريقاً طبياً نفسياً، لأن هذا اللاعب يشعر من داخله بأنه وحيد في الملعب، هذا الشيء يشعره بالوحدة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news