خبراء: 5 عوامل وراء هزائم «الأبيض» الثقيلة في مونديال السلة

أكد خبراء في كرة السلة أن الهزائم الثقيلة التي يتعرض لها المنتخب الوطني في مونديال الناشئين، الذي تحتضنه دبي للمرة الأولى في تاريخها، خلال الفترة من الثامن إلى 16 الجاري، وسط مشاركة 16 من أقوى المنتخبات العالمية، يعود إلى خمسة عوامل رئيسة، تتمحور حول نقص الإمكانات، وفارق الخبرات والأطوال، وسلبية الأندية في تعاونها مع مراحل إعداد المنتخب، وقوة الفرق المنافسة.

منافسة شرسة بين إسبانيا وأميركا

كشفت إحصاءات لجنة الاتحاد الدولي لكرة السلة، مع نهاية الجولة الثانية من دور المجموعات، المنافسة الشرسة بين المنتخبين الإسباني والأميركي، اللذين يعتبران من أهم المنافسين لحصد لقب النسخة الثالثة من نهائيات كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً.

وبحسب الإحصاءات، نجح كل من مدربي المنتخبين في إشراك الكم الأكبر من لاعبيهما، مع معدلات بلغت 199.5 دقيقة لعب لكل من لاعبي المنتخبين الأميركي والإسباني، ليتفوق هذا الأخير بصدارة ترتيب أفضل المنتخبات من خلال مجموع النقاط التي سجلها لاعبوه، بواقع 203 نقاط مقابل 182 للأميركيين، فيما نجح المنتخب الأميركي في التفوق على صعيد معدلات تسجيل النقاط الثلاث، بنسبة نجاح بلغت 33.3% مقارنة بـ31.1 لمصلحة «الماتادور».

جومبالد يتصدر قائمة أفضل اللاعبين

حافظ عملاق المنتخب الفرنسي سيتفان جومبالد (202 سم)، مع انتهاء الجولة الثانية لدور مجموعات كأس العالم لسلة الناشئين، على صدارته لقائمة أفضل لاعبي البطولة، مع نسب تسجيل بلغت 25.5 نقطة للمباراة الواحدة، وبمعدل لعب بلغ 39 دقيقة متواصلة في كلتا المباراتين اللتين خاضهما منتخب بلاده.

وكان المنتخب الوطني قد تلقى، مساء أول من أمس، خسارته الثقيلة الثانية، ضمن مشواره في تصفيات المجموعة الثالثة، أمام بطل أوروبا المنتخب الإسباني، بفارق بلغ 110 نقاط، بنتيجة «136-26»، عقب تلقيه في لقائه الافتتاحي بالمونديال خسارة كبيرة أمام إيطاليا، بفارق بلغ 89 نقطة، بنتيجة «121 -32».

ورغم البداية القوية للأبيض خلال مواجهته لعمالقة إسبانيا بتسجيلهم في الربع الأول 17 نقطة مقابل 31 لـ«الماتادور»، إلا أن انهيار القوة البدنية للاعبي المنتخب، مقارنة بخبرات وتفوق عامل الطول، مع وجود ثلاثة لاعبين لإسبانيا تصل أطوالهم إلى نحو المترين، صب في مصلحة أبطال أوروبا، الذين بسطوا سيطرتهم المطلقة على بقية مراحل المباراة، بواقع «28-5 و39-4 و40-1».

وأوضح الخبراء، في حديثهم لـ«الإمارات اليوم»، أن «النتائج الثقيلة كانت متوقعة للأبيض منذ فترة طويلة، نظراً لكون اللاعبين يخوضون مبارياتهم الدولية الأولى، ولفارق الخبرات وعامل الطول اللذين يصبان في مصلحة المنتخبات المشاركة، وعدم تعاون الأندية الكافي خلال مراحل الإعداد، فضلاً عن نقص الزادين البشري والمالي لكرة السلة على صعيد الدولة».

من جهته، شدد عضو اللجنة المنظمة العليا ورئيس لجنة التواصل الاجتماعي لبطولة كأس العالم، وعضو مجلس إدارة نادي الشارقة، عيسى هلال، على عدم إلقاء اللوم على لاعبي المنتخب الذين قاتلوا بشراسة، وقدموا كل طاقاتهم، مع تحميله الذنب في نتائج المنتخب، وبالدرجة الأولى، للأندية.

وقال هلال: «لا يمكن إسقاط المشكلات التي تعانيها كرة السلة في الأندية على لاعبي المنتخب، الذين لا ذنب لهم في تلك النتائج، والذين قدموا كل ما يملكونه لمقارعة عمالقة العالم».

وأوضح قائلاً: «نقص الإمكانات المادية والبشرية لكرة السلة على مستوى الدولة، وتخصيص المبالغ الطائلة لكرة القدم على حساب بقية الألعاب، يلخص واقع اللعبة والنتائج التي سجلناها في مونديال دبي أمام عمالقة اللعبة، إذ لو أجرينا مقارنة بسيطة بين تكاليف إعداد المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم للناشئين، التي استضافتها الدولة العام الماضي، والنتائج التي حصدها، وتكاليف إعداد هذا المنتخب، لوجدنا حجم المشكلة التي تعيشها كرة السلة المحلية، والتي جعلت مهمة انتقاء هذه المجموعة من اللاعبين تقتصر على 500 لاعب فقط من مجمل لاعبي الأندية».

أما إداري المنتخب الوطني، راشد عبدالله، فقال إن «الإدارة الفنية للمنتخب أعلنت في أكثر من مناسبة، قبل انطلاق مونديال السلة، أننا لا نعول على تحقيق نتائج في المونديال، وأن الفارق كبير بيننا وبين بقية المنتخبات، لأسباب هي واقع حال السلة المحلية، ومن أهمها نقص عامل الطول الذي يصب في مصلحة بقية المنتخبات المشاركة، صاحبة الباع الطويل في كرة السلة، مقارنة بلاعبينا الذين يخوضون مبارياتهم الدولية الأولى».

واستطرد قائلاً: «تعاني كرة السلة المحلية نقص الخامات الطويلة، إذ إن معدلات أطوال لاعبينا لا تتعدى حاجز الـ182 سنتيمتراً، مقارنة بمعدلات طول 195 سنتيمتراً لمنتخب إيطاليا، و197 سنتيمتراً لمنتخب إسبانيا الذي لعب طوال مجريات مباراته مع المنتخب بوجود ثلاثة لاعبين تصل أطوالهم إلى حاجز المترين، ما جعل مهمة الدخول تحت سلتهم أمراً شبه مستحيل». وقال المدير الفني للمنتخبات الوطنية د. منير بن الحبيب، إن «فارق الخبرات بين منتخب بدأ إعداده من عامين، على الرغم من الصعوبات المالية والظروف التي واكبت تلك المراحل، مقارنة بمنتخبات تملك سجلات ألقاب عالمية، يؤكد حجم الهوة بين ما يمكن أن يقدمه لاعبونا مقارنة بنخبة منتخبات العالم». وتابع: «لطالما كنا صريحين مع أنفسنا، وذكرنا في أكثر من مناسبة أن فارق الخبرات كبير، فلو نظرنا بصورة فنية لمواجهتي (الأبيض) لوجدنا أن لاعبينا أصحاب الخبرات القليلة قد وقعوا تحت عائق الضغط النفسي لما يعرف بالمباراة الافتتاحية، التي كانت المباراة الدولية الأولى لهم، والأولى التي يلعبون بها أمام هذا الكم الكبير من الجمهور المحلي».

من جانبه، شدد نائب رئيس اللجنة المنظمة العليا لبطولة كأس العالم ونائب رئيس اتحاد السلة، عبدالله الحاج، على ضرورة التجنيس لتفادي نقاط الضعف التي تعانيها السلة المحلية، وقال: «مسألة التجنيس ليست عيباً، وإذا نظرنا إلى قوانين الاتحاد الدولي، فإنها تسمح للمنتخبات الوطنية بتجنيس لاعب على مستوى الناشئين، وهو ما شهدناه هنا في مونديال دبي، إذ إن أفضل لاعب في منتخب بورتوريكو هو أميركي الأصل، وتم تجنيسه ليكون الورقة الرابحة لمنتخب بلاده، وأيضاً لوجدنا أن أفضل لاعبي المنتخب الإيطالي يعود إلى أصول إفريقية».

الأكثر مشاركة