المونديال ينعش موسم الإضرابات في البرازيل
بدأت الإضرابات العمالية في البرازيل في الفئات كافة بالارتفاع شيئاً فشيئاً، كلما اقترب افتتاح كأس العالم، الذي ينطلق 12 يونيو المقبل. وفتحت استضافة البرازيل للعرس الكروي العالمي شهية الفئات العمالية كافة لبدء إضراباتها. وفي الوقت الذي دعا فيه رجال الشرطة في 14 ولاية إلى الإضراب بدأ سائقو الحافلات تهديدهم فعلياً فعرقلوا المرور.
وزير العدل البرازيلي: المنظمات المسلحة لا تضرب وزير العدل، جوزيه إدواردو كاردوزو، أعلن في نهاية أبريل الماضي، ان إضرابات رجال الشرطة «غير شرعية وغير دستورية». وأضاف «المنظمات المسلحة لا يمكنها قانونياً الإضراب، لذلك لا أعتقد ان رجال الشرطة الذين اقسموا على احترام شعبهم، سيعرضون بلدهم الى وضع غير مقبول أمام العالم، وأعتقد أنهم لن يضربوا خلال نهائيات كأس العالم». لمشاهدة مخطط يوضح مخاوف الوضع الأمني خلال كأس العالم، يرجي الضغط على هذا الرابط. |
وسيشمل إضراب رجال الشرطة ست مدن تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي تنطلق بعد نحو ثلاثة أسابيع، وذلك من خلال دعوة وجهوها على الموقع الإلكتروني لنقابتهم على الإنترنت، حيث دعوا إلى إضراب لمدة 24 ساعة للمطالبة بتحسين الرواتب.
وفي بعض الولايات، من المحتمل ان يشمل الإضراب 70% من رجال الشرطة المكلفين التحقيقات الجنائية. ومن بين الولايات الـ14 (من أصل 27 في البرازيل)، التي اعلنت الإضراب هناك: ريو دي جانيرو وساو باولو وميناس جيرايس (عاصمة بيلو اوريزونتي) وباهيا (عاصمة سلفادور) وبرنامبوك (ريسيفي) وامازوناس (ماناوس) وجميعها تستضيف العديد من مباريات كأس العالم المقررة من 12 يونيو الى 31 يوليو المقبلين.
وسيكون الإضراب أيضاً في ولايات الاغواس وبرايبا (شمال شرق) واسبيبيتو سانتو (جنوب شرق) وماتو غروسو دو سول وبارا وروندويا وتوكانتينس (امازوني) وسانتا كاتارينا (جنوب).
وقال الأمين العام للتظاهرات الكبرى في ولاية ريو دي جانيرو، روبرتو الزير، في مؤتمر صحافي: «ليس هناك اجواء إضراب عام هنا في ريو»، وأضاف «حتى لو كان هناك واحد فلدينا الوسائل للتعامل معه، هناك خطط استعجالية لذلك».
ومع اقتراب المونديال والانتخابات العامة في اكتوبر، فالسيناريو معقد في البرازيل، ويؤدي الى إضرابات قطاعية وتظاهرات اجتماعية، ولم تقرر الشرطة العسكرية المكلفة الحفاظ على الأمن، اي إضراب آخر حتى الآن. وكانت الشرطة العسكرية في ريسيفي اضربت عن العمل لمدة ثلاثة ايام، واستغل الناس الأمر في الضواحي لنهب المحال التجارية.
وأعلنت الشرطة الاتحادية التي من بين مهامها مراقبة جوازات السفر في المطارات والحدود، التعبئة ايضاً «لإعادة هيكلة المنظمة»، لكنها استبعدت فكرة الإضراب حتى الآن. وقال المتحدث الرسمي باسم النقابة نيديل فاغونديس في تصريح لوكالة فرانس برس: «لا نريد الإساءة الى السكان» بالإضراب.
وفي شكل آخر من الإضراب قامت مجموعة من سائقي الحافلات في البرازيل بتنظيم سلسلة من الاحتجاجات وأغلقت عدداً من الطرق الفرعية المؤدية إلى قلب مدينة ساو باولو، التي تستضيف مباريات بطولة كأس العالم بعد نحو ثلاثة أسابيع. وذكرت شركة «إس بي ترانس» للنقل العام أن المتظاهرين أغلقوا محطات لابا وبيريتوبا وبينيروس في المنطقة الغربية للمدينة، بالإضافة إلى منطقة ساكوما جنوب العاصمة، وبرينسيسا إيزابيل وسطها.
وأوقف المتظاهرون حافلاتهم في شوارع وطرق رئيسة مختلفة لعرقلة المرور، ما أثر سلبياً في آلاف المواطنين. وأشارت نقابة العمال إلى أن الاحتجاجات نفذها معارضون تابعون لاتحاد النقابات العمالية للتعبير عن رفضهم للاتفاق الذي تم بين النقابات والشركات حول زيادة الرواتب. وكان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين النقابات والشركات يهدف إلى زيادة الرواتب بنسبة 10%، بالإضافة إلى زيادة قيمة بطاقة الوجبات وتخصيص نصيب من أرباح الشركات السنوية للعمال. وقال إيدفالدو سانتياغو، المسؤول المالي لنقابة السائقين، إن الاحتجاجات فاجأت النقابة المركزية.
وألمحت صحيفة «فوليا دي ساو باولو» إلى أن بعض المحتجين أجبروا زملاءهم الذين كانوا يريدون ممارسة عملهم بشكل طبيعي، على إيقاف الحافلات. ومن جانبها، دانت شركة «إس بي ترانس» الأعمال التي أقدم عليها المتظاهرون مثل الاحتفاظ بمفاتيح الحافلات لمنعها من الخروج في مساراتها، كما أشارت أيضاً إلى أنها بصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المسؤولين عن تلك الأحداث.